افتتح في صنعاء اليوم المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين تحت شعار "يدا بيد من أجل فلسطين" وقال الدكتور جعفر سعيد باصالح نائب رئيس مجلس النواب في كلمة نيابة عن الراعي الرسمي الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب " إننا في عالم لا يحترم إلا الأقوياء ولا يقدر إلا الذين يؤمنون بالتعايش والتعاون ونحن نتطلع أن يكون تجمعكم هذا لبنة إضافية في تعميق ثقافة الحوار والتعايش مع الآخرين". وأضاف " نأمل أن يكون الاجتماع لبنة في تفعيل العمل البرلماني بما يخدم شعوبنا وأوطاننا وتعزيز التحولات الديمقراطية في عالمنا العربي والإسلامي". وأكد باصالح أن الأحداث المتسارعة في العالم توجب على البرلمانيين في العالمين العربي والإسلامي أن يبذلوا قصارى جهدهم لتنسيق المواقف وتوحيد الرؤى لمواجهة التحديات والقدرة على التعامل مع المستجدات ". واضاف" تجتمعون اليوم ومنتداكم في بداية التأسيس حيث تناقشون الأنظمة واللوائح الداخلية التي ستساعد المنتدى على الاضطلاع بمهامه في خدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية ، وأنا على يقين أن حال الأمة لن يكون بعيدا عن المناقشات التي ستديرونها". وأشار نائب رئيس مجلس النواب إلى ان اليمن ومنذ تحقيق وحدتها " انتهجت نظام التعددية السياسية والقبول بالرأي الآخر وحرية الصحافة وشجعت منظمات المجتمع المدني وتبني الشفافية ومكافحة الفساد إيمانا واعترافا منها بأن الشعوب والأوطان لا تنهض إلا بتكاتف جهود ابنائها جميع". وأضاف" من حسن الطالع أن يأتي انعقاد دورتكم هذه في ال17 من يوليو وهي مناسبة عزيزة تصادف ذكرى تولي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والذي شهد الوطن في عهده تحقيق الوحدة المباركة واستخراج النفط والأخذ بنظام التعددية السياسية . وقال باصالح" هذا ليس غريبا على اليمن لتي سبقت العالم في احترام الرأي والرأي الآخر منذ دولة سبأ في عهد الملكة بلقيس التي ذكرها القرآن الكريم". وأكد نائب رئيس مجلس النواب أن اليمن تواجه تحديات كبيرة ، وقال " اليمن تتعرض بين فترة وأخرى لهجمات إرهابية غير أنها عقدت العزم على المضي في الخيار الديمقراطي وتغليب لغة الحوار ونبذ العنف". وأضاف" لكننا نؤكد للأصدقاء والأشقاء بأن مثل هذه الحوادث النادرة لن تؤثر في تعميق علاقاته مع الأخوة والأصدقاء". من جهته قال عبد المجيد المناصرة رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين " إن المنتدى يدين كل اعمال العنف التي ترتكب بإسم الإسلام ". وطالب مناصرة بفتح المجال أمام حرية الإرادة وتاسيس الأحزاب وضمان نزاهة الانتخابات، وقال " يؤلمنا الوضع الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية من تقاتل أبنائها وهرولة البعض نحو سراب السلام ". واكد مناصرة أن المنتدى " يعمل على تجاوز حالات الفرقة والضياع والتجزئة والضعف ", وقال" نأسف أن نجد البعض يحبس نفسه في القطرية ويعمل على التجزئة في عصر التكتل واهتماماته الجغرافية الضيقة في الحدود الأممية". واضاف رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين " نأسف أن يميل البعض إلى التشدد في مرحلة الإعتدال ويلهث وراء الاستسلام في لحة الانتصار". وتسائل مناصرة عن خفوت أصوات المبشرين بالديمقراطية , وتراجع وتيرة حركات مبادرات الإصلاح السياسي، وقال " هل النتائج الديمقراطية لم تعجبهم؟ أم أنهم لا يؤمن ون بها في الأصل؟" كما تسائل عن اسباب تراجع حماسة الأنظمة لتطبيق الإصلاحات السياسية، وإن كان ذلك يرتبط بتراجع الضغوط الأمريكية والأوربية أم من جانب الخصوصية التي " لا تقتضي استمرار ألأوضاع على ماهي عليه من قمع وتزوير وتأجيل للتغيير ، مؤكدا ان الإصلاحات التي طبقت لا تلبي طموحات الشعوب" . ودعا مناصرة للحفاظ على الوحدة الفلسطينية أرضا وشعبا والاعتراف بكل الشرعيات غير المجزئة" وأهمها شرعية المقاومة التي تحاك ضدها المؤامرات ". وطالب الفلسطينيين بالرجوع إلى الحوار بديلا عن الاقتتال والبناء على أسس إتفاق مكةالمكرمة, مؤكدا إدانة المنتدى لإعتقال البرلمانيين وعلى رأسهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال" المنتدى يطالب بخروج قوات الإحتلال من العراق والحرص على حدته، ويأمل من الفرقاء اللبنانيين التوصل إلى توافق عبر الحوار الوطني ينهي الصراع ويحفظ الأمن والاستقرار ويبعد شبح الفتنة". واشار على ما يحاك من مؤامرات للسودان وغيرها من الدول العربية والإسلامية. من جهته قال نائب رئيس المنتدى للشؤون الإعلامية الدكتور نجيب غانم أن المنتدى مفتوح لكل من يؤمن بمرجعية الإسلام السياسية . وأضاف : المنتدى ليس بديلا عن أي جهة وهو عبارة عن مجموعة برلمانيين يمثلون من انتخبوهم اتفقوا على تأمين الحوار في العالمين العربي والإسلامي". واضاف" من بين مؤسسي المنتدى اسلاميين سنة وشيعة والمنطلق اسلامي وليس مذهبي"، مؤكدا بأنه مفتوح للانضمام إلى عضويته لأي برلماني سابق او حالي عربي مسلم بما فيها أعضاء الأحزاب الحاكمة في الدول العربية والإسلامية في إطار مرجعية الإسلام الشاملة". والمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين – حسب مشروع القانون الأساسي - هو هيئة مستقلة عالمية تجمع البرلمانيين الإسلاميين من كل الأقطار للتنسيق والتشاور والتعاون، ومعنية بالنهوض بالعمل البرلماني وتطويره وتقديم صورة حقيقية ومشرفة عن البرلمانيين الإسلاميين والتحدث باسمهم في المحافل الدولية. ويعمل المنتدى متعاونا مع البرلمانات والمنظمات الدولية لتنسيق الجهود التشريعية في اتجاه إصلاح القوانين بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية ومواجهة ما تفرضه العولمة والضغوط الدولية من قوانين تتصادم مع تعاليم الإسلام أو تضر بالمصالح الوطنية أو القومية, و الإسهام في جهود الإصلاح السياسي ونشر الشورى والديمقراطية والدفاع عن الحريات وتدعيم جهود إرساء قواعد الحكم الراشد, وتشجيع المرأة على المشاركة السياسية والاهتمام بالنساء البرلمانيات. ومن اهداف المنتدى فتح الجوار مع الهيئات السياسية الدولية الرسمية والشعبية حول قضايا الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم والانتخابات وغيرها من القضايا المعاصرة والانتصار لقضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتأكيد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال وصد العدوان, و رفض كل أشكال العنف والتطرف أفكارا وأعمالا, و نشر الفكر السياسي الإسلامي, والإسهام في محاربة الفساد بكل أشكاله وكشف المفسدين والعمل على نشر قواعد الشفافية في تسيير الشؤون العامة. ويهدف المنتدى الى تدريب البرلمانيين على أدوات الرقابة البرلمانية وفنون التشريع وتقنيات الاتصال والتعامل مع الجماهير وقيادة الرأي العام وإدارة الحوار وإجراء البحوث, و تعزيز اللقاءات بين البرلمانيين الإسلاميين وتعميق علاقات التعارف والتعاون بينهم, و كشف الممارسات غير المشروعة التي تمارس ضد النواب والمرشحين للعمل البرلماني. وقد أعلن تأسيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين في العاصمة الأندونوسية جاكرتا في 7 يناير هذا العام خلال احتفال حضره الرئيس الأندونوسي.