يساهم الاتجاه السائد في أوروبا حول إنجاب الاطفال في سن أكثر نضجا في موجة جديدة من التحديات الاخلاقية للاطباء في غرفة الولادة. ويقول الباحثون الطبيون في النرويج وبلجيكا وغيرهما من الدول إن الاطباء يواجهون أسئلة تزداد صعوبة حول حدود الرعاية في فترة ما بعد الوضع للاطفال المبتسرين بشكل شديد. وإلي جانب الاباء يجد الاطباء أنفسهم يصارعون الاسئلة حول كيفية وموعد سحب أو وقف هذه الرعاية لحديثي الولادة الذين تتضاءل فرص بقائهم علي قيد الحياة. ويري الباحثون أن ذلك يمثل قلقا متزايدا لان معدلات الولادة المبتسرة آخذة في الارتفاع في السنوات الاخيرة. وأحد أسباب هذه الظاهرة هو أن النساء الاوروبيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عاما يخترن أن ينجبن أطفالا رغم ما تشير إليه الدراسات من أن النساء الاكبر سنا يواجهن مخاطر وضع أطفال مبتسرين. وفي مؤتمر طبي حول الاطفال حديثي الولادة عقد مؤخرا في العاصمة التشيكية براغ رصد الباحثون الطرق العديدة التي يسلكها الاطباء والباحثون للوفاء بالتحديات التي يواجهونها عندما يولد الاطفال قبل 12 أو 14 أو حتي 16 أسبوعا من الموعد المحدد لولادتهم. وأعطي التقدم في التكنولوجيا الطبية الاطباء مزيدا من الخيارات لادارة عملية "دعم الحياة" للاطفال المبتسرين.لكن القرارات الصعبة المتعلقة بأي مدي يمكن علاج الطفل المبتسر لا يمكن أن تحددها الالات. وأظهرت أكبر دراسة حول القضية في المؤتمر الاوروبي لطب حوالي وحديثي الولادة أن أكثر من 100 مستشفي في عشر دول قد وضعوا وفقا للعادات والتقاليد سياساتهم المتعلقة بالاطفال حديثي الولادة. لكن الدراسة ساقت "تنويعات كبيرة" يتزعمها الدكتور لويس كولي من المركز الطبي الجامعي بنيجميجين بهولندا والذي كان قد تصدر عناوين الاخبار قبل عامين بدعوته الحكومات إلي حماية الاطباء الذين يعطون حقنا مميتة للاطفال حيدثي الولادة الذين لا يرجي نموهم. وأوضحت الدراسة أن الاطفال في ثلث المستشفيات عبر أوروبا من بولندا إلي البرتغال يتبعون بروتوكولات مكتوبة عندما يقررون وقف علاج الاطفال المبتسرين فيما لا تتبع البقية أي قواعد إرشادية في هذا الصدد. وبينت الدراسة أن الاباء ربما يشاركون في اتخاذ القرار في 76 في المائة من المستشفيات لكن عددا قليلا منها بها لجان أخلاقية تشارك بفاعلية في القرارات المتعلقة بالولادات المبتسرة.