على الرغم من أن النساء في الجمهورية اليمنية لهن الحرية في قيادة السيارات منذ عام 1990م، إلا إنهن يتعرضن لمعاكسات ومضايقات من أغلب من يراهن من المجتمع اليمنى، وخاصة الذكور، بل إن البعض قد يتهمهن باتهامات مخلة بالآداب، ورغم عدم وجود دراسات رسمية حول ذلك تبين عدد من يقدن السيارات في اليمن، إلا أن استطلاعا أجريناه في عدنوصنعاءوتعزومأرب والحديدة لحوالي عشرين امرأة يقدن السيارات، يؤكد تعرضهن للمضايقات باستمرار. وبحسب الاستطلاع كانت نساء عدن أقل اليمنيات تعرضا للمضايقات، وأرجعن ذلك إلى تعود المجتمع في المدينة منذ الاستعمار البريطاني منذ حوالي 60 عاما، على رؤية المرأة تقود سيارتها. وفي صنعاء أكدت أغلب السائقات أنهن يتعرضن لبعض المضايقات وخاصة اللائي يرتدين البرقع، بينما الكاشفات وجههن يؤكدن أنهن أقل تعرضا للمضايقات. وفي المقابل لا يخفي بعض رجال المرور استيائهم من المخالفات المرورية التي ترتكبها بعض قائدات السيارات إضافة إلى عدم احترامهن له في حال طلب منها إبراز رخصات القيادة . وحسب مسئولي إدراة المرور فان 98 في المائة ممن يقدن السيارات لا يملكن رخص قيادة وان السيارات التي يقدهن بأسماء إبائهن أو زواجهن . وأضافوا أن البعض منهن لا يحسن القيادة في زحمة شوارع المدن ،وان الكثير من السائقين من الذكور يتسببوا في إرباكهن بالإكثار من "الصياح " والشتم في حال وجدوا امرأة تقود سيارة وتسببت في تأخير ولو بسيط في السير أو ترتدي برقع مثير للإغراء. وبدأت مدارس قيادات السيارات التي فُتحت قبل عام يعلمن النساء قيادات السيارات لمنحهن رخصة القيادة وقوانين المرور. وحسب مسئولين في مدارس قيادة السيارات فان هناك إقبال من النساء لتعلم قيادات السيارات خاصة بعد إن تم تخصيص لهن مدرسات لذلك. وتعد مدينتي مأرب والجوف من أكثر المدن التي يقود فيها النساء السيارات في نطاق محافظتهن، ولا يستطيع رجل المرور أن يوقفهن في حال قمن بأي مخالفة لأن ذلك قد يجلب عليه متاعب لا تحمد عقباه، قد تصل إلى إطلاق الأعيرة النارية عليه من أسلحتهن الشخصية أو ضربه من قبل الآخرين باعتبار إيقاف المرأة عيبا. من جانبها تقول فاطمة سعيد الصنعاني، إنها في أكثر الأحيان تفكر في ترك قيادة السيارة نتيجة ما تتعرض له من مضيقات (شتم) أثناء سيرها وخاصة في الصباح وبعد الظهيرة وهي الأوقات التي تكون فيها حركة السير مزدحمة. وتضيف أنها تعرضت لرمي بمخلفات مياه معدنية من المارة وسائقي السيارات من الرجال، مشيرة إلى أنها تخاف في أوقات ازدحام الطرقات من تعرقل حركة السير سواء بتعطل سيارتها أو الاصطدام، حيث تنهال عليها كلمات جارحة قد تصل إلى اتهام أسرتها بعدم تربيتها. وأكدت سائقات مدينة تعز والحديدة أنهن يتعرضن باستمرار لمضايقات مما يجعلهن في أغلب الأوقات لا يقدن السيارات وخاصة في الليل. وفي السنوات الأخيرة بدأت النساء في القرى والمناطق القبلية بقيادة السيارة لاستخدامها في نقل الحيوانات والأعلاف وكل ما تتطلبه الزراعة والري، ولكنهن يقدن بسرعة جنونية، دون التزام بالقواعد المرورية الخاصة بالسلامة. ويري مختصون أن المجتمع اليمنى رغم تمتعه بالديمقراطية والانفتاح غير انه مازال غير متقبل أن تقود المرأة السيارة، بل إن البعض يشعر بأنهن خالفن تقاليده واقتحمت مجال الرجولة وتخلت عن أنوثتها التي تتمتع بها وقد توصف بالمرأة "المسترجلة". وتشير دراسة غير رسمية إلى أن 90 في المائة ممن يقدن السيارة هن من النساء العازبات أو العانسات أو المطلقات بينما 10 في المائة منهن هن ممن تزوجن قبل آن يقدمن على قيادة السيارة.