في مقالة قبل هذه على صفحات موقع "نبأ نيوز" تحت اسم (( الشجاعة والحكمة والصدق والإخلاص .. هذا هو علي عبد الله صالح)) تتحدث عن زيارة الرئيس الأخيرة لأمريكا وطروحاته للرئيس بوش في اتخاذ القرار لحل النزاع العربي الإسرائيلي باعتبار ذلك سيحل 70% من قضايا الشرق الأوسط .. وكان هناك من يتهمني بالمديح. فليس ما كتبته عن الرئيس علي عبد الله صالح بمديح وإنما كلمة حق تقال، وسأقولها ولو على قطع رأسي فانا لست من الأبواق الكاذبة التي تقول شي أمام الرئيس أو في حالات التظاهر وفي الخلف تطعنه. فما كتبته هي الحقيقة وما كتبته من مقالات ضد الفساد والمفسدين هي الحقيقة أيضا.. وحتى ما اتهم بالمديح أتمنى على من يتهمني أن يراجع مقالاتي التي دائما أتحدث فيها عن المعوقات والسلبيات والفساد، ولكن ذلك لا يعني أن لا نعطي لإيجابيات الرئيس حقها، ولا نعفيه أيضا عن تحمله المسؤولية عن التقصير في محاربة الفساد والمفسدين من الذين هم حوله، ومن الذين يثق بهم وهم ليسوا بمكانة ثقته للأسف. والحقيقة إن منجزات علي عبد الله صالح كبيرة وكثيرة وأقول بأنه من حقق أهداف الثورة.. بناء جيش وطني قوي، وتحقق الوحدة، والحرية، والديمقراطية، وغير ذلك.. ويبقى شي واحد هو محاربة الفساد والمفسدين وهذا كان في أولويات برنامجه الانتخابي إذا حققه فسيحسب له إلى جانب ما حققه وإلا فسيخسر تاريخه المجيد ويطغى على ذلك الفساد الذي يشجعه البعض ممن حوله - منهم ربما- ممن يثق بهم. فسننتظر ماذا سيحققه الرئيس من برنامجه الانتخابي.. والمعروف عنه إن ما يقوله يحققه، وانصحه بان لا يعتمد على نصائح واستشارات البعض من أصحاب المصالح الذين يعكسون له الحقائق ويجيرونها لصالح عصاباتهم المفسدة، والذي يعرف ذلك الجميع، وأنا واحد ممن عرف لعبتهم الخبيثة وأعتبر نفسي ضحية المفسدين الذين نزعوا مني كل جهودي وتضحياتي التي بذلتها للوطن وجيروها لصالح عصاباتهم وعاملوني وكأني أجرمت بعملي الوطني وبتضحياتي وإخلاصي للوطن. ولكن ذلك رغم مؤاخذتي على الرئيس إلا أني وكل وطني يجب أن نعطيه حقه في جهده الذي لا يكل في مسعاه المتواصل لتحقيق المنجزات العظيمة والكثيرة لليمن. فاني اعرف عن جهده ومساعيه التي يبذلها بكل إخلاص من أجل تحقيق الخير لشعبه ووطنه، وأنا ممن رأى وشاهد ولكن يد واحدة لا تصفق! فيجب قطع الأيادي الهدامة والمعطلة وإيجاد اليد الأخرى النظيفة الطاهرة التي يستطيع التصفيق والعمل بها، وليس تصفيق الأيادي فقط بل العمل أيضا. فانا اعرف الكثير من المفسدين يقومون بذلك لتشويه صورة الرئيس والدولة بعملهم غير الوطني وهم محسوبون على الدولة والرئيس، وهم من يفسدون ويعرقلون ويخربون إدارة البلد وذلك لأهداف سياسية ومصلحية، يحاربون كل ما هو وطني، ويشوهون حتى كلمة الوطنية ويعتبرون الإنسان الوطني الصادق (أهبل) وهذه هي كلمة السر وراء تمييع العمل الوطني ولتفشي الفساد والسعي وراء الثراء الفاحش وغير المشروع باعتبار المال العام ( فَيْد).. ولأنهم يتجاهلون بأنه حرام.. حرام.. حرام لأنه حق عام- حق الشعب وقُوْتِه.