نتحدث عن الأب الذي ذهب يطوف بالمدنية ويسأل الناس . هل فيكم من يدلني أين أرى الله ؟ لم يلتفت إليه أحد .. كان الناس مشغولين بأعمالهم وهمومهم ومن التفتاليه حسبه من الشحاذين يطلب حسنة فكان يصرفه بلطف لا يخلو من الحزم ، وفهم احد الناس قصده فنصحه أن يذهب لرجال الدين، وذهب الرجل ولكنه لم يجد بغيته عندهم ، وأخيرا مر بشيخ طيب قال له : اذهب إلى طرف المدينة تجد شيخا مؤمنا من الأولياء الصالحين، لا يسأل الله شيئا إلا استجاب له فربما تجد عنده طلبك .. ذهب الرجل في الحال إلى الشيخ المؤمن وقال له : جئتك في طلب أرجو ألا تردني عنه خائبا ، رفع الشيخ المؤمن رأسه وقال له بصوت لطيف : أسال حاجتك ، قال الرجل : أريد أن أرى الله ،امسك الشيخ المؤمن لحيته البيضاء بيده وقال له – أتعرف معنى ما تقول, قال الرجل – نعم -أريد أن تجعلني أرى الله . قال الشيخ المؤمن بصوته العميق اللطيف – أيها الرجل إن الله لا يمكن أن نراه بعيوننا الضعيفة ..قال الرجل لماذا ؟ قال له الشيخ المؤمن : تريد أن تعرف لماذا .. أنظر إلى الشمس بنورها القوى،قال الرجل – نور الشمس يخطف بصري . قال له الشيخ –ثبت نظرك عليها .. حدق فيها طويلا بعينيك .. طويلا ..طويلا .. - فرك الرجل عينيه متألما وقال : نور الشمس يحرق عيني . - قال الشيخ المؤمن : استمر في النظر إلى نور الشمس .. استمر استمر .. - قال الرجل : لا أستطيع .. نور الشمس حارق وسيعمى بصري ..سأغمض عيني . - قال الشيخ المؤمن : إياك أن تغمض عينيك استمر في النظر إلى الشمس استمر استمر .. - قال الرجل وهو يتألم : لم اعد أرى شيئا . - قال له الشيخ المؤمن – الم تعد ترى الشمس ، قال الرجل لا أرى الشمس ولا أرى شيئا . قال له الشيخ المؤمن :إن نور الشمس الذي حرق عينيك هو شئ قليل ضيئل بالنسبة إلى نور الله الذي خلق هذه الشمس وملايين غيرها من الشموس والنجوم ، أعرفت لماذا لا يمكن رؤية الله بعيوننا هذه ،قال الرجل : نعم عرفت .. لا يمكن لعين بشر أن ترى نور الله. قال الشيخ المؤمن : مادمت قد اقتنعت بان رؤية الله بالعين غير ممكنة فلا بأس أن نتكلم عن طريقة أخرى ، قال الرجل : أرجوك اخبرني عن هذه الطريقة الأخرى ، قال الشيخ المؤمن – الطريقة الأخرى هي الإحساس .