انتقد عدد من السياح الفرنسيين إغلاق المتحف الوطني بصنعاء لفترة ما بعد الظهر، مؤكدين أنها "المرة الأولى التي يرون فيها متحفاً يفتح أبوابه لثلاث ساعات فقط". وقال أحد السياح ضمن الفوج الفرنسي الذين التقتهم "نبا نيوز" عند بوابة المتحف أنهم عادة ما يخضعون لبرنامج زمني يحاولون الاستفادة من كل دقيقة من وجودهم في اليمن ، وقد تفاجأوا أنهم على مدى يومين متتاليين يقدمون إلى المتحف قبيل العصر فيجدونه مغلقاً، حتى عرفوا من أحد أفراد الشرطة أن المتحف لا يفتح بغير فترة الصباح. وقال المتحدث ساخراً: كيف يحدث هذا في بلد مثل اليمن معروف بآثاره.. أنه ليس ورشة ميكانيك.. متى يزور اليمنيون المتحف إذا كانوا في الصباح يعملون أو يدرسون! معرباً عن أمله في تبقي اليمن متاحفها مفتوحة لأول فترة ممكنة ليتسنى للجميع زيارتها في أوقات فراغهم. "نبا نيوز" استفسرت من العاملين في المتحف، وقد أكدوا أنهم محرجون جداً من تحديد الفترة حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وقال أحد أفراد الشرطة السياحية أن بعض السياح يحرجونهم بالحاحهم لطلب الدخول، لكنهم مقيدون بنظام إدارة المتحف. وحول سبب الإغلاق في هذا الوقت، كشف العاملون في المتحف ل"نبا نيوز" : أن المتحف كان يحصل على (40 %) من رسوم الدخول، ويخصصها لبدلات ساعات العمل الإضافية وأيام العطل والأجازات والترميمات البسيطة، إلاّ أن الدكتور عبد الله باوزير – رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف- أصدر في أوائل ديسمبر الماضي قراراً بتوريد المبلغ كاملاً لصالح الهيئة، وإلغاء نسبة ال(40 %) الخاصة بالمتحف. وعزت المصادر إلى ذلك القرار عجز المتحف عن الإيفاء بالتزاماته المالية تجاه العاملين فيه ، الأمر الذي اضطر مديره عبد العزيز الجنداري إلى تقليص ساعات العمل حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً. كما أفاد أفراد في الشرطة السياحية وبعض المستخدمين في المتحف بأنهم تم تكليفهم بفتح المتحف أيام عيد الأضحى الماضي، إلاّ أن الهيئة العامة للآثار والمتاحف رفضت دفع مستحقاتهم المالية حتى ساعة إعداد هذا الخبر، معربين عن استيائهم البالغ من السياسة التي تتبعها الهيئة والتي "تتجاهل أن اليمن تشهد تزايداً كبيراً في أعداد السياح الوافدين إليها"، وأن على الدولة أن تتفاخر بحضارة اليمن وتاريخها أمامهم وليس تحديد ساعات فتح المتحف بثلاث ساعات فقط. وتأتي هذه التصريحات في يوم واحد مع زيارة السيد توماس كراجسكي- سفير الولاياتالمتحدة بصنعاء- إلى المتحف صباح يوم الاثنين، وإعرابه عن دهشته وإعجابه الكبير بالحضارة اليمنية، داعيا اليمنيين إلى التفاخر بها، ومؤكداً رغبته بمعاودة زيارة المتحف لمرات عديدة أخرى.