عادت الخلافات اليمنية الكويته تطفو على السطح عقب استضافة العاصمة اليم نية صنعاء لفعالية اربعينية الرئيس العراقي السابق صدام حسين والتي حضرتها رغد صدام وعدد من اقربائه وهيئة الدفاع عنه. وعاود النائب الكويت مسلم البراك عضو مجلس الامة هجومه على الرئيس اليمني الذي وصفه ب"الشاويش" واتهمه بعدم احترام مشاعر الشعب الكويتي مطالبا الحكومة بتحديد موقفها من اليمن وقطع مساعدتها عنها. واذا كانت صنعاء قد تجاهلت ما وصفتها بإساءت بعض الصحف الكويتيه للرئيس صالح والشعب اليمني عقب موقف اليمن من إعدام صدام الا انها هذه المرة ردت بعنف على تصريحات البراك. وجاء هذا الرد بصيغة غير رسمية وعلى لسان مصدرفي الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام " الحزب الحاكم "الذي استغرب ما نشرته صحيفة (القبس ) الكويتية أمس الاول الخميس قائلاً : " لم نكن نتوقع من نائب برلماني أن يصل إلى ما وصل إليه البراك من بذاءات ضد اليمن وشعبه العظيم واستخدامه للغة هابطة وفعل مشين لايعكس سوى سلوك صاحبه. وقال المصدر "" يصعب فعلاً التصديق أن يصدر ذلك عن نائب يعرف أصول الممارسة ويحمل صفة الرجولة ويتحلى بقدر من الأدب والأخلاق أن يطلق تلك السباب والشتائم التي أطلقها البراك على اليمن ورئيسة وشعبه بكل بجاحة ووقاحة لا يمكننا الإغماض عنها أو السكوت عليها أو قبولها". ووصف المصدر تصريحات البراك بالسوقية قائلا: " لأننا نحترم أنفسنا ونرفض في تعاملاتنا استخدام أو قبول اللغة السوقية التي جبل البعض عليها و كانت ديدن البراك منذ صباه أو هي السائدة في تعاملاتهم مع شلة أنسه " . وأضاف وإذا كان البراك قد أعتمد في تماديه في الماضي على تحلينا بالقول " إذا بليت بشخص لا أخلاق له ....... فكن كأنك لم تسمع ولم يقل " وأشار المصدرإلى أن اليمن بلد صاحب تاريخ حضاري ضارب في القدم ويعرف كيف يفعل ، ولا يحتاج إلى ما وصفه ب" الصعلوك" ليرشدها ماذا تصنع ؟ وكيف تتصرف ؟! لأن الأخلاق لديها لا تتجزأ وهي جزء لا يتجزأ من تكوينها الذي لا يقبل الجدل والمساومة ولأنها لا تباع ولا تشترى . ولاول مرة ياتي رد يمني بهذه الحدة على الاتهامات المتكررة بين الجانبين منذ حرب الخليج ولو كان على مستوى مصدر برلماني الا ان هذه المرة يبدو ان صنعاء خرجت عن صمتها التي التزمت فيه عقب الهجوم الذي تعرضت له عقب موقفها من إعدام صدام تحت مبرر ان الوضع العربي لم يعد بحاجة الى مزيد من الانقسامات والتمزق. وقالت الحكومة اليمنية حينها أنها "لن تنجر إلى ردود الفعل" "في مهاترات من أي نوع في ظل الظروف الحالية التي تعاني فيها الأمة العربية من انقسامات وأزمات تهدد مستقبلها". المصدر البرلماني الذي نشر تصريحه في موقع الحزب الحاكم على شبكة الانترنت "المؤتمر نت" خرج عن طور الموقف اليمني المعتاد والمتسم بالرصانة واصفا البراك ب"السفيه" ومبررا احتضان صنعاء لاربعينة صدام بقوله:" و ما الأحتفالية الشعبية التي اقيمت في اليمن لأربعينية الرئيس الراحل صدام حسين الذي حوكم وإعدم في قضية الدجيل التي لم ندخل في تفاصيل المحاكمة أو كيفيتها أو الإعدام واختيار يومه وبشاعة تنفيذه ، إلا واجباً تمليه علينا قيمنا وأخلاقنا شاء البراك ذلك أم لم يشأ ؟! المصدر الذي أكد حرص اليمن قيادة وشعباعلى علاقات الاخاء المتميزة مع الكويت الشقيق اشار الى انه لن يسمح للاساءة لهذه العلاقة.مختتما تصريحه بالقول "نقول للبراك كفى تمادياً وتطاولاً على اليمن وقيادته ولكم نتمنى على مجلس الأمة والحكومة والقيادة في الكويت الشقيق أن تثنيه عن غيه إلا أذا كان ينطبق عليهالمثل القائل ( ذل قوم ليس لهم سفيه ) . وكانت صحيفة القبس الكويتيه نشرت تصريحا صحافيا للنائب الكويتي مسلم البراك هاجم فيه الرئيس اليمني وطالب الحكومة بطرد سفير صنعاء في بلاده . وقال البراك : 'شاويش اليمن اصبح يمارس الخداع وهو لا يخجل عندما يكلف حزب البعث باقامة احتفالية بحضور بنات الطاغية وتقديم جميع التسهيلات، وتقام هذه المناسبة في قصر الشباب وهو قصر حكومي مخصص لاقامة المؤتمرات والمناسبات الحكومية، مؤكدا انه يتناسى موقف الكويت وما قدمته له طوال السنوات الماضية عندما مد الكويتيون حكومة وشعبا ايديهم لليمن وقدموا الدعم سواء كان في المجال التعليمي او الصحة وقعت لهم المبالغ المالية بصورة قروض ومع ذلك استمر مسلسل الاهانات التي يقوم بها الرئيس اليمني غير آبه اطلاقا بمشاعر الكويتيين. وتبقى الاشارة الى ان العلاقة اليمنية الكويتية شهدت انعطافا حادا مع غزو صدام للكويت في 1990م. وتقول الحكومة اليمنية إنها لم تؤيد الغزو ولكنها كانت ترفض أن يتم التحرير على أيدي قوات أجنبية، غير أن البعض يرى ان هذا الموقف كان أكثر انحيازا لصدام منه إلى الكويت التي دعمتها بسخاء منذ قيام ثورة شطرها الشمالي عام 1962م. وعقب إعلان الكويت دعم اليمن ب200 مليون دولار كقروض ميسرة في مؤتمر المانحين الذي عقد بلندن في 15 و16 من نوفمبر الجاري عادت الأزمة بين نواب كويتيين والحكومة الكويتية تطفو على السطح مذكرين بالاتهامات التي وجهت لليمن ورئيسها علي عبد الله صالح بدعم النظام العراقي في 1990م. ومن بينهم مسلم البراك المعروف بلهجته الحادة ازاء ما يعرف بدول الضد وأنظمتها التي يعتبر اليمن احداها. وأقرأ أيضا : اليمن وصدام وفحولة الكويت النفطية