أصدرت منظمة "الشفافية الدولية" التي تراقب الفساد وتتخذ من برلين مقرا لها، تقريرها عن (مؤشر مفاهيم الفساد) لعام 2006م، والذي ضم (163) دولة – بينها (17) دولة عربية- صنفتها المنظمة استنادا إلى مستوى الفساد بين مسئولي القطاع العام ورجال السياسة، واحتلت اليمن فيها المرتبة (111) دونما أن يطرأ أي تحسن عن مؤشرات العام المنصرم. وبحسب تقرير المنظمة – الذي اطلعت عليه "نبأ نيوز"- فقد احتلت الإمارات المركز الأول عربيا كأكثر الدول العربية نزاهة، رغم أنها احتلت الترتيب (31) عالمياً، وجاءت دولة قطر في المرتبة الثانية عربياً و(32) عالمياً، فيما تراجعت سلطنة عمان من المركز الأول عربياً إلى المركز الثالث، وتراجع ترتيبها العالمي أيضاً من (28) إلى (39). وجاء ترتيب الدول العربية على الصعيد العالمي في مؤشرات العام 2006م على النحو التالي: الإمارات (31)، قطر (32)، البحرين (36)، عمان (39)، الأردن (40)، الكويت (45)، تونس (51)، لبنان (63)، مصر (70)، السعودية (70)، المغرب (79)، الجزائر (84)، سوريا (93)، ليبيا (105)، اليمن (111)، السودان (156)، العراق (160). وأوضح التقرير أن (3) دول عربية فقط شهدت تحسناً في مكافحة الفساد عما كانت عليه في العام المنصرم، فقد تقدمت لبنان من المركز (83) إلى (63) ، ونوه التقرير إلى إن البيانات التي جمعها كانت قبل الحرب الأخيرة على لبنان- كما تقدمت الجزائر من المركز (97) إلى الترتيب (84)، وتقدمت ليبيا من (117) عالميا إلى (105)، فيما أشار التقرير إلى ارتفاع مفاهيم مستوى الفساد في الأردن بشكل ملحوظ. وبين التقرير أن هناك علاقة وثيقة بين الفساد والفقر، حيث تركزت مجموعة من الدول الفقيرة في أدنى القائمة. وذكر "هوجوت لابيل"- رئيس المنظمة- في البيان المرافق للتقرير :"إن فخ الفساد يحاصر الملايين داخل الفقر"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من مرور عقد من التقدم في وضع قوانين ولوائح لمكافحة الفساد، لكن نتائج اليوم تبين إن هناك الكثير ينبغي عمله قبل أن نرى تحسنا ذا مغزى في حياة المواطنين بالعالم". أما على الصعيد العالمي فقد تقاسمت كل من فنلندا وأيسلندا ونيوزيلندا المرتبة الأولى بين أنزه الدول، إذ حصلت كل منها على 9.6 درجة، كما احتلت الدنمارك وسنغافورة والسويد وسويسرا المراتب من (4 إلى 7) بين أنزه الدول. وعلى النقيض من ذلك فقد احتلت هاييتي مرتبة أشد الدول فسادا بحصولها على (1.8) نقطة، تلتها العراق ثم غينيا وميانمار اللتان تقاسمتا المركز قبل الأخير برصيد (1.9) نقطة لكل منهما. بينما تقاسمت بنغلاديش وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان المركز الثالث كأسوأ الدول فسادا. أما بالنسبة للقوى الكبرى في العالم، فقد جاءت ألمانيا في المركز ال 16 واليابان 17 وفرنسا 18 والولايات المتحدة 20 وشغلت معها نفس المركز كل من شيلي وبلجيكا، واحتلت كل من البرازيل والصين والهند المركز 70 وروسيا 121. وذكرت منظمة الشفافية الدولية، إن عدة دول تمت تغطيتها في التقارير السابقة، اختفت هذا العام نظرا لعدم كفاية البيانات. ومن بين هذه الدول أفغانستان والصومال وفلسطين. وسجلت جميع الدول ذات الدخل المنخفض وجميع الدول الإفريقية باستثناء دولتين، نقاطا دون الخمس، الأمر الذي يعني أنها تواجه مستويات خطيرة من الفساد الداخلي. وجاءت بوتسوانا كأنزه دولة أفريقية، واحتلت المركز ال 37 في القائمة وجنوب أفريقيا (51) وناميبيا (55). وكانت نيجيريا بين أسوأ الدول واحتلت المركز 142. ونوهت إلى أن مؤشر الفساد لعام 2006 مؤشر مركب يعتمد على عدة استقصاءات لآراء الخبراء عن إدراكهم للفساد في القطاع العام في 163 دولة حول العالم، ويمثل عدد الدول هذا العام أكبر مجال للمؤشر حتى الآن. ويقيم المؤشر الدول على مقياس صفر إلى عشرة، حيث يشير الصفر إلى مستويات عالية من إدراك الفساد بينما عشرة تمثل أقل أدراك للفساد.