أعمتنا البطولات ولم نعد نفرق بين الصح من الخطأ، فكيف سنخرج من مأزقنا ونحن شعب لا يعي كيف يتعامل بدبلوماسية.. على الحكومة أن تسلك لها نهج آخر غير نهج الشعارات البراقة التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وان ندرك إننا بعنادنا هذا وعدم اعترافنا بالخطأ سننزلق- وأي منزلق إذا الكويت اتخذت موقف ضدنا! فإننا شعب لا ندرك ما نفعل.. هذا ليس ذم وإنما علينا أن نتدارك الأمور، وأن لا تأخذنا العزة بالإثم .. أن الأخطاء المتكررة بحق الشعب الكويتي، وكان آخرها إقامة أربعينية الرئيس صدام في اليمن لن تؤدي إلا لمزيد من الخسائر لنا.. كفى بطولات يا يمن.. كفى بطولات، وانتم تتضورون جوعا..! أحرى بكم أن تحلوا أزماتكم، وتحلوا مشاكلكم الداخلية من قمة هرمكم إلى البنية التحتية.. ماذا تتوقعون من مسلم البراك أو غير مسلم البراك، أن يقفوا لكم ويحيوكم على المواقف البطولية التي تقفون فيها مع من استباح أرضهم وشرد ناسهم!؟ أفيقوا.. أفيقوا من غفواتكم، وأعلموا أن حرب الخليج التي شنها صدام على الكويت هزت الوضع الاقتصادي باليمن، وتم طرد كثير من الأسر اليمنية من الكويت؛ وسبب مشاكلاً اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، وكفانا شعارات وتعليق أخطاءنا على شماعة الصفويين، والإيرانيين، والإسرائيليين، والأمريكيين! نحن لا نتحدث عن المؤامرات، ولكن نتحدث عن موقف كان يجب أن نقفه مع جار مسالم.. وأي ارض عراقية هي الكويت..! هناك فروق في كل شيء بين المواطن العراقي وبين المواطن الكويتي، إضافة إلى ذلك فان الاحتلال البريطاني فصل الكويت عن العراق، وفصل بلاد الشام إلى سورياولبنانوالأردن وفلسطين.. لماذا لم تحتج سوريا على ذلك، ولم تقم باحتلال أي من الأردن أو لبنان- بمعنى الاحتلال والغزو- وليس بمعنى الحماية التي اتخذتها سوريا مع لبنان..؟ إنها اللعبة التي حاكتها أميركا مع صدام حتى تتدخل هي وتبسط نفوذها على المنطقة- والكل يعرف ذلك.. أنا هنا لا أتحدث عن المآسي التي حدثت، والتي أوصلت العراق إلى ما هو فيه الآن، أنا أتحدث عن عنادنا وتصميمنا على عدم تدارك الخطأ؛ وليس لي غرض إلا التبصر، والتيقن، وأدراك الهفوات التي كلفتنا غالياً، وسوف تكلفنا.. فليس العيب أن نخطأ، ولكن العيب أن نستمر في خطأنا وعنادنا.. أين الدبلوماسية، والحكمة اليمانية.. يا يمن..!؟ ............ * يمنية مقيمة في الخليج