لم تعد درجات الحرارة الاستوائية والأشجار العالية التي يمكن تسلقها والنباتات المائية والقرود تقتصر علي بيئة الأحراش والغابات في جزيرة بورنيو الواقعة جنوب شرق آسيا مثلا فقط ولكن بإمكانك العيش في تلك الأجواء الاستوائية في حديقة حيوان مدينة لايبزج الألمانية التي تمثل مركزا دوليا لبحوث الحيوان. وفي حديقة حيوان بونجولاند في لايبزج لا عليك إلا اجتياز ممر خشبي ضيق لتصل إلي الأحراش. ويتوجه أكثر من 3ر1 مليون شخص سنويا إلي حديقة حيوان لايبزج ليتمتعوا بأجواء الحياة البرية الغريبة. فالقسم الاستوائي من الحديقة يجمع أنواع الحيوان من سادة الغابة الأربعة علي مساحة ثلاثة هكتارات من الأراضي وفي درجة حرارة صممت خصيصا لتظل ثابتة عند 30 درجة مئوية لتلاءم أجواء البيئة الأصلية الحارة التي تعيش فيها هذه الكائنات. وبونجولاند هي أكبر حديقة حيوان من نوعها بهذه المواصفات في العالم حيث يقول الاسباني جوزيب كال "إن مشاهدة حيوانات القردة المعروفة باسم بونوبو والغوريلا وإنسان الغابة والشمبانزي في مكان واحد تسمح لنا بإجراء دراسات مقارنة بين سلوك هذه الحيوانات". ويتولي كال منصب مدير مركز فولفغانغ كوهلر لبحوث الرئيسات. وبإمكان زوار الحديقة متابعة التجارب العلمية عن كثب من خلال النوافذ. ويقول كال: "ليس هذا بمعمل علي النحو التقليدي" فالحيوانات يمكنها التنقل بحرية بين غرف المراقبة والنوم والغرف الداخلية والخارجية. وتمثل التجارب بالنسبة لهم تغييرا يرحبون به كما أنها تعطيهم فرصة لتناول المزيد من الطعام. ويراقب الزوار في هدوء مطبق كيف يجلس إنسان الغابة حائرا أمام كوبين مختلفين وضع طعام أسفل الكوب الأكبر فيهما أما الآخر فهو فارغ ثم يتم تغيير الأكواب ليصبح الاختلاف بين حجميهما أقل وهكذا حتى تكتمل التجربة. ومن خلال تلك الألعاب البسيطة والماكرة يسعي الباحثون إلي اختبار قدرات الحيوانات علي التذكر وبهذا يتمكنوا من الوصول إلي الاختلافات التي تميز بين الأنواع. ويقول كال "تمكننا في إحدى الدراسات من إثبات أن القرود تستطيع التوصل إلي استنتاجات من خلال البيئة الطبيعية المحيطة بها".