جدد البروفسور مصطفى بهران- مستشار رئيس الجمهورية للعلوم والتكنولوجيا، رئيس اللجنة الوطنية للطاقة الذرية- دعوة اليمن إلى ضرورة لجوء الدول العربية إلى بناء المفاعلات النووية للاستخدامات السلمية، مؤكداً أن ذلك من شأنه تطوير الحركة التنموية، ورفع المستوى المعيشي للمواطنين، بالقدر الذي يساهم في مكافحة الفقر، وتلبية احتياجات المستقبل التنموية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انعقاد الدورة الثامنة عشرة للمؤتمر العام للهيئة العربية للطاقة الذرية، التي تحتضنها مدينة "الحمامات الجنوبية" في تونس بمشاركة وفود رفيعة المستوى من تونس وليبيا ومصر والأردن والسعودية والسودان وسوريا والعراق والكويت واليمن وقطر، بالإضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية، ومركز الشرق الأوسط للنظائر المشعة . وأوضح بهران : أن التحول إلى خيار الاستخدام السلمي للطاقة النووية هو ليس من بحثاً عن ترف بقدر ما أصبح يمثل ضرورة ملحة من شأنه رفع المستوى المعيشي للناس وبالتالي القضاء على الفقر، وكذلك المساعدة على حماية البيئة من التغيرات المناخية الخطيرة وظاهرة الاحتباس الحراري الآخذة بالاتساع، علاوة على أنه يوفر لعملية التنمية المستدامة مصادر طاقة نظيفة ورخيصة. وأشار الى أن الجمهورية اليمنية لا ترى في اللجوء إلى الاستخدام السلمي للطاقة الذرية مجرد احتياج آني لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية بل أنه أيضاً يلبي احتياجات وتطلعات المستقبل. ودعا البروفسور مصطفى بهران إلى ضرورة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل وخاصة الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط من أجل أمن وسلام شعوبها ، منوهاً إلى أن أمر كهذا لا يمكن تحقيقه بدون امتثال إسرائيل للقانون الدولي وإلزامها بالانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، واتفاقية الضمانات والبروتوكول الإضافي، لافتاً إلى أنه من غير الإنصاف ولا المنطق أن تسري هذه القوانين على دول معينة وتستثنى إسرائيل منها. هذا ويتضمن جدول أعمال مؤتمر الهيئة - ومقرها الدائم في تونس- التي افتتحت أعمالها أمس الأحد وتستمر يومان جملة من المواضيع التي تم التحاور بشأنها في إطار اجتماع المجلس التنفيذي المنعقد في الفترة (24 -27 يوليو) من بينها موضوع "الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية في الدول العربية" كما سيتم التطرق إلى أنشطة الهيئة وخاصة ما تعلق منها بالخطة العلمية لسنتي 2007 -2008م. وكان السيد الطيب الحذرى- وزير البحث العلمي والتكنولوجيا وتنمية الكفاءات بتونس- ترأس أعمال المؤتمر، دعا في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية إلى تفعيل أدوات العمل العربي المشترك من خلال إرساء بنية مؤسساتية قادرة على تكريس طموحات البلدان العربية على ارض الواقع . وأوضح: أن الهيئة العربية للطاقة الذرية تعتبر إحدى أهم هذه المؤسسات مؤكدا على أهمية الاستعمالات السلمية للطاقة النووية في العديد من المجالات التنموية التي تمثل أولويات وطنية ومن بينها بالخصوص ميادين الفلاحة والصناعة والصحة على سعيد القطر التونسي. وبين أن امتلاك ناصية المعارف والتحكم في التكنولوجيا المتطورة بالاعتماد على الموارد البشرية المختصة تعد وحدها الكفيلة بالنهوض بالشعوب العربية وتثبيت مسار التقدم والرقى مبرزا أن ارتفاع أسعار المحروقات يجعل من البحث عن بدائل من بين أهم الأولويات ومن ابرز ميادين التعاون العلمي.