دشنت منظمة وفاق للتأهيل الديمقراطي صباح اليوم السبت دورة تدريبية للنساء بمحافظة لحج، أقامتها تحت شعار (تمكين المرأة في المجالس المحلية التزام ديني وشراكة في تنمية المجتمع)، والتي حضرها محمد هزاع القباطي – وكيل محافظة لحج، والسيدة فاطمة الحاج- رئيسة اتحاد نساء لحج، وعلي قاضي- رئيس اللجنة العليا للانتخابات بالمحافظة، وحشد كبير جداً من القيادات النسوية بالمحافظة. وفي مستهل افتتاح الدورة التدريبية التي تقيمها المنظمة في إطار برنامج التمكين النسوي للمشاركة في الانتخابات المحلية القادمة، استعرض محسن الغشم- رئيس المنظمة- واقع ما آلت إليه فترة تقديم طلبات الترشيح للانتخابات المحلية من مشاركة وصفها ب"هزيلة" للمرأة اليمنية ولا تتجاوز (168) امرأة حتى نهاية يوم إغلاق الترشيح (الاثنين الماضي)، ملقياً اللوم في ذلك على الأحزاب السياسية اليمنية بالدرجة الأولى. وقال الغشم: أن الأحزاب تنصلت من مسئولياتها بعد كل الشعارات التي رفعتها، والعهود التي قطعتها على نفسها في دعم المرشحات، مرجعاً بعض أسباب ذلك إلى واقع تلك الأحزاب، وطبيعة الأزمات والمشاكل الداخلية التي تعيشها تنظيماتها، مشيراً إلى أن جميع القيادات الحزبية تعاملت بذكورية مع المسالة وبعقلية لا تدل على أنها مستوعبة جيداً لقيم التحولات الديمقراطية التي تتجه نحوها اليمن. ونوه إلى أنه حتى الحزب الحاكم – مع الأسف الشديد- لم يهضم توجيهات قيادته السياسية وتصرفت بعض قيادات فروعه على نحو أناني، ورغم التوجيهات الصريحة والعلنية لرئيس الجمهورية للمؤتمر بدعم المرشحات وإغلاق بعض الدوائر لهن، فإنهم مارسوا ضغوطاً شديدة على النساء المرشحات – كما حدث في عدن- وطالبوهن بالانسحاب، وقد انسحب عدد منهن فعلاً. كما تطرق إلى الثقافة الدينية وانعكاسها على واقع ترشيح المرأة للمحليات وأكد أن هناك ثقافة تقليدية خاطئة في فهم الدين وسماحة وعدالة القرآن الكريم ن ظل أصحابها ينظرون إلى المرأة بنظرة دونية رغم أن الإسلام منحها حقوق متساوية، وأعز من شأنها.. وأكد الغشم على أهمية مواصلة المرأة لعملها وكفاحها لنيل حقوقها المشروعة في ترشيح نفسها والمشاركة في الحياة السياسية والعامة، لما من شأن ذلك خدمة مسيرة التنمية من خلال استثمار النصف الآخر من الأيدي العاملة والخبرات الفنية والأكاديمية النسوية. وحث المرشحات على التعاون فيما بينهن ، مناشداً في الوقت ذاته جميع الأحزاب والهيئات والمنظمات للوقوف الى جانب المرأة ن وتكثيف التوعية من أجل تمكينها من ممارسة أدوارها. كما ألقت المرشحة قدرية فضيل كلمة باسم المشاركات، وكذلك ألقى علي قاضي كلمة باسم اللجنة العليا للانتخابات جميعها ركزت على مشاركة المرأة والموقف العام منها، وتنصل الأحزاب من التزاماتها نحوها. وقد اعتذرت عايدة عاشور- مسئولة القطاع النسوي للمؤتمر الشعبي العام بالمحافظة- عن إلقاء كلمتها بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها المشاركون والمشاركات في الدورة للحزب الحاكم جراء السياسة التي مارستها بعض قيادات فروعه في الضغط على المرشحات، وجراء الإقصاء المتعمد لبعض الناشطات من أجل بعض المتنفذين في تنظيماته؛ وقد طال النقد بقية الأحزاب السياسية بنفس القدر وأحياناً أشد نتيجة لموقفها الهزيل من تمكين عضواتهم من ترشيح أنفسهن للانتخابات المحلية. يذكر أن هذه الدورة شهدت حضوراً لم يسبق له مثيل في المحافظة وهو ما اعتبرته منظمة وفاق تطوراً كبيراً في وعي المرأة في لحج وإحساسها بمسئولياتها.