كشفت دراسة دولية أن امرأة تموت كل دقيقة أثناء الحمل أو الولادة في إفريقيا جنوب الصحراء، وجنوب شرق آسيا، وأن نصف النساء الحوامل في العالم تفتقرن إلي العناية الصحية المؤهلة عند الولادة. ووزّعت الدّراسة علي هامش النّدوة الدولية الأولي لصندوق الأمم المتّحدة للسكان بالتّعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الهيئات الصحية الدولية وعشرين دولة في شأن "حالات الوفاة أثناء الولادة" التي اٍنتهت أعمالها أمس في تونس. وبحسب هذه الدراسة، فان امرأة من بين سبع نساء في بعض الدول الافريقية والآسيوية تموت أثناء الحمل أو الولادة، مقابل وفاة امرأة واحدة من بين 8 آلاف امرأة في امريكا وأوربا وبقية الدول المتقدّمة. وقالت أن نصف النّساء الحوامل في العالم يفتقرن إلي العناية الصحية المؤهلة عند الولادة، و"هي من العوامل المسببة في استمرار النسب المرتفعة في عدد الوفيات من الأمهات والأطفال الحديثي الولادة نتيجة غياب الإشراف المؤهل خلال الولادة". ولكنّها لاحظت تسجيل نتائج إيجابية في صحة وسلامة الأمهات وحديثي الولادة في كل من كوستاريكا، ومصر، وماليزيا، وجنوب أفريقيا، وسريلانكا، وتايلاند، وتونس، نتيجة ايلاء المزيد من الاٍهتمام بصحة الأم في البرامج التنموية الوطنية. وشدّدت الدراسة علي ضرورة تضافر الجهود لضمان حق كل امرأة حامل وكل مولود في الحصول علي الاشراف الصحي المؤهل، وبالتالي "إنقاذ أكثر من خمسة ملايين امرأة وخمسة وأربعين مليون مولوداً في حلول العام 2015. ووفقا لرئيس بعثة صندوق الأمم المتّحدة للسكان لوك دو برونيس، فان المبلغ الذي تحتاجه 57 من دول العالم الأكثر فقرا لتجسيم الخطة الدولية التي تمتد حتي عام 2015 بهدف تخفيف النسبة المرتفعة جدا للوفايات في صفوف الأمّهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة هو 393 مليار دولار امريكي. وأوضح برونيس أن تنفيذ هذا البرنامج بدأ خلال العام الجاري بموازنة تقدّر بنحو مليار دولار، علي أن يرتفع هذا المبلغ تدريجيا، ليصل الي 6 .100 مليار دولار سنويا في حدود عام 2015. وحذّر من أن عدد الموتي الذي يسجّل سنويا في صفوف الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة يفوق سنويا خمسة الملايين غالبيتهم من إفريقيا والدول الفقيرة في امريكا اللاتينية وآسيا.