كشفت مؤسسة الحق في الحياة (ريتل RTL) أن نحو مليون طفل يمني معاق جراء تعرضهم للإصابة بالشلل الدماغي، معتبرة هذا النوع من الشلل سبباً رئيسياً من أسباب الإعاقة في اليمن، مؤكدة عزمها على تقديم الرعاية والخدمات لهؤلاء الأطفال من خلال تبنيها نظام تأهيلي يكفل للطفل المعاق المساعدة للتكيف والاندماج الشامل مع البيئة المحيطة به ليتسنى له المضي على قدم المساواة مع الأطفال الآخرين. جاء ذلك خلال حفل إشهار المؤسسة الذي أقيم صباح اليوم بصنعاء تحت شعار (سوياً نزرع الابتسامة)، وبمشاركة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، وعدد من كبار الأطباء، والمختصين، وممثلي المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية، والذي تم خلاله الإعلان عن ولادة أول مؤسسة يمنية مدنية تقدم خدمات الرعاية والتأهيل للأطفال من ذوي الإعاقة بالشلل الدماغي من خلال مهارات حيوية متكاملة تقدم على صعيد الدور الاجتماعية المختلفة، كما تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للطفل المصاب بالشلل الدماغي في الأسرة والمجتمع، والتوعية بأساليب الوقاية من الإعاقة. وفي كلمة للدكتور يحيى الثور- مدير المستشفى اليمني الألماني – أشار إلى أن الشلل الدماغي يعد سبباً رئيسياً لإعاقة نحو مليون طفل يمني، منوهاً إلى وجود نقص في وعي الأسرة اليمنية في الكشف المبكر عن حالات الإعاقة والتي يمكن تلافيها بالتدخل الطبي، وعزا إلى ذلك النقص في الوعي تركز 90% من حالات الإصابة بالشلل الدماغي في أوساط الأسر الفقيرة، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود الوطنية في التوعية. من جهتها وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، الدكتورة نور باعباد أكدت حرص الجهات الرسمية على رعاية شريحة المعاقين ودعمهم بكل الإمكانيات التي تكفل لهم الاندماج في المجتمع وممارسة الأنشطة المختلفة، مشيرة إلى أن وزارة الشئون الاجتماعية عملت على إنشاء صندوق خاص بالمعاقين يوفر لهم التمويلات الملبية لاحتياجاتهم، منوهة إلى أن هناك دعم آخر لشريحة المعاقين يقدمه الصندوق الاجتماعي. وفي تصريح خاص ل"نبا نيوز" قالت الدكتورة باعباد: أن هناك توجه للاهتمام بالإعاقة الذهنية، كما أن هناك دور متزايد من منظمات المجتمع المدني في هذا المجال يقابله اهتمام حكومي بتعزيز الشراكة التنموية بين الطرفين . واضافت: أن هناك قطاع معني برعاية المعاقين هو إدارة الشئون الاجتماعية، وقامت الدولة بتأسيس صندوق خاص بتمويل أنشطتهم ، مؤكدة أن هذه التجربة فريدة من نوعها ، ومتميزة، وقد استبقت بها اليمن بقية البلدان العربية وتنضوي في إطار شبكة الضمان الاجتماعي والإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها الدولة ضمن الخطة الخمسية الثالثة واستراتيجية التخفيف من الفقر. وقالت الدكتورة نور باعباد: ان لدى الوزارة توجه لإيجاد استراتيجية وطنية للمعاقين يصب في اهتمامات الحكومة وأولوياتها للمرحلة الراهنة، وكذلك من خلال العقد العربي للمعاقين. وأشارت الى أن الاهتمام بالمعاقين هو من منطلقات الإسلام الحنيف، وأن من المسئوليات الدينية رعاية المعاقين. ورحبت وكيلة وزارة الشئون الاجتماعية بمبادرة مؤسسة الحق في الحياة بأن تكون هناك مؤسسة تعنى بشئون المعاقين ، وقالت: أننا في الجانب الحكومي نمد أيدينا الى هذه المؤسسة للمساعدة في تخفيف الإعاقة والعمل من منطلق الشراكة في إعادة تأهيل المعاقين وإدماجهم في المجتمع وتذويب الفوارق بينهم وبين الآخرين الأصحاء من الإعاقة. الدكتورة أروى ثابت - المدير التنفيذي للمؤسسة- تطرقت خلال الحفل الى أهداف نشأة المؤسسة والبرامج التي ستنفذها.. لافتة إلى أن المؤسسة تحتضن في مركزها (32) حالة شلل دماغي، يوفر لها المركز الرعاية الخاصة والاهتمام بحيث يمكن دمجها في المجتمع.. وأعربت عن أملها أن يستوعب المركز بعد الإشهار العديد من الحالات خدمة لهذه الشريحة التي يجب العناية بها، ومحاولة مساعدة الأسرة والتعاون معها لتأهيل هذه الفئة لا سيما وأن عملية إعادة تأهيلها تحتاج إلى سنين طويلة من العناية.