عبر عدد من المواطنين اليمنيين وأعضاء جمعيات من عدة محافظات يمنيه عن استيائهم الشديد جراء قيام الفضائيات الحكومية والعالمية بث مشاهد لمواطنين يمنيين وهم يمضغون شجرة القات فضائيا في صور وصفوها بأنها "مشوهه للإنسان والتاريخ والوطن ومنفره للاستثمار" لاسيما تلك المتمنطقة بالسلاح والتي تنتشر بين اليمنيين بمعدل أربع قطع لكل فرد منهم وتتسبب في إزهاق ألاف الأبرياء سنويا يكون القات وما يسببه من نزق لمتعاطيه هو احد الأسباب الرئيسية في انعدام لغة التسامح والحلم والحوار وتغييب لغة العنف والدم. وأضاف المواطنون- الذين يجندون أنفسهم لمكافحة القات- في تصريحات ل"نبأ نيوز" انه كان يتوجب على الحكومة عدم السماح ببث تلك الصور الفاضحة عملا بالحكمة القائلة ( إذا بليتم فاستتروا)، مؤكدين في سياق ذلك أن تلك المظاهر منافية تماما لما يتغنى به صانع القرار في اليمن من إنجازات ثوريه عظيمة، مطالبين الحكومة بتطبيق ما توصل إليه المؤتمر الوطني الأول بشأن القات من توصيات هامه بشان الحد من زراعته والذي كان قد عقد في عام 2001م برعاية الحكومة نفسها وكلف الخزينة العامة للدولة ملايين الدولارات . كما انتقدوا أساليب المداهنة والتدليل التي تتبعها الحكومة مع شجرة يعتبرونها هي أم البلاوى والمصائب في اليمن وتتحمل مسؤولية التخلف العام والمستمر في اليمن. * مناظر مشوهه وفى هذا السياق يقول المهندس رفيق الحكيمي- المدير التنفيذي لجمعية مواجهة القات بتعز: إن المناظر التي يتم بثها لمواطنين يمنيين وهم مخزنين سواء عبر التلفزيون الرسمي أو السماح للفضائيات العربية والدولية بتسجيل أفلام عن عادة خبيثة مسيئة مشوهه للإنسان في هذا البلد في الوقت الذي تمطرنا الحكومة كل يوم بالحديث عن الاستثمار والأرقام الخيالية للراغبين في الاستثمار ولا نرى في الواقع منها شيئاً، انه لا أمر مضحك ومستغرب في نفس الوقت أن يتم الحديث عن استثمار في وجود هذه الآفة. * العصر الحجري ويؤيده في هذا الأخ نياز الاديمي- احد المحاربين القدامى لعادة مضغ القات في اليمن- بقوله: انه عندما يشاهد تلك المناظر المقززة لأشباح تتعاطى القات يشعر وكأن الإنسان اليمنى لم يفلت من قبضة العصر الحجري وهو الذي بنى الحضارة وشيد القصور والمعابد والسدود. * الحكومة تخاف السقوط وتقول نجاة السويدى – موظفه وعضوة في جمعية مواجهة القات بتعز: بصراحة عندما أرى تلك المناظر اشعر بالخجل من نفسي وقريبا رأيت فلما عن هذه العادة المقيتة في قناة الحوار ويا للهول كم كان المنظر مؤلما وقاسيا على نفسي . وتؤكد إن الحكومة تستطيع مواجهة القات إذا ما أرادت ولكنها تخاف من السقوط مثلما حصل لحكومة محسن العيني! وتضيف: ما الحل إذا كانت كل حكومة تخاف من القات هل سنأتى بحكومة شجاعة من الصومال تمنع القات!؟ وتتابع: نحن نعرف إن القات هو أساس البلاوى كلها في البلد فلماذا السكوت والى متى؟
* هل نخجل قليلا ؟ من جانبه تساءل محمد احمد شجاع الدين – طالب في معهد لغات : متى ستتعامل الحكومة مع القات بجديه؟ متى سيتم التعامل مع القات باعتباره مجرم يجب معاقبته!؟ هل نخجل قليلا من صورنا ونحن (مبحشمين) في الشوارع والأماكن العامة ؟ هل نخجل من صورنا ونحن نتعاطى هذه آلافه عبر الفضائيات؟ لماذا تسمح حكومتنا ببث مثل تلك الصور الفاضحة؟ هل خلقنا في اليمن لنؤدي هذا الدور الهزيل في الحياة؟ ويضيف: المأساة أن من بين الذين تعرضهم الفضائيات وهم مخزنين مسئولين كبار ليس ذلك فقط بل وتراهم يصرحون لهذه الفضائيات بأن عادة مضغ القات عادة اجتماعيه محمودة ويقللون من خطورتها. فإذ كان هذا كلام المسئول فماذا تنتظر من رجل الشارع العادي!؟