أقام منتدى التنمية السياسية بالتعاون مع المعهد الديمقراطي الأمريكي صباح اليوم الاثنين ندوة تحت شعار (جار الله فارس الحوار ومهندس الوفاق)، إحياءً للذكرى الرابعة لاستشهاد جار الله عمر – الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، والتي شارك فيها حشد كبير من قادة الأحزاب السياسية المختلفة والسياسيين والمثقفين والإعلاميين. وبعد وقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على روح الشهيد جار الله عمر، استهلت الندوة أعمالها بكلمة لأسرة الشهيد ألقاها الطالب بسام جار الله عمرن أعقبه الأستاذ علي سيف حسن بكلمة المنتدى. وقال علي سيف حسن في كلمته: عن جار الله عمر قدم حياته ثمنا لمواقفه المبدئية وخياراته الاستراتيجية في إحلال الحوار والانفتاح والتوافق لا محل الصراع والاحتراب والانغلاق. وأضاف أن هناك الكثير من المفاهيم التي تمثلها الشهيد جار الله عمر والتزمها منهجا له أثناء مسيرته السياسية الطويلة الممتدة بامتداد حياته ، فالحوار بالنسبة له كان مراس ومراس صعب وكان هو فارسه، والوفاق كان بالنسبة له غاية ونتيجة منهجية للحوار فلم يكن الحوار بالنسبة لجار الله عبثاً أو ملهاة ومضيعة للوقت ، ولم يكن الوفاق الوطني ولا التسويات السياسية صورا وأشكالا نمطية جامدة ، بل كانت كائنات تتخلق وتصاغ بمهارة هندسية وقدرات إبداعية قادرة على تصور أشكال وصور جديدة غير مألوفة لحالات الوفاق وصور التسويات السياسية مما جعلنا نصفه وبحق بأنه مهندس الوفاق. وأكد على مدى حاجة الجميع لتمثل روح وإرادة الشهيد جار الله عمر اليوم ونحن نقف أمام التحديات الاستراتيجية التي تواجه اليمن، والتي تفرض على الجميع أن يتعامل مع الحوار بروح وإرادة المراس الصعب وأن ينظر إلى الوفاق الوطني والتسويات السياسية بعقلية إبداعية قادرة على تخيل صيغ جديدة تتناسب مع الظروف والمعطيات المستجدة وتتوافق مع ضوابط النظام السياسي الديمقراطي وقيم التعددية السياسية. كما ألقى السيد بيتر ديمتروف – المدير المقيم للمعهد الديمقراطي الأمريكي- كلمة وصف في مطلعها الحضور للحوار السياسي بأنه حدث هام لليمن، وقال أن جار الله عمر كان صديق للمعهد الديمقراطي ويشارك في دعمه وتعزيز الديمقراطية في اليمن. وأضاف: أن الحوار السياسي موضوع حساس بين القوى السياسية لكنه يجب أن يحدث من أجل خلق مناخ سياسي أفضل، وينبغي أن يستمر الحوار من اجل القضايا الوطنية العامة وخلق التوازن. وأعرب السيد ديمتروف عن سعادة المعهد الديمقراطي برؤية كافة القوى السياسية من كافة الأحزاب وهي تقف على أرضية واحدة من أجل سلامة الوطن. وقال انتم تدركون إننا لا نمارس السياسة من اجل السياسة فقط بل هي هدف أخير ، وأن الحضور يعزز الثقة بمستقبل الوطن ويجذب الاستثمار ، مشراً إلى أنه قبل أربع سنوات لم يكن الرصاص موجها ضد جار الله عمر وحسب بل ضد الأفكار التي يمثلها من قيم التسامح والقبول بالآخر، داعيا – في ختام كلمته- إلى الالتزام بتلك القيم والعمل على ترسيخها. ثم فتح منتدى التنمية السياسية باب النقاش الفكري من خلال عدد من المحاور التي طرحها عدد من قادة الأحزاب والشخصيات السياسية والثقافية.. فناقش في المحور الأول : ذكريات وتجارب حوارات وتسويات سياسية مع الشهيد جار الله عمر. فيما المحور الثاني شمل النقاش استخلاصات لأهمية التسويات السياسية كنتيجة للحوارات والشروط الموضوعية لإنجازها. أما المحور الثالث فناقش فيه المتحدثون تصورات لحزمة من قضايا الحوار والتسويات السياسية التي تتوفر الشروط الموضوعية لإنجازها. هذا وتركزت مداخلات المتحدثين حول قيم الحوار ومدى جدواها في الصراع السياسي القائم بين مختلف القوى السياسية الوطنية اليمنية.