احتضنت العاصمة اليمنيةصنعاء اليوم الثلاثاء افتتاح أعمال المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، الذي يعقد جلساته تحت شعار (يداً بيد من أجل فلسطين)، ويستمر للفترة (17 – 18) يوليو/ تموز الجاري، برعاية رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر. وفي كلمة افتتاحية، أعرب عبد المجيد المناصرة- رئيس المنتدى- عن شكره لصنعاء لاحتضانها اللقاء الثاني للمنتدى، معتبراً ذلك عرفاناً من المنتدى بأهمية التجربة البرلمانية اليمنية وثرائها وتنوع مكوناتها السياسية ضمن وحدة وطنية متينة بنيت بنضال الشعب اليمني. كما أكد براءة الإسلام من أعمال العنف التي ترتكب باسمه، وإدانة البرلمانيين الإسلاميين لها، معرباً عن أسفه من أن يميل البعض إلى التشدد في مرحلة الاعتدال ويلهث وراء الاستسلام في لحظة الانتصار؛ ومن قيام البعض بحبس نفسه في القطرية "ويعمل على التجزئة في عصر التكتلات أو يحصر اهتماماته في الجغرافية الضيقة في الوقت الذي أزيلت فيه الحدود الأمية، مؤكداً أن البرلمان يسعى إلى تجاوز حالات الفرقة والضياع والتجزئة والضعف، واصفاً إياه بأنه "إضافة إيجابية لصالح الأمة ولتفعيل جهود الإصلاح السياسي وتكريس الحريات وتطوير الأداء البرلماني". وقال: إن الأحداث المتسارعة التي تحدث في العالم توجب على البرلمانيين في عالمنا العربي والإسلامي أن يبذلوا قصارى جهدهم لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات والمستجدات، مؤكداً أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ولا يُقدر إلا الذين يؤمنون بالتعايش والتعاون، داعياً في الوقت نفسه إلى الإسهام في تعميق ثقافة الحوار والتعايش مع الآخرين.. كما أعرب عن أسفه لما وصل إليه الحال الفلسطيني، داعياً إياهم إلى العودة إلى طاولة الحوار، وحقن الدماء. وتسائل المناصرة: لماذا خفت صوت المبشرين بالديمقراطية وتراجعت وتيرة حراك صادرات الإصلاح السياسي؟ هل لأن نتائج الديمقراطية لم تعجبهم ؟ أم لأنهم في الأصل لا يؤمنون بها؟ لماذا تراجعت حماسة الأنظمة لتطبيق الإصلاحات السياسية؟ هل لتراجع الضغط الأمريكي والأوروبي عليهم؟ وأين هم المتشدقون بعبارات الخصوصية؟ فهل الخصوصية تقتضي استمرار الوضع على ما هو عليه من كبت وقمع وتزوير وتأجيل للتغيير؟ من جهته، أكد الدكتور جعفر سعيد باصالح- نائب رئيس مجلس النواب، في كلمة ألقاها نيابة عن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر : أن العالم لا يحترم إلا الأقوياء ولا يقدر إلا الذين يؤمنون بالتعايش والتعاون ونحن نتطلع أن يكون تجمعكم هذا لبنة إضافية في تعميق ثقافة الحوار والتعايش مع الآخرين، داعياً في الوقت نفسه إلى تفعيل العمل البرلماني بما يخدم الشعوب ويعزز التحولات الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي. كما دعا البرلمانيين إلى بذل قصارى جهدهم لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات والقدرة على التعامل مع المستجدات. وأثنى باصالح على ما حققته اليمن من وحدة، وانتهاجها نظام التعددية السياسية والقبول بالرأي الآخر وحرية الصحافة وتشجيع منظمات المجتمع المدني وتبني الشفافية ومكافحة الفساد إيمانا واعترافا منها بأن الشعوب والأوطان لا تنهض إلا بتكاتف جهود أبنائها جميع. وأكد: أن اليمن تتعرض بين فترة وأخرى لهجمات إرهابية غير أنها عقدت العزم على المضي في الخيار الديمقراطي وتغليب لغة الحوار ونبذ العنف، منوهاً إلى أن مثل هذه الحوادث النادرة لن تؤثر في تعميق علاقاته مع الأخوة والأصدقاء.