تفاخر الرئيس علي عبد الله صالح اليوم الاثنين بالنصر الذي حققته المقاومة اللبنانية وبالوحدة الوطنية التي ترجمها اللبنانيون بمختلف طوائفهم وأديانهم، واصفاً المنازلة التي هزمت بها المقاومة جيش العدو بأنها " حدثا تاريخيا في حياة الجيوش العربية"، وأعرب عن تفاؤله بهذا النصر الذي قال أنه "ارتفعت به المعنويات لدى القيادات العربية وارتفعت المعنويات لدى الكتاب والأدباء والشعراء، وارتفعت المعنويات لدى الجيوش العربية" بعد الإحباط الذي تسبب به الإعلام الغربي والإعلام الصهيوني منذ الحروب الماضية في أعوام 48 و 67 و73 و82 ، والتي استطاع الكيان الصهيوني خلالها أن يرعب الأمة العربية والجيوش العربية وقادة الجيوش بأنه لا مجال للمقارنة ولا مجال للمنازلة معه. جاء ذلك خلال حضوره افتتاح الدورة التدريبية التشاورية والإرشادية لقيادات العمل الإرشادي والتي نظمتها وزارة الأوقاف والإرشاد تحت عنوان " نهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الإرشادي.. سلامة وحماية للأجيال والمجتمع ". وقال الرئيس: " أنظروا ما أجمل وما أحلى وما أروع الشعب اللبناني وهو طوائف .. حزب الله والمسيحيون والسنة والدروز كلهم عندما انفجر الموقف شكلوا كلهم قوى وطنية واحدة في مواجهة العدوان الصهيوني وانقلبت الموازين وتغيرت المعادلة.. تغيرت المعادلات أمام الوحدة الوطنية للشعب اللبناني الذي أستمر 33 يوماً في مواجهة أكبر آلة عسكرية إسرائيلية، وهذه هي المنازلة لأن الجيوش العربية أحبطت من قبل الإعلام الغربي والإعلام الصهيوني .. أحبطت منذ الحروب الماضية في أعوام 48 و 67 و73 و82 ، ففي كل هذه الحروب استطاع الكيان الصهيوني أن يرعب الأمة العربية والجيوش العربية وقادة الجيوش بأنه لا مجال للمقارنة ولا مجال للمنازلة معه لما يمتلكه من آلة عسكرية وانضباط وتدريب وحداثة في الآلة العسكرية .. فجاءت المنازلة ونازلهم الشعب اللبناني، اصغر قطر عربي، وتحدى إسرائيل ونازلها لمدة 33 يوما لقن خلالها إسرائيل درسا لم تعرفه من قبل". وتابع الرئيس قائلا " اليوم ارتفعت المعنويات لدى القيادات العربية وارتفعت المعنويات لدى الكتاب والأدباء والشعراء، وارتفعت المعنويات لدى الجيوش العربية.. الآن أتصور انه لو جاء حدث آخر صراع مع الكيان الصهيوني سوف تتحرك الجيوش العربية لأنها استطاعت أن تمتلك الثقة من خلال المقاومة اللبنانية، لأنه إذا خرجت المقاومة اللبنانية بإمكانياتها المحدودة وعملت هذه المنازلة مع الكيان الصهيوني، فما بالك بالجيوش العربية التي تمتلك آلة حربية حديثة". وأضاف " أنا متفائل بان هذه المنازلة شكلت حدثا تاريخيا في حياة الجيوش العربية والمتمثلة في أداء المقاومة اللبنانية والتفاف كل القوى اللبنانية بمختلف أطيافها السياسية، وعزز الثقة لدى العرب والمسلمين والأصدقاء المحبين للأمن والاستقرار الدوليين.. والآن تغيرت وجهة نظر أمريكا حتى الذين كانوا يدعمون إسرائيل تغيرت الصورة عندهم وقالوا هذه القوة التي لا تقهر قهرت على أيدي المقاومة اللبنانية والفلسطينية". وحيا رئيس الجمهورية المقاومة بكل شرائحها وأطيافها.. قائلا " لا نقول هذا سني وهذا شيعي، نحن امة إسلامية واحدة نواجه هذا التحدي وهذا الصلف.. الصهيونية هي التي تقسم المسلمين إلى طوائف سنة، شيعة، أكراد". وقال " من كل قلبي أهنئ وأبارك للشعب اللبناني العظيم على هذا الانتصار الرائع وعلى منازلتة مع الكيان الصهيوني ، مهما قالوا ومهما رددوا فهم مهزومين أمام المقاومة الوطنية الإسلامية وأمام المقاومة الفلسطينية ، فالمقاومة الفلسطينية اليوم وقبل الانتفاضة في غزة أين كانت.. كانت في اليمن وفي تونس وفي مصر. الآن رصاصة البندقية تقع في الضفة الغربية .. الآن الصهاينة يقتلون ويجرحون كل يوم". وجدد الرئيس تهاني الشعب اليمني العظيم لإخوانه في لبنان على هذا الانتصار الرائع.. كما هنأ بانعقاد هذه الدورة.. وتمنى أن يكون دور المشاركين فيها إرشادي وتوجيهي في الوطن ، وفي مختلف المحافظات والنواحي والمراكز بما يوعي الناس بأهمية وحدة الصف اليمني والحفاظ على الثورة والوحدة والجمهورية والأمن والآمان والاستقرار". وقد تحدث الرئيس للمرشدين والمرشدات حيث عبر عن شكره لوزارة الأوقاف على الإعداد والترتيب الجيد لعقد مثل هذه الدورات المفيدة للمرشدين والمرشدات والموجهين والموجهات والتي سيكون لها بالغ الأثر على بقية المرشدين والخطباء في كل أنحاء الوطن . وقال :"إن رسالة المسجد رسالة عظيمة وقوية ومفيدة لمن يتوخى الدقة والمعلومات الصحيحة ..فهي رسالة عظيمة يستفيد منها كل المواطنين وعلى مختلف المستويات ومن خلالها يطلع الناس على كل التطورات ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وبكل ما هو جديد ..فخطبة الجمعة أو حلقة الإرشاد رسالة عظيمة إذا توخي فيها الدقة والإلمام بالمعلومات واستطاع الخطيب أو المرشد أن يتابع كل المعلومات ليقدمها لعامة الناس . وقال رئيس الجمهورية " لقد سبق وأن حضرت دورة في الحديدة وكان لانعقادها أثر جيد ومفيد" . وأضاف :" نحن قادمون في الأيام القليلة القادمة على استحقاق ديمقراطي يتمثل في انتخابات محلية ورئاسية تنافسية بين كل القوى السياسية .. وإنشاء الله يكو ن هذا التنافس تنافس سلمي وتداول سلمي للسلطة سواء رئاسية أو محلية دون تزييف لوعي المواطن أو قلب الحقائق" . وتابع قائلا :" على الخطباء أن يتوخوا الدقة والمعلومات الصحيحة لنقلها إلى المواطنين , نحن نريد أن يتم هذا الاستحقاق في ظل امن وأمان واستقرار وأن لا تحدث أي فوضى، وأن يرى العالم شعبنا شعب متحضر فالإيمان يمان والحكمة يمانية كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم ". وقال :" فليتنافس المتنافسون على برامج وعلى رؤى تكون قابلة للاستيعاب دون تزييف الوعي أو الكذب على الناس" . وخاطب القيادات الإرشادية قائلا : " فلتكن الخطابة حول هموم عامة الناس ..ما هو واجب الحكومة تجاه المواطنين وما هو واجب المواطنين تجاه الدولة والوطن .. فلنتحدث عن الأمن والأمان عن الإخاء , عن الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والدعوة للألفة بين الناس ". واستعرض الرئيس خارطة المتغيرات التي شملت الوطن اليمني الكبير وما كان عليه الوضع قبل 1978م بالقول .. " أذكر الأخوة الخطباء وربما فيكم الآن من كبار السن الذين كانوا متابعين للأحداث في الماضي كيف كان اليمن مضطربا قبل عام 1978م فيما كان يسمى بالشمال ..الاضطرابات والجبهات والتخريب والتدخلات الخارجية .. وكيف كان الوضع في جنوب الوطن أيضا التدخلات الخارجية في ظل النظام الشمولي و الصراعات داخل الحزب نفسه والصراعات بين الشطرين حتى جاءت الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م حيث كانت إنقاذا لكل الوطن وأبنائه ..التأم فيها شمل الأسرة اليمنية وتوحدنا على ثوابت وعلى قواسم مشتركة , الكتاب والسنة والدستور , حيث قامت وحدتنا على هذا الأساس ". وقال: " مهمتكم مهمة عظيمة ورسالة المسجد عظيمة تقدموها لعامة الناس .. أنتم كقيادة للمرشدين والمرشدات والموجهين والموجهات لقيادات أدنى, توجهوهم في كل المحافظات الحديث عن أهمية استتباب الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والصلح بين الناس, وليست دعوة إلى عصبية ، أو بغضاء، أو فتنة". وأضاف: " رسالتنا هي الوحدة الوطنية .. هي الأمن والآمان والاستقرار .. هي الصدق مع الناس، وهذا أهم شيء .. رسالتنا هي الصدق والوضوح مع الناس في كل صغيرة وكبيرة .. فما أجمل المرشد أو العالم أو الخطيب عندما يصعد إلى المنبر ويكون عنده مواضيع مرتبه ، متوخي الدقة وصحة المعلومات ونقلها إلى عامة الناس يكون لها الوقع الكبير والتأثير البالغ في قلوب كل السامعين, بعكس عندما يطلع يهذي في المنبر ولا تقدر تفهم منه شيء". وأردف قائلا: " المستمع يريد أن يخرج من المسجد وهو مستفيد من الخطيب، في النواحي الاجتماعية والثقافية والوحدة الوطنية ونبذ الفرقة بين الناس ، ونبذ الثأر والعصبية القبلية العنصرية ، وأي عنصرية مقيتة أو قبلية مقيتة يجب أن نعمل على إزالتها, فهذه مهمتنا لأننا أمة واحدة".