في صباح أعلانها اليوم رسمياً عاصمة للثقافة العربية 2004م شرَعت صنعاء الأبواب أمام المفكرين والمثقفين العرب والاجانب ليشاطروها الأمل والتفاؤل ، بأن يكون عامها الجديد عاما لحوار الثقافات الانسانية والخروج برؤى لعالم تسوده ثقافة التسامح الكفيلة بالقضاء على ثقافة النزاعات والحروب والالغاء . ولعل هذاالتوجه اصبح الان يحظي باهتمام عالمي اكثر من اي وقت مضى وهوما جسدته الاطروحات والرؤى الفكرية والثقافية التي تناولتها كلمات المعلنين بأنطلاق فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية سواء في حفل أفتتاح الندوة الدولية لحوار الثقافات والحضارات أو في جلسات اعمالها ، والتي اجمعت على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات الثقافية بين سائر المبدعين بإعتبارها بارقه الامل الباقية لاشاعة مناخات التعايش الانساني بين الحضارات الانسانية والمتسامحة في زمن تعثرت فيه كل الرؤى والايدلوجيات بين عنجهية الغزاة وأسئلة المسالمين من بني البشر لا سيما تلك المؤمنة بالانسان وحضاراتة وابداعة الأخلاقي. وتوالت اطروحات المحتفلين بتتويج صنعاء عاصمة الثقافة العربية للعام وسط حضور نوعي وكثيف غير مسبوق لتؤكد انصياع افق الحوار في أرض التقاءالحضارات والثقافات ، أرض الحضارة والتأريخ صنعاء . ولم ينس المتحدثون استعراض دور صنعاء الثقافي عبر العصور والمراحل التاريخية المتعاقبة وكيف اختزل تراثها الانساني كل القيم الاخلاقية الرائعة التي تسهم في خلق التعايش بين الشرق والغرب. وكان لإفتتاح صنعاء أولى فعاليات عامها الثقافي بهذا الملتقى الدولي حول حوار الحضارات والثقافات الإنسانية أهميتة وابعادة على مستوى الزمان والمكان والحضور في نظر المشاركين في اعمال الندوة من مفكرين وسياسيين ومثقفين . فقد ركز ممثل منظمة اليونيسكو في تصريحة لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على أهمية الحضور مشيراً إلى حرص منظمة اليونيسكو في أن تجمع الندوة على دعوة مختلف الانماط الثقافية وتعدد اتجاهات الوان طيفها الفكري . وقال لقد حرصنا على دعوة أنماط مختلفة إلى هذا الملتقى الذي تم التحضيرله منذ وقت مبكر، رؤى مختلفة تبحث حول الحوار .. حوار الثقافات.. موضحاً أن اليونسكو هدف من هذه الندوة تجاوز الأشكالية التي وقعت فيهاالمنظمة على المستوى العالمي في تنظيم عدة لقاءات بين قوى وأراء متفقة في الرآي .. مؤكداً بإن الحوار لابد أن يكون مع من تختلف معه في الرآي لا العكس. وأعرب ممثل منظمة اليونيسكو عن أمله في أن يركز (بيان صنعاء) الذي سيخرج عن الندوة على الجوانب التي تجمع بين الثفافات والاديان.. مشيراً إلى أن هناك جوانب مشتركة يمكن بواستطها تجنب العنف والمواجهات العسكرية، والمواجهات الثقافية التي تعتزم الغاء ثقافة الأخر.. كمااشار إلى أن أفتتاح صنعاء لفعاليات عامها الثقافي كعاصمة للثقافة العربية بهذة الندوة يكتسب بعداً عالمياً تنصهر فيه الايدلوجيات والقيم الحضارية والانسانية والثقافية والتاريخية . وقال ممثل المنظمة بالنسبة لنا فان البعد العالمي لاحتضان صنعاء لهذه الفعالية يكمن في تميز اليمن بحضارة منفردة وثقافة متنوعة وأنفتاح دائم. وفيما يتعلق بالانشطةالتي ستشارك فيها المنظمة في فعاليات صنعاء أوضح ممثل اليونسكو أنه بالاضافة الى هذا الملتقى هناك ندوات أخرى سوف تنظمها المنظمة في شهر يونيو القادم، تتمثل بدعوة كل اللجان الوطنية لليونسكو في المنطقةالعربية للتحاور حول استراتيجية ثقافية متوسطة الاجل للمنقطة ، وما يمكن ان تسهم به دول المنطقة في هذة الاستراتيجية اضافة إلى التفكير في أطار مشروع كتاب في جريدة الذي كانت المنظمة قد بدأت فيه بمساهمة عدد من المؤسسات الصحفية العربية ومنها مؤسسة الثورة الى وصف دورها بالإيجابي في هذا المجال . من جانبه اعتبرالدكتور جون لمبير مدير المركز الفرنسي لحماية التراث في اليمن،صنعاء عاصمة ثقافية بالدرجة الأولى لان مدينة أثرية وتأريخية مؤكداً أن احتضان صنعاء اليوم للندوة الدولية لحوارالثقافات والحضارات يجعلهاتتصدر ثقافيا ليس العواصم العربية ولكن عواصم العالم اجمع لم تمتلكه من تراث ثقافي ومعماري .