واوضح باجمال – أمام الندوة التي تستمر يومين-ان مسألة الحوار بين الثقافات والتفاعل والتلاقي بين الحضارات ظلت واحدة من أكثر المسائل أهمية للمفكرين والمثقفين والداعيين الى رؤى انسانية متوافقة، وذلك خدمة لاهداف جميع القاطنين المتنوعين فوق كوكبنا..مؤكداً دورالحوار في تحقيق التعايش والسلام النابعة من روح التسامح والوفاق الانساني، الداعم لكل عرى المحبة والتصالح وتبادل المنافع المادية والفكرية وتعميق التكامل المعرفي والاقتصادي بين الناس اجمعين . ونوه الاخ رئيس الوزراء الى الحضور الاوروبي والامريكي والعربي الاسلامي في هذا الملتقى الدولي، ما يعكس الرغبة في استظهار المصائر المشتركة وتلاحم التجارب الانسانية المتعددة، والحرص على التعاون المثمر بين الشعوب والمؤسسات الوطنية في كافة المجالات.. مشيراً في نفس الوقت الى المتغيرات والاحداث المتسارعة التي يمر بها العالم، والتي تعد اكثرها وضوحاً وجلاء تلك الاحداث الناجمة عن غياب الحوار وثقافته المتحررة من اي عصبيات تعمل على الغاء الاخر، وتفرض رؤى وافكارا ديماغوغية وعدمية.. محذرا من خطورة تلك الاحداث على القيم الحضارية والثقافية الانسانية وتماسك الوحدة الوطنية الداخلية، ومبادئ التعايش والسلام الاجتماعي واسس بناء المستقبل الامني المستقر وعناصر الوئام والسلم بين جميع البشر . وتطرق رئيس الوزراء الى نهج الحوار والمشاركة الشعبية والقبول بالاخر، الذي اخذت به القيادة السياسية اليمنية منذ وقت مبكر طريقاً نحو تعزيز مسيرة الشعب من اجل الوحدة الوطنية، التي تأسست على قواعد الديمقراطية والتعددية الحزبية والتمسك بالمبادئ والحريات العامة وحقوق الانسان ..موضحاً ان منظومة هذه المبادئ التي اُسست عليها الوحدة اليمنية، شكلت سياجاً لحمايتها وعنصراً هاماً من عناصر نمائها ورعايتها. واكد باجمال ان الحضارة العربية والتعاليم والقيم الاسلامية لاتتعارض مع مبادئ الحوار والتفاعل الحضاري والثقافي مع جميع الامم ومعتقداتها وافكارها، والاحترام المتبادل للخصوصيات وما فرضته حركة التاريخ البشري من تنوع المذاهب التي تشهد على تعدد مدارات الزمان والمكان ..داعياً جميع المشاركين في هذا الملتقى الدولي الى تواصل الحوار دون تعصب فكري اوعقائدي او قراءة خاطئة للواقع والتاريخ، لما لذلك من اهمية في خلق مناخات الحوار الموضوعي الذي يقود الاصلاحات نحو الافضل ..مبيناً اهمية دعم الحكومات والبلدان المتقدمة والغنية لجهود الاصلاح الديموغرافي الثقافي، وتحقيق برامج تنموية انعاشية للاقتصاد الوطني لمساعدة المجتمعات الفقيرة في التغلب على ظروفها المعيشية الصعبة، التي تؤثر على زخمها الشعبي والحراك الاجتماعي في داخلها ..معبراً عن تقديره لكل الجهود التي بذلت في الاعداد والتحضير لهذه الندوة ولجميع المشاركين فيها .