أثارت قضية وفاة الشابة سماح إبراهيم – 20 عاماً- التي لم يمض على عرسها سوى بضعة أسابيع، استياءً شعبياً بالغاً في محافظة الحديدة، الأمر الذي اضطر محافظها إلى توجيه كلاً من البحث الجنائي، ومكتب الصحة بفتح التحقيق بالقضية قبل تطور الأوضاع إلى "حرب" انتقامية من المستشفى الأهلي الذي تسبب بوفاتها بعد حقنها بإبرة بدقيقة. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في الحديدة: أن البحث الجنائي أنهى تحقيقه مع الطبيب المسئول، وعدد من الكوادر العاملة في المستشفى إلاّ أنه فشل في تحديد المسئولية ما لم يتم تشريح الجثة من قبل لجنة طبية والاستناد إلى ما سيكشفه تقريرها، إلاّ أن هناك خلافاً حول موضوع تشريح الجثة بين أسرة المجني عليها والسلطات، في الوقت الذي تحرزت الأجهزة الأمنية على الجثة في ثلاجة مستشفى الثورة العام. وأشارت إلى أن الشرطة تفرض حالياً حراسة مشددة على المستشفى الذي توفت فيه سماح إبراهيم، مخافة تعرضه لاقتحام من قبل الأهالي الغاضبين الذين هددوا لمرات عديدة بالانتقام والثأر لابنتهم، خاصة بعد قيام البحث الجنائي بالإفراج عن الطبيب بكفالة، وهو القرار الذي فسرته أسرة الضحية بأنه تواطؤ وفساد. وكانت جموع غفيرة من أبناء الحديدة تجمهروا عقب الحادث مباشرة أمام المستشفى وحاولوا اقتحامه لولا تدخل قوات النجدة والأمن المركزي لتفريق المتجمهرين، بعد التأكيد لهم بأن تحقيقاً واسعاً سيفتح في القضية. وكان فهد الخاوي أسعف زوجته سماح يوم الأحد إلى إحدى المستشفيات الأهلية في الحديدة بعد تعرضها لآلام شديدة في البطن، وما أن قام الطبيب المناوب بحقنها بإبرة حتى توفت في الحال، وهو ما ربط حادث الوفاة بالحقنة التي أعطيت للمريضة. وبحسب نفس المصادر فإن ذعراً كبيراً ساد بين الأهالي في الحديدة من هول الفجيعة بوفاة سماح إبراهيم دفع اغلب الناس إلى تفادي ارتياد المستشفيات الأهلية. هذا وتتوقع مصادر طبية أن تفتح الحادثة ملف فساد المستشفيات الخاصة في عموم الجمهورية اليمنية، والتي يوصفها البعض بأنها مستنقع السمسرة، والانتهاكات الصارخة من قبل الوزارة، وقد تحولت إلى أسواق مفتوحة لشراء الأجهزة والمعدات الطبية الحكومية بأبخس الأثمان- سواء التي تشتريها الدولة من ميزانيتها أو التي تقدم مساعدات لها من دول مانحة لتجد طريقها في الحال إلى المستشفيات الأهلية ولتحل بدلها في المؤسسات الخاضعة للمحاسبة ماركات رديئة أو مستخدمة، أو عاطلة- على غرار مصنع (روز) للأدوية الذي سبق أن فتحت نبأ نيوز ملفه.