في تطور كبير خلص إليه اجتماع مشترك عقد صباح اليوم بصنعاء بين اللجنة العليا للانتخابات وممثلي الأحزاب اليمنية ومنظمات مجتمع مدني مناصرة للمرأة قرر المجتمعون الخروج بمسيرة احتجاجية إلى دار رئاسة الجمهورية يوم الأحد القادم تستنكر قيام الأحزاب السياسية اليمنية بخذلان المرأة وعدم ترشيحها للانتخابات المحلية القادمة، وتطالب قيادة الرئيس علي عبد الله صالح بتبني قرار سياسي يخصص دوائر مغلقة للنساء، ويدعم المرشحات، ويضع حداً للتدهور الحاصل بسبب التنصل من الالتزامات والعهود المبرمة بين القوى السياسية. جاء ذلك القرار عقب المداولات التي خاضتها اللجنة العليا للانتخابات ممثلة بكل من علوي المشهور، والهام محمد عبد الوهاب- مدير عام الإدارة العامة للمرأة باللجنة العليا، مع ممثل المؤتمر الشعبي العام، ورئيسة اتحاد نساء اليمن السيدة رمزية الارياني، وممثل كتلة أحزاب اللقاء المشترك محمد علي صالح، ورئيسة اللجنة الوطنية للمرأة رشيدة الهمداني، إلى جانب منظمات تمكين المرأة والتي في مقدمتها "تحالف وطن" ممثلاً بالدكتورة رؤوفة حسن، ومنظمة "وفاق" لتنمية الديمقراطية ممثلة برئيسها محسن الغشم، والعديد من المنظمات الأخرى. وقد تنصلت خلال الاجتماع أحزاب اللقاء المشترك من التزاماتها بوثيقة المبادئ الموقعة مع الحزب الحاكم ووصفها محمد صالح بأنها حبر على ورق، في الوقت الذي رأت رمزية الارياني أن الحزب الحاكم تراجع قليلا ايضا نتيجة لعدم ايفاء التزام الآخرين بالنسبة المتفق عليها وتنصل أحزاب المعارضة عن الإيفاء بالحد الأدنى. ودار سجال صاخب خلال الجلسة تعرضت فيه الأحزاب الى انتقادات لاذعة عجزت عن الرد عليها خاصة بعد أن واجهتهم المنظمات بوابل من الأسئلة وحقيقة أن عدد المتقدمات بطلبات ترشيح لا يتجاوز (38) مرشحة ، إلاّ أن الجدل لم يفض إلى أي اتفاق يمكن الاعتداد به للمرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي دفع برئيس منظمة وفاق – محسن الغشم- إلى دعوة النساء إلى مقاطعة التصويت لأي حزب لم يقدم مرشحات لانتخابات المجالس المحلية طبقاً للتعهدات السابقة، وهو ما أيدته رئيسة تحالف وطن – رؤوفة حسن التي تساءلت بحماس عن موضع الخلل وهل هو في الناخب ما دام جميع الأحزاب تنكر مسئوليتها! وفي تصريح خاص ل"نبأ نيوز" أكد محسن الغشم : أن "جميع الأحزاب السياسية خذلت المرأة ولم تف بعهودها ولا بالاتفاقات المبرمة من قبل"، منوهاً إلى حدوث "إقصاءات حزبية متعمدة للكثير من الناشطات في مختلف المحافظات، وأن هناك ضغوط حزبية مورست على بعض الناشطات لتنحيتهن عن الترشيح لصالح بعض المتنفذين في الدوائر التي يعتزمن ترشيح أنفسهن فيها". وأضاف الغشم: "أننا في حالة إصرار الأحزاب على تجاهلهم لتمكين المرأة ودعمها في الانتخابات المحلية سنتبنى حملة ندعو فيها النساء إلى مقاطعة التصويت لأي حزب لم يقف إلى جانب المرأة ولم يدعم ترشحها لمراكز قيادية في المجالس المحلية"، مؤكداً أن: "العديد من منظمات المجتمع المدني ستسير بهذا التوجه لأن هناك تجاهل مقصود للاستحقاق الديمقراطي للمرأة اليمنية، وهو ينم عن خلل في استيعاب منهج العمل الديمقراطي لدى بعض القوى السياسية". وحذر محسن الغشم من "الأحادية الذكورية للعملية الديمقراطية"، مشيراً إلى: "أن غياب تمثيل المرأة في المجالس المحلية سيكون عقبة أمام التنمية الوطنية، وعبئاً عليها كونه يعطل إرادة نصف المجتمع، فضلاً عن كونه يستلبها حقوقها الإنسانية المشروعة". وجدد الغشم الدعوة إلى مختلف القوى الوطنية إلى إعادة النظر في حساباتها، وضرورة خلق توازنات نسبية بين الرجال والنساء "من أجل حياة متوازنة أيضاً"