قال الدكتور/محمد المفلحي، وزير الثقافة إن التمثال اليمني المعروض حالياً في متحف اللوفر بباريس حقق جذباً مذهلاً لزوار المتحف، مشيراً إلى أن المعلومات التي وردته من سفارة اليمن في باريس أكدت أن حشوداً كبيرة تتوافد يومياً على الجناح الذي يضم التمثال اليمني، وعلى ضوء ذلك بحث الدكتور المفلحي مع الأستاذ/عبدالعزيز الجنداري، مدير المتحف الوطني بصنعاء جميع الجوانب المتعلقة بآليات عمل المتحف وتفقد المخازن التي تم بناؤها حديثاً، واستمع إلى شروح مفصلة من الجنداري حول آليات تكييف المخازن والرقابة الالكترونية وأجهزة الإنذار والأسلوب الذي يجري على أساسه حفظ القطع الأثرية، مبدياً إعجابه بالتقنيات الحديثة التي تم تزويدها بها. كما زار القسم الخاص بقاعدة البيانات الالكترونية، واستمع إلى شرح رئيس القسم المختص حول الكيفية التي يتم بها إدخال البيانات الخاصة بكل قطعة أثرية، ومفردات تلك البيانات، والخارطة التي تم التصنيف على أساسها، وأعرب عن تثمينه للجهد الكبير المبذول، وأبدى ملاحظاته بهذا الشأن، مشدداً على إدارته بضرورة العمل وفق أحدث التقنيات والبرامج الالكترونية، وأفضل التصاميم التي تسهل البحث على المتعامل مع الشبكة الالكترونية. كما وجّه بضرورة تركيب شاشة بلازما الكترونية كبيرة يتم من خلالها عرض عدد من القطع الأثرية للزوار عند مدخل المتحف، علاوة على طبع البوسترات الكبيرة التي تتضمن نماذج من القطع الأثرية ونشرها في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء بغرض الترويج السياحي. وزار أيضاً معمل ترميم القطع الأثرية واطلع على سجلاته ومعداته، واستمع من المختص إلى شرح مفصل حول الطريقة التي يتم بها ترميم القطع الأثرية.. وثمّن الجهد الكبير الذي يبذله هذا القسم من أجل الحفاظ على كنوز الحضارة اليمنية، خاصة أن من يقوم بهذه الأعمال هم كوادر وطنية وصفهم بالثروة الوطنية للبلد وشدّ على أيديهم. وطاف الوزير المفلحي في مختلف أجنحة العرض، مبدياً إعجابه بحسن التنظيم الذي تم على أساسه توزيع القطع الأثرية وتصنيفها، وكذلك أسلوب عرضها الرائع، معتبراً ذلك إنجازاً كبيراً من قبل إدارة المتحف والعاملين فيه، وقدم الشكر لهم، مؤكداً لإدارة المتحف استعداده لتذليل كل المعوقات التي تحول دون تطوير العمل، وحل الإشكالات التي قد ترافق العمل، وأن مكتبه سيكون مفتوحاً لهم متى ما احتاجوه. كما قدم الوزير شكره لإدارة المتحف على تشجيعها تلاميذ المدارس بارتياد المتحف مجاناً، واعتبر ذلك خطوة مهمة للغاية لتعميق العلاقة بين هذه الأجيال وحضارتهم.. وفي ختام زيارته وجّه وزير الثقافة إدارة المتحف الوطني في صنعاء بالعمل على التنسيق مع إدارات المتاحف العالمية في أوروبا وغيرها لتنظيم معارض خارجية للآثار اليمنية بقصد الجذب السياحي والاستثمار في مجال المتحف. بالمقابل ثمّن الأستاذ/عبدالعزيز الجنداري اهتمام وزير الثقافة بتفقد احتياجات وأوضاع المتحف، معرباً عن خالص شكره باسم كل العاملين في المتحف الوطني على تكريس الوزير لأكثر من أربع ساعات ونصف من وقته من أجل المتحف، واصفاً ذلك لفتة طيبة من شأنها أن تحفز الجميع لبذل المزيد من الجهد في سبيل تطوير عمل المتحف وخدماته التي يقدمها لزواره سواء من السياح الأجانب أم الزوار المحلي