وجه الدكتور محمد المفلحي – وزير الثقافة- إدارة المتحف الوطني بصنعاء بالعمل على التنسيق مع إدارات المتاحف العالمية في أوروبا وغيرها لتنظيم معارض خارجية للآثار اليمنية، بقصد الجذب السياحي نحو اليمن، والاستثمار في مجال المتاحف. وكشف الوزير أن التمثال اليمني المعروض حالياً في متحف اللوفر بباريس حقق جذباً مذهلاً لزوار المتحف، مشيراً إلى أن المعلومات التي وردته من سفارة اليمن بباريس أكدت أن حشوداً كبيرة تتوافد يومياً على الجناح الذي يضم التمثال اليمني، وهو الأمر الذي يجب أن يشجع إدارة المتحف الوطني على تمديد فترة عرض التمثال في اللوفر – والتي تنتهي في أكتوبر القادم- وكذلك على التنسيق مع الجهات الخارجية لتوسيع عروضها، خاصة في ظل وجود كميات هائلة من القطع الأثرية المكدسة في مخازن المتحف والتي لا يسع المكان لعرضها. جاء ذلك خلال زيارة قام بها الوزير إلى المتحف، تعد الأولى منذ توليه قيادة وزارة الثقافة والأطول من نوعها حيث استمرت من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية والنصف بعد ظهر يوم أمس الخميس. وبحث الدكتور المفلحي مع الأستاذ عبد العزيز الجنداري – مدير المتحف- جميع الجوانب المتعلقة بآليات عمل المتحف، وتفقد المخازن التي تم بناؤها حديثاً، واستمع إلى شروح مفصلة من الجنداري حول آليات تكييف المخازن، والرقابة الالكترونية، وأجهزة الإنذار، والأسلوب التي يجري على أساسه حفظ القطع الأثرية، مبدياً إعجابه بالتقنيات الحديثة التي تم تزويدها بها. كما زار القسم الخاص بقاعدة البيانات الالكترونية، واستمع إلى شرح رئيس القسم المختص حول الكيفية التي تتم بها إدخال البيانات الخاصة بكل قطعة أثرية، ومفردات تلك البيانات، والخارطة التي تم التصنيف على أساسها، وأعرب عن تثمينه للجهد الكبير المبذول، وأبدى ملاحظاته بهذا الشأن مشدداً على إدارته بضرورة العمل وفق أحدث التقنيات والبرامج الالكترونية، وأفضل التصاميم التي تسهل البحث على المتعامل مع الشبكة الالكترونية. كما وجه بضرورة تركيب شاشة بلازما الكترونية كبيرة يتم من خلالها عرض عدد من القطع الأثرية للزوار عند مدخل المتحف، علاوة على طبع البوسترات الكبيرة التي تتضمن نماذجاً من القطع الأثرية ونشرها في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء بغرض الترويج السياحي. وزار أيضاً معمل ترميم القطع الأثرية واطلع على سجلاته ومعداته، واستمع من المختص إلى شرح مفصل حول الطريقة التي يتم بها ترميم القطع الأثرية.. وثمن الجهد الكبير الذي يبذله هذا القسم من اجل الحفاظ على كنوز الحضارة اليمنية، خاصة وأن من يقوم بهذه الأعمال هم كوادر وطنية، وصفهم بالثروة الوطنية للبلد وشد على أيديهم. وطاف الوزير المفلحي في مختلف أجنحة العرض، مبدياً إعجابه بحسن التنظيم الذي تم على أساسه توزيع القطع الأثرية وتصنيفها، وكذلك أسلوب عرضها الرائع، معتبراً ذلك إنجاز كبير من قبل إدارة المتحف والعاملين فيه، وقدم الشكر لهم، مؤكداً لإدارة المتحف استعداده لتذليل كل المعوقات التي تحول دون تطوير العمل، وحل الإشكاليات التي قد ترافق العمل، وأن مكتبه سيكون مفتوحاً لهم متى ما احتاجوه. كما قدم الوزير شكره لإدارة المتحف على تشجيعها تلاميذ المدارس بارتياد المتحف مجاناً، واعتبر ذلك خطوة مهمة للغاية لتعميق العلاقة بين هذه الأجيال وحضارتهم. بالمقابل ثمن الأستاذ عبد العزيز الجنداري اهتمام وزير الثقافة بتفقد احتياجات وأوضاع المتحف، معرباً عن خالص شكره باسم كل العاملين في المتحف الوطني على تكريس الوزير لأكثر من أربع ساعات ونصف من وقته من أجل المتحف، واصفاً ذلك لفتة طيبة من شأنها أن تحفز الجميع لبذل المزيد من الجهد في سبيل تطوير عمل المتحف، وخدماته التي يقدمها لزواره سواء من السياح الأجانب أم الزوار المحليين.