تصوير: عبد الولي الطوقي في سابقة هي الأولى من نوعها على الصعيد اليمني، والثانية عربياً بعد مسيرة المصريين التي أعادت وزير الثقافة فاروق حسني إلى منصبه، خرج صباح اليوم الاثنين عشرات المثقفين والفنانين اليمنيين في مسيرة صامتة إلى دار رئاسة الجمهورية، حاملين إلى الرئيس علي عبد الله صالح مطلب الوسط الثقافي والفني اليمني من مختلف محافظات الجمهورية بإعادة الأستاذ خالد الرويشان – وزير الثقافة – إلى منصبه. وفي هذه المسيرة الفريدة- التي انفردت "نبأ نيوز" بمرافقتها إلى دار الرئاسة- لفت المثقفون والمثقفات الوافدون على صنعاء من عدة محافظات، أنظار رئيس الجمهورية إلى الإيقاع الثقافي الوحدوي الذي تحقق بفضل قيادته الحكيمة، والى ما وصفوه ب "الأسرة الثقافية" التي تكونت في ظل قيادة الأستاذ خالد الرويشان لوزارة الثقافة، بجانب ما تحقق لليمن من اسم ثقافي محترم عربياً وإقليمياً ودولياً ، مؤكدين أملهم في رئيس الجمهورية بتكريس مبدأ الثواب والعقاب وفق أصوله السليمة، ومهيبين بسيادته ب"إتاحة الفرصة للأستاذ خالد الرويشان لإكمال ما بدأ في تأسيسه وتنفيذه". ودعا المثقفون والمثقفات في رسالتهم رئيس الجمهورية إلى جعل ثقته الدائمة بالرويشان هي المكافأة العظيمة للوزير التي لا يستطيع المثقفون والمثقفات تقديمها له إلا من خلال الرئيس بإعادته وزيراً للثقافة، واصفين ذلك بأنه "مكافأة عظيمة تقدم لجميع المثقفين وللثقافة الوطنية على امتداد الوطن الواحد والموحد". وقالوا: "أننا لا نعترض ولا نحتج على إسناد الحقيبة الثقافية لمعالي الدكتور محمد المفلحي الوزير الحالي ولكننا نرى السياق المؤسسي الثقافي لم يكتمل بعد بما يتضمن انساب العمل الإداري والثقافي في مسارات صحيحة راسخة ولنا الثقة الكبيرة في عدالة نظرتكم ورؤيتكم الوطنية وعدم تخييب آمال الحشود الثقافية في مختلف المحافظات باتخاذ الإجراءات الممكنة لمعالجة ما حدث واستدراكه وان كنتم ترون إن مهاما اكبر هي في انتظار الأستاذ خالد الرويشان فإننا نهيب بكم وبدافع وطني صادق بعيداً عن كل الاعتبارات الأخرى بجعل ثقتكم فيه الدائمة والمتجددة هي المكافأة العظيمة التي لا نستطيع نحن تقديمها له إلا من خلالكم بعودته وزيراً للثقافة". وقد استهل المثقفون والمثقفات رسالتهم بتثمين كل ما تحقق على يد الرئيس علي عبد الله صالح وفي ظل زعامته وقيادته الحكيمة لليمن الواحد، معتبرين أن من أهم منجزات الرئيس صالح هو توحيد اليمن العظيم في 22 مايو 1990م وإرساء قواعد الحرية والديمقراطية، وتجذير الوحدة الوطنية على طريق تعميق وتخليد الوحدة اليمنية المباركة. وأشاروا إلى أن الشريحة المثقفة هي الشريحة الفاعلة والمؤثرة والصعبة في كل المجتمعات والتي تقوم بالبناء والتغيير والتحديث، معترفين بالفضل للأخ الرئيس في تكوين البذرة الأولى والاهم للوحدة الوطنية في هذه الشريحة الثقافية حيث أصبح اليمن في كافة محافظاته تقريباً يسير في إيقاع وحدوي واحد هو الإيقاع الثقافي، نابذا من أفراده كل النعرات المناطقية والإشكالات المذهبية والطائفية وبفضل رؤيتكم الثاقبة وحسن تصويب القرار السياسي خلال فترة بسيطة وتحديداً في عهد إسنادكم الحقيبة الثقافية للأخ الأستاذ خالد عبد الله الرويشان تكون ما أمكن تسميته فعلا بالأسرة الثقافية الواحدة الموحدة. هذا وأكدت مصادر تولت تسليم الرسالة إلى ممثل رئيس الجمهورية ل"نبا نيوز" أن رئيس الجمهورية حدد مهلة أسبوع واحد للرد على طلبهم، وأشاروا إلى أنه في حالة انقضاء المهلة وعدم تحقق شيء فإنهم سيخرجون بمسيرة كبيرة يحشدون لها جميع الأوساط الثقافية والفنية من مختلف المحافظات للضغط على القيادة السياسية في تلبية مطلب المثقفين والمثقفات- الشريحة المعنية بوظائفها وزارة الثقافة- وأنهم قد يعتصمون أمام دار الرئاسة لفترة غير معلومة حتى يستجيب الرئيس لمطلبهم الذي وصفوه ب"مطلب عام". يشار إلى أن هذه المسيرة هي الثانية على الصعيد العربي التي تطالب بإعادة وزير ثقافة، حيث سبقتها في مصر مسيرة نفذها عشرة مثقفين مصريين العام الماضي طالبوا بإعادة وزير الثقافة فاروق حسني بعد أن تمت إقالته، وقد استجاب لهم الرئيس حسني مبارك وأعاده إلى وزارته.