تحولت أربعينية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين التي أقامتها اليوم الأربعاء في العاصمة اليمنيةصنعاء اللجنة الشعبية اليمنية- المؤلفة من عدد من الأحزاب والمنظمات والشخصيات- إلى أوسع تظاهرة شعبية عربية تقام للتنديد بإعدامه، مصحوبة بأوسع ظهور لابنته رغد منذ احتلال العراق وحتى اليوم،و صب خلالها المشاركون جم تنديدهم على ما وصفوه ب "الاحتلال الصفوي"، و"مؤامرة الإعدام"، هاتفين بالشعارات التي تلعن أمريكا تارة، وتلعن "الصفويين" تارة أخرى، وفي ثالثة تمجد حزب البعث. وخلال الحفل التأبيني - الذي شاركت فيه ابنتا صدام (رغد، ورنا)، وبعض أفراد أسرته، والأستاذ يحيى محمد صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين- ومحامو الدفاع، والكاتب المصري مصطفى بكري، وحشد كبير من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والعراقيين المتواجدين في اليمن- استهلت جمعية كنعان لفلسطين برامجه بقراءة الفاتحة على روح الراحل صدام حسين، بالتزامن مع قراءة نشيد المقاومة الذي اعتادت قراءته خلال فعالياتها، وقامت فرقة منشدين بقراءة سورة "يس" على روح الراحل، ليعقب ذلك سلسلة من الكلمات التي ألقاها المشاركون. وفي كلمتها، قالت السيدة رغد صدام حسين: "الأخوة الكرام القائمون على جمعية كنعان لفلسطين، الأخ العزيز الكريم يحيى.. انه لأسعد الأيام كثيرا- وانتم تعلمون إن كلمة أسعدني كبيرة علي، ولكن هذا كان شعوري حين اتصل بي الإخوة في جمعية كنعان لفلسطين وقالوا لي إن أهلك في اليمن يرغبون أن تكوني معهم في هذا اليوم، ويحبون أن يروك.. أنه لشرف عظيم لي أن التقي بكم- أيها الأحبة- وان أتوجه بالشكر الخاص لجمعية كنعان على هذا الجهد.. واعتزازنا بكم شعبا وقيادة لكبير.. كيف لا وكل هذه العلاقة العميقة امتدت لسنوات طويلة؛ وكلكم تعرفون العلاقة التي كانت تربط والدي الرئيس الشهيد صدام حسين بالرئيس علي عبد الله صالح، وتعرفون مدى اعتزاز الوالد بأهل اليمن الحبيب". واستطردت: " فو الله حب الآباء توارثه الأبناء، فنحن عائلة الرئيس صدام حسين نتقدم لكم باسم أختكم السيدة أم عدي وباسمنا نحن بنات صدام حسين- رغد، رنا ، حلا - والأحفاد جميعا على مواقفكم النبيلة والشجاعة مع العائلة واعلموا انه ليزيدني فخرا واعتزازا بكم أن أقف اليوم وسط حشدكم الكريم وان ألقى منكم كل هذا الترحيب، والمشاعر النبيلة تجاه أختكم ابنة الراحل وعائلته.. حيث تعجز الكلمات عن التعبير عن عظمة هذه المشاعر النابضة". وأضافت: " لقد برهنت الأيام الماضية على حبكم لهذا الرجل، وتابع العالم كله مواقفكم وردود أفعالكم المخلصة وشجاعتكم الصادقة، وقد سبق أن عشت لحظات صادقة عندما أقف وسط حشد كحشدكم هذا، بين أخوتي في الأردن وعجز لساني حينها أيضا عن التعبير عما يوازي تلك المشاعر النبيلة الجياشة.. إن موقفكم هذا في يومكم هذا ليس بغريب عليكم- أيها الأحبة، أيها الشعب الأصيل- فتلك هي قيمكم وعاداتكم كعرب أصلاء أصحاب نخوة وحضارة وتاريخ". وقالت: "اسمحوا لي اليوم أن اعبر مرة ومرات من خلالكم انتم شعب اليمن الأصيل منبع العروبة الصافي عن حبنا وتقديرنا واعتزازنا وفخرنا بكم وبكل من وقف وقفتكم في الشقيقة ليبيا التي أعلنت حدادها الرسمي فور النبأ، وقررت إقامة النصب التذكاري للشهيد الراحل والباقية ذكراه في قلوبنا إلى الأبد، وهو موقف شجاع للقائد العظيم معمر القذافي والشعب الليبي.. ولا يفوتنا الإشادة بموقف الدوحة وأميرها سمو الأمير حمد بن خليفة مع العائلة والشعب العظيم وكذلك الشعب العربي من المحيط إلى الخليج الذي لم يتوان عن التعبير عن تضامنه ورفضه لما يحدث في العراق ومع العراق وقادته، كما لا يفوتنا الإشادة بالموقف الإنساني غير المسموع والذي عبرت عنه كافة الشعوب المحبة للسلام والرافضة للعدوان والقتل والدمار من أقصى الأرض إلى أقصاه بالهند والباكستان وأمريكا اللاتينية بل وبالولايات المتحدة نفسها". ثم عرجت السيدة رغد صدام على وصايا والدها التي بعث بها عبر ابن عواد حمد البندر، وأوردت نصها الذي كتبه الرئيس صدام، وأوردت فيه قوله: (سلم لي على أم علي وأمها وعلى أخواتها وعلى أبنائهم وأحفادهم جميعاً هم مؤمنون بأمر الله، ولكل إنسان اجل وكتاب.. عليهم إن يرضوا بما كتبه الله علينا بقلوب مؤمنة، وان يتذكروا أباهم بأنه ناضل وجاهد بشرف ليس سعي وراء منصب وإنما من اجل الشعب والأمة واستحقاقها والذي هو فينا عظيم). وقالت انه لم ينس رفاقه في تلك اللحظات وقال لابن الشهيد عواد البندر يوم 27/12/2006م ما نصه:(سلم لي على أبوك وإخوانهم المعنيين بأمر الله إن شاء سبحانه فليواجهوها بإيمان وجلل، ونحن أهلها ولله الملك من قبل ومن بعد أي شيء يقرره الله نشكره ونحمده بالعفو والعافية والمصير الله يخزيهم الله ينصر المجاهدين). وأشادت بصموده وبإيمانه، واستعرضت نصوصاً مما قاله في الأيام الأخيرة، مؤكدة أن "الإعدام سيحول صدام حسين إلى رمز لمئات السنين بل آلاف السنين لأنه إنسان دافع بشرف عن شعبه دائما". واختمت كلمتها بما قالت أنه ما ختم به الرئيس صدام رسالته الأخيرة ، قائلة:" الله اكبر وعاش شعب العراق الوفي الأمين.. الله اكبر وعاشت امتنا المجيدة.. الله اكبر وعاشت فلسطين حرة عربية.. الله اكبر وعاش الجهاد والمجاهدون.. الله اكبر وليخسأ الخاسئون". كما القى الدكتور قاسم سلام- أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن- كلمة مطولة استعرض فيها المؤامرات التي تحاك على الأمة العربية والإسلامية، وقال "أن الجرائم في العراق يرتكبها المجرمون الطائفيون الصفويون لاستئصال كل ما هو عربي وقومي على أرض العراق"، مشيراً الى أنه "لقد خسر الصفويون وأذنابهم وتقولهم على الشهيد صدام حسين الذي كان بإيمانه"، وقال أن ما يحدث في العراق هو "حرب طائفية يتحمل مسئوليتها الأمريكان ولن ينجو منها بوش وإدارته المتصهينة "، مشيرا إلى "أن إعدام صدام لن يكون نهاية العالم ومن يعتقد ذلك فإنه على خطأ.. لقد أصبح قوة تحرك عشرات الملايين من العرب والمسلمين ولم يعد أسيراً للعدو بل أصبح العدو آسراً له ومحفزاً للعرب". السد المنيع الذي وقف بوجه هؤلاء، فقد كان وحدويا بنهجه وفكره". كما القى المحامي خليل الدليمي – محامي الدفاع عن صدام- كلمة وقف فيها على بعض المفردات التي حدثت بينه وبين الرئيس الراحل صدام حسين خلال فترة الدفاع عنه ، وقال أنه كان القرآن رفيقه الذي لايفارقه، وأنه كان مسلماً مجاهداً ويعلمهم الصبر ويستمدون منه قوة الدفاع عنه. وأشار الى أنه كان يقول لهم "أن النصر لقريب بإذن الله لأن معدن العراقيين معروف منذ فجر التاريخ ، وقولوا لهم أن صدام حسين يوصيكم بأنم تكونوا يدا واحدة". كما ألقت المحامية اللبنانية بشرى الخليل كلمة استعرضت فيها الكثير من عبارات الرئيس صدام حسين مما كان يقولها حين اللقاء به ، وقالت أنه "استشهد من أجل ثوابت ثلاث: أولاً- وحدة وسيادة العراق، والثانية تحرير وعروبة فلسطين، وثالثا سيادة وعظمة الأمة العربية". وألقى المحامي المصري محمد منيب كلمة أعرب في مطلعها عن شكره لجمعية كنعان لفلسطين واصفاً الموقف بأنه "عربي أصيل"، منوها إلى العديد من المواقف التي اعتبرها جزء من وضع آل إليه العراق عقب الاحتلال ، وقال إن أمريكا وقعت بالفخ العراقي ن معرجاً على موقف السيد حسن نصر والالتفاف الشعبي الذي تكون حوله ومحاولة أمريكا للعب بنيران الفتنة المذهبية- وهو المر الذي أثار امتعاض البعثيين العراقيين الحاضرين، وأثار لغط في القاعة، ما لبث أن تم احتوائه من قبل البعض الآخر. وقال: "دعونا لا نقاتل بعضنا البعض لقد قدم صدام نموذجاً للرجال كيف يمكن أن تموت شامخة واقفة". من جهته ألقى المحامي زياد النجداوي كلمة، قال في بعضها"أن على الذين يدربون فرق الموت خارج العراق سيأتي يوم وسوف تعرفون أي منقلب تنقلبون فهذه الأمة أمة ولود أنجبت صدام المجيد وسوف تنجب صدام ولكن ليس بمواصفات رئيسنا صدام". وأشار الى ان هناك مخطط فارسي يعمل على تنفيذه بعض العرب المستعربة ، وحذر من هم في الموقف الآخر: "أنه بعد تحرير العراق لن يكون هناك عفو.. ولو بقيت ساعة من تحرير العراق وعاد فهو منا وإن لم يعد فأولئك هم الخاسرون أما نحن ربحنا الحسنيين، أن نكون رفاق صدام وان نكون بينكم في اليمن ارض العروبة". وأشار الى ان "المقاومة العراقية هي الممثل الشرعي والوحيد للعراقيين، وأن القائد الشرعي والرئيس الشرعي للعراق هو الرفيق عزة الدوري، لأننا نقف مع الشرعية التاريخية ولا نسمح لبعض الخارجين أن يمثلوا العراق". كما ألقى كلا من الكاتب مصطفى بكري- رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية-، والمحامي أحمد الصديق، والمحامي ودود فوزي ، وبدر عواد البندر كلمات بالمناسبة صبت بنفس الاتجاهات السابقة. وتخللت حفل التأبين الكثير جداً من الهتافات ، والأهازيج التي يتداعى إليها الحضور على نحو تلقائي بين الحين والأخر.