وبلادنا تعيش هذه الأيام أسبوع المرور الذي افتتح بمهرجانات كبيرة في جميع المحافظات وحضر المهرجانات العديد من الوزراء والأعيان نعود مرة ثانية إلى طريق تعز- عدن والغياب المتعمد لصيانتها. وانعدام الرقابة والإرشادات المرورية، هذا الطريق الهام والذي يعتبر الشريان الحيوي الوحيد الذي يربط اليمن شرقها بغربها وشمالها بجنوبها ويربطها بالجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية، طريق اعتاد المسافرون إن يسلكوها في ذهابهم وإيابهم تزدحم القاطرات والسيارات الكبيرة والصغيرة في هذا الطريق قدوما من الحديدة باتجاه تعزلحجعدنشبوةحضرموت والمهرة ومن صنعاء وذمار وإب والعكس كذلك. وفي هذا الطريق ينطبق المثل القائل " وافق شن طبقه " سائقين يظنون أنفسهم أنهم يسوقون طائرات الميج 29، وطريق تجرهم إلى الموت جراً والى العجز من حيث لا يدرون ويقول إخواننا المصريون: " ألتم المتعوس على خائب الرجا " فها هي طريق تعز- عدن قد قتلت الألوف من أبناء الوطن الحبيب ممن استشهدوا فيها. في ظل غياب السلطة المحلية عن هذه الطريق وأسباب موت المسافرين عبرها، ومحافظة تعز قد أصابتها لعنة الشهيد "الثلايا" رحمه الله حين قال : وهو في ميدان الشهداء وسيف الجلاد على رقبته فقال قولته المشهورة{ لعنة الله على شعب أردت له الحياة فأراد لي الموت}. فأصبحت هذه اللعنة تلاحقها ليلاً ونهاراً فسلط الله عليها من لا يرحم ولا يترك رحمة الله تنزل على عباده، أبنائها هم من شغلوها في أذيتهم لها حتى وصلت إلى الحال المزري الذي نشاهده اليوم في كل مرافق الحياة في تعز المحافظة وعلى امتداد المديريات التابعة لها، نعم المتجول في شوارع مدينة تعز سوف يكتشف انه يسير في شوارع القرون الوسطى حفريات بأعماق متفاوتة نتيجة للأمطار التي تتساقط على المدينة في مواسم الأمطار فلم تجد من يهتم بصيانتها ،والغبار يتصاعد من وسط المدينة فيتخيل للزائر انه في صحراء الربع الخالي وليس في مدينة المعز " تعز" مقاولين مصلحة تنتهي مهمتهم بانتهاء تسليم الطريق إلى مصلحة الطرق والتي عادتاً لا يحضر مهندسها إلا وقت التسليم فقط فتكون النتيجة خراب الشارع من جديد، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل السفلتة،والمهم العمولة التي يحصلون عليها من المقاول، ومن أكل من مال الدولة لا ذنب عليه؟؟؟؟؟؟ تحسين مداخل المدينة عملاً بالقول المأثور " من خارج الله الله ومن الداخل يعلم الله" طريق تعزعدن قد بلغت من العمر عتيا وأصبحت مقبرة للمسافرين تدفن فيها أحلامهم قبل حياتهم. فهي طريق تفتقد لأبسط مقومات الأمن والسلامة المرورية لا دوريات أمنية ولا وقاية للأمن والسلامة منعطفات خطرة وانحناءات اخطر وضعت هذه المنحنيات عند تنفيذ الطريق قبل حوالي {40} سنة أو أكثر بناء على توجيهات متنفذين حتى لا تتضرر أراضيهم، ورغم مساوئ هذه الطريق وما سببته وتسببه للمواطنين من الم وحزن إلا إنها تبقى طريق أصيلة وتنتمي إلى فصيلة الطرق الأصلية المنشأ والولادة. فهي لا زالت محافظة على لمعان الأزفلت { الدامار} فهو لازال محافظا على متانته رغم مرور {40} عاما تقريباً من عمره الافتراضي وبدون صيانة أو إصلاحات ومع ازدياد الحركة المرورية على هذا الطريق بعد قيام الوحدة المباركة يوم 22مايو 1990م، ازدادت الأخطار المحدقة بالإنسان والحيوان على حد سواء فالموت يحصد العشرات من بني الإنسان والمئات من الحيوانات والسلطة المحلية لا تحرك ساكناً ولا تكلف نفسها عناء البحث عن حلول لهذه الأخطار التي تفتك بالمواطن وترمل النساء وتحرم الألوف من الأبناء من آبائهم إذاً من المسئول؟ هل هي مصلحة الطرق ؟ أم هي الإدارة العامة للمرور ؟ أم هي السلطة المحلية ممثلة بالمجلس المحلي للمحافظة؟ أم هم السائقين المتهورين؟كل واحدة من هذه الإدارات تتنصل وترمي المسؤولية على الإدارة الأخرى والإدارة إياها تبحث عن كبش فداء لإهمالها والتقصير في أداء الواجب!!!! نصيحة أقدمها إلى كل مسافر على هذه الطريق فأقول: من أراد السفر على طريق تعز- عدن علية إن يكتب وصية موته ويودع أهله ومحبيه وداع المفارق بلا عودة تنفيذاً لوعد الخالق عز وجل للإنسان فيستقبل الموت بصدر رحب في طرق تعز- عدن تبقى شمس الأحزان عند المواطن ما بقيت هذه الطريق على ما هو عليه الحال في الوقت الحاضر. طريق الموت ونسبة النجاة 10% طريق تعز- عدن طريق الموت والضياع والعجز المؤبد هل ستفيق السلطة المحلية وترحم أبناء شهداء هذا الطريق؟ وهل تخصص لهم من يواسيهم ويحافظ عليهم؟ للإطلاع على ماسي هذا الطريق ..انقر هنا.. [email protected]