وقال ان هذه الندوة – التي تتزامن مع اعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام 2004م- تعد فرصة نادرة لتبادل الخبرة والافكار واختبار القناعات المجدية لتحقيق " مانحلم به كمثقفين لجعل حياتنا اكثر جمالا واستقرارا ورفضا للعنف والاستعلاء . ورأى الدكتور المقالح انه لاتوجد ثقافة أو ثقافات مكتملة الرقي والنضج مكتفية بذاتها مالم ترصد جذورها ومظاهرها ومعطياتها المتنوعة برقي البشر وقيمهم من خلال المظاهر المليئة بالعواطف والافكار والمشاعر والابداع. واعتبر ان من واجب الثقافات والمثقفين تقريب الكيانات الفكرية، والانتباه الى ما يمثله التخلف من خطر على تقدم وتأثر الرقي الثقافي، والتنبه في الوقت ذاته الى مايمثله بؤس الثقافات الساعية للهيمنة وطمس الخصوصيات الثقافية، من خطرعلى التنوع والتعدد وتعزيز مكانة الانسان وحقه في العيش الحر الكريم وحلمه في مستقبل سعيد وامن . من جانبه قال الاخ خالد الرويشان وزيرالثقافة والسياحة- في كلمته- انه من الطبيعي ان تنعقد هذه الندوة الدولية في عاصمة الثقافة العربية صنعاء، لتشكل امتدادا لتلك اللقاءات والمؤتمرات التي احتضنتها اليمن بعقل مفتوح على ثقافة الاخر، منطلقا من ارثه الثقافي والانساني باعتباره بلد التنوع والتعدد والتناغم. واشار الرويشان الى ما تتميز به اليمن من تنوع جغرافي وبيئي، انعكس على الثقافة اليمنية بمختلف اشكالها التي تمثل بالرغم من خصوصيتها جزء من الثقافة الانسانية. في حين اشارت كلمة الرئيس الايراني محمد خاتمي والموجهة الى الندوة، والتي القاها الاخ أحمد جلالي مندوب ايران الدائم لدي منظمة اليونيسكو، الى ما يعيشه العالم اليوم من متغيرات تؤكد ضرورة الحوار كقيمة لايمكن الاستغناء عنها.. مؤكدا ضرورة عكس نتائج الحوار وبلورتها في التغييرات السياسية والتعليمية، بتعليم الاطفال على الحوار واساليبه واتقان فنونه لخلق عالم اكثر أمانا واستقرارا ..مشددا على اهمية تعلم فن الانصات والاستعماع الى الاخر. وتطرق الدكتور أحمد الصياد المدير العام المساعد لمنظمة اليونيسكو لقطاع التعاون والعلاقات الخارجية، الى الاتجاهات الاساسية لمنظمة الاممالمتحدة واليونسكو في تعزيز وايجاد حوار للثقافات والحضارات حتى قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر .. منوها الى جهود الاممالمتحدة واليونسكو في هذا الاتجاه . واستعرض الصياد الطروحات العالمية حول حوار الثقافات والحضارات والواقع العالمي، اليوم والجهود المطلوبة لمواجهة متطلبات الحوار الامر الذي يستدعي امتلاك القناعة والثقة في خوض اي حوار والتبرم من الماضي والتركيز على الحاضر ومتطلباته بفتح آفاق للحوار مع الشرائح الاجتماعية المختلفة، والتركيز على ان الديمقراطية تعني ايضا حقوق الاقلية وليس الاكثرية فقط. من جانبه اكد السيد هانس دولورفيل مدير مكتب التخطيط الاستراتيجي باليونسكو، أهمية الندوة باعتبارها حلقة ضمن سلسلة جهود اليونسكو الهادفة تعزيز دور الحوار بين الثقافات والحضارات، للحد من العنف والارهاب الذي يشهده العالم اليوم .. مستعرضا القرارات والاعلانات الدولية التي رعتها اليونسكو بخصوص الحوار العالمي، التي استهدفت جميعها تعزيز روح الحوار الانساني ومبادئ التسامح التي تعد قاسما مشتركا بين كافة الثقافات والشعوب. واشاد دولورفيل، بما تتمتع به اليمن من قدرة علي ادارة مجالات الحوار .. مجددا تأكيد اليونسكو على اهمية الترابط بين الثقافات والحضارات في مجالات الحوار الغنية في التراث الانساني المتنوع والمعرفي، لمواجهة صراع الحضارات واهمية وجود الرغبة الكاملة لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمعات البشرية. فيما اكد السيد ايشي يوشي سفير اليابانبصنعاء، استمرار دعم حكومتة لجهود الحوار وفعالياته العالمية لتحقيق الامن والسلام العالمين والحد من الصراعات بين الحضارات.. منوها الى ان المفارقات العالمية التي احدثتها احداث الحادي عشر من سبتمبر تتطلب العمل الجماعي، لنشر روح التسامح بين البشر والحوار بين الحضارات والشعوب . وقال السفير الياباني، ان بلاده تعتبر مبادرات الحوار من الاسس الرئيسية في التعامل مع القضايا العالمية والمحلية.. مثمنا دور اليمن الثقافي المؤثر في الحضارات الانسانية والمساهم في تعزيز لغة الحوار بين الثقافات. بعد ذلك بدأت الندوة الدولية لحوار الثقافات والحضارات اعمالها بجلسة عمل ترأسها الدكتور المنجي بوسنينه المدير العام لمنظمة الالسكو، والسيد اريك وليور سفير فرنسا السابق لدى كل من تركيا وتونس، قدمت خلالها اوراق عمل تناولت موضوع العولمة وحوار الثقافات والحضارات والتأثيرات المتبادلة بين الثقافات الانسانية ووسائل الاعلام والاتصال، على مسارات الحوار والتواصل بين الحضارات والثقافات . وقد اثريت الجلسة بالعديد من الاراء والملاحظات والنقاشات، التي اكدت اهمية ترسيخ ثقافة الحوار ونبذ ثقافة التعصب والتطرف والهيمنة على مقدرات الشعوب وحرمانها من حقوقها المشروعة.