هيئة الرئاسة تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية محليا وإقليميا    السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة    السودان.. اندلاع حريق ضخم إثر هجوم بطائرات مسيرة في ولاية النيل الأبيض    وزير الخارجية الإسرائيلي: واشنطن لم تبلغنا بوقف قصفها على اليمن    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    ميناء الحديدة يستأنف أعماله    صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    باجل حرق..!    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين (العشرة المُبشرِين) و(العشرة المُبنْشرين)!
نشر في نشوان نيوز يوم 27 - 03 - 2012

1 قُلتُ في مقالةٍ قصيرةٍ، كانت بعنوان (يوم البغلة في 'تنْكةْ' بلاد النامِسْ)؛ لم أنشرها بعد نصحية أحد أحبائي.. قلتُ: ".. ولعلي سأزعمُ أنهُ كما أن ليس للثوراتِ أنصاف حلول؛ فإنهُ أيضاً ليس للديكتاتوريات أنصاف حلول!... وهذا هو التفسيرُ الباقي، والأخير، لما يجري هنا في بلادنا، من عبثٍ في كل شيء. ومنْ يمتلكُ تفسيراً آخر، فليأتِ به نكونُ له، عليهِ، مِن الشاكرين!"

.. ولقد توقفتُ كثيراً عند 'العشرة المُبشرِين' و'العشرة المُبنْشرِين'، وقد ملكتني الفكاهةُ حين قلبتُ أسماء'العشرة المُبشرِين'الذين يُرادُ لهم أنْ يرحلوا عنِ البلاد؛ فضحكتُ، ورماني الضحكُ بشرْغةٍ كدتُ بها أنْ أقْضِي...، ثم قبضتُ ضحكتني حين رأيتُ حجم الفراغ الذي سيُتْرك ل (العشرةِ المُبشرِين) فيما لو غادر (العشرةُ'المُبشرِين !.. أؤمنُ إيماناً، عن يقينٍ قاطعٍ، أن عدم التوازن يؤدي إلى التهاوُن. ولكن في أي حالٍ تقومُ حالةٌ مِن التوازن؛ تبدو حالة من التوقف بين هيئتين - status quo!
ب:
وطبيعةُ الأشياءِ في خِضمِ تلك الحالة المتوازنة بين الهيئتين قد لا تطول توازناتها؛ إذ أن الحالة لا بد لها منْ يُبادر بترجيحِ هيئةٍ عن الأخرى. وتلك النتيجةُ تظهر، جليةً، في لعبةِ الشطرنج - هيئة الإنسحاب Draw Game - إذا بقي لدى اللاعِبين ملكٌ وفرسٌ - مثلاً. ولما كانتْ حكمةُ المنطقِ تحكمُ الأشياء في كل مُربِعٍ مِن المُربعاتِ في هذا الكون، من الذرةِ إلى المجرة؛ كان لا بُد من حُكامِ اللعبة أن يُمنْطِقُوا الحالة، فيقرروا منْ يخرج من اللاعبين، حتى يتسنى للاعبٍ آخر، أنْ يدخل حلبة اللعب.
ولقد حسمتْ حكمةُ المنطقِ شرطها في اللعبةِ، على خروجِ اللاعبِ الأبيض؛ لأنه كان قدِ امتاز على تقدمٍ منذُ الحركةِ الأولى بمبادرة الحركة الأولى - tempo. أي أنهُ كان في الموقعِ الأول في تحريكِ القِطع، حين اختار الصدارة في الحُكْمِ لإرغامِ اللاعبِ الآخر في الإجابةِ على حركةِ القطعةِ الأولى في المبادرة في اللعب؛ وهذا هو ما دفع منطق حكام اللعبة، بأخراجِ اللاعبِ الأبيض. إذ أنهُ كان مِن المفترض به أنْ يحوز اللاعب الآخر، لاحتمالِ تقدمه بخطوة تؤهله - منطقاً حسب قوانين اللعبة - للانتصار الحاسم؛ بدلاً من الوصول - وهو المؤهل بدايةً - إلى قانون الانسحاب في اللعبة.
وهو منطقٌ عاقلٌ ومقبول!
نحنُ لا نبحثُ عنِ الكمالِ كبشر؛ ولكن عنِِ الممكنِ من الكمالِ في الواقعِ، وأِمكانهِ في الموضوع. وتلك قصةُ التاريخِ مع الفلاسفة، وحكايةُ الفلاسفةِ في البحثِِ عنِ الكمال.
ولسنا فلاسفة!
ج:
ولكن بريق السلْطة ضد المنطق!
وتلك مشكلتنا.
فلماذا سكتنا ثلث قرن.
وسنظل عالقين في حالةِ التوازنِ تلك؛ إلى أنْ يأتي منْ يحكم بخروجِ اللاعبِ الأبيض، كي تستمر حركةُ الحياةِ فوق قطعةِ الشطرنج، حين يأتي لاعبٌ آخر؛ ليدخل حلبة المنافسة!.. لسببٍ بسيط: وهو أنهُ لمْ يعِ بعد أنهُ حسب قوانين اللعبة، عليه أنْ يترك المكان للاعبٍ جديد! وتلك الطامةُ الكبيرة؛ ف..
(إِن عِلْم الجهْلِ لا يُعْطِيْ مُصابِيهِ إحْساساً
بِفُقْدانِ البصِيْرةْ..
خدِرٌ صاحِبُهُ
يِحْسُبُ رقْدتهُ فوْق الخوازِيقِ وثِيْرةْ) - الفضول.
وأزعمُ أنْ حالة ما نحنُ فيه، تناظِرُ تلك الحالة التي حاولتُ أنْ أُبررُ لها مشهداً، وهيئة.
.. وتتزِنُ شوكةُ المِيزانِ، في عينِ الميزان، في حالتين - لا ثالث لهما: إما وكِفتاهُ تناظرتْ مثاقيلهما؛ وإما وكِفتاهُ فارغتان!
منطق الأشياء يقرر ذلك.
والفيزياء تؤكد ذلك.
وما أتيتُ به مِنْ جيبي.
3
وأي تبرير يُطرحُ - أياً كان - لتأخيرِ عمليةِ الهيكلة للجيش، وربطها بمقايضاتِ 'المُبشرِين' ب'المُبنْشرِين'، هو تبريرٌ جاهلٌ لا يفهمُ مفاضلاتِ التوازن، أو يعي معادلاتِ الواقع. وصحيحٌ أنْ يقول أحدُنا أن الثورة لم تنجح النجاح المقصود.. تلك حقيقة لا أنكرها، ولا ينكرها إلا عصِي أو عمِي. ولكن بالمقابل، الواقعي، أستطيعُ أنْ أؤكد، جازماً ومتفائلاً، أنهُ لم توجد إطلاقاً - في تاريخ الثورات في الدنيا - أيةُ ثورةٍ فاشلة ألبتة؛ وبناءً عليه يجب أنْ يدرك'العشرةُ المُبنْشرِين' أن هناك قد حدثتْ ثورةٌ حقيقيةٌ - وإنْ لمْ تكتملْ - في نصابها - الكمال الذي كان مُتوخى استحقاقاً للتضحية المُقدمةِ قرابين لها - إلا أن هناك تغييراً قد حدث بشكلٍ من الأشكال، على رغمِ الإشكالِ القائم بين الناس؛ للتعقيدات المحلية، والإقليمية، والدولية؛ الداخلة في توازنات معادلاتها، وتفاضلاتها في حدودها، وتكاملات عناصرها. والعاقلُ منْ يفهم ذلك، ويعيه، ويفطنُ لاتزاناتها، ومعادلاتها، والتزاماتها؛ ليلعب باحترافِ اللاعِبِ المُجِيدِ لقواعدِ اللعبة!
4
توقفتُ كثيراً.
وشدتني الغرابةُ من سروالي، وقميصي، وتلابيبي، ونزعتِ الدهشةُ، والصدمةُ ما بقي مني!..
" هل فشلتْ ثورتنا ؟"
سألني أحدهم.
لا.. لم تفشل!
وإلا فما هو هذا التفاعل الكبير، مِنْ أقصى البلاد إلى أقصاها، الذي نراه في كل مكان؛ فلقد خرجت حتى الثعابين من مكامنها. دعوا الأشياء تخرجُ إلى النورِ والنارِ والهواءِ النقي؛ ليعرف كل مِنا حجمهُ الحق؛ ولِيزِنهُ الناسُ به؛ فميزانك ليس في يديك، بل في يدِ غيرك!
ولكنها لم تنجح النجاح الكامل النصاب؛ لتعقيداتٍ كثيرةٍ دخلتْ عليها، ولها تبريراتها السياسية، والإستراتيجية المقبولة، في الواقع والموضوع - محلياً، إقليمياً، ودولياً؛ ويبدو لي أن كل ذلك قد ساعد في الإبقاء على ما بقي مِنْ إمكانِ مواصلة مشوار السلام في الثورة.
ب:
... والقارئُ المُطلِعُ على التاريخ، وتاريخِ الثورات في الدنيا - إطلاعاً واعياً مُقلباً فيه الأمور على وجوهها - إبتداءً بثورة الشعب السومري في 2380 قبل الميلاد التي أزاحتْ الملك لوجالاند؛ ومروراً بثورات فارس؛ وثورات اليونان، وروما؛ ومروراً بثورات الخوارج؛ ومروراً بثورةِ الزنْج؛ ومروراً بالثوراتِ الإنجليزية، وبالثورةِ الفرنسية؛ وبالثورةِ الإمريكية؛ ومروراً بكل الثوراتِ المعاصرة، والحديثة: من ثورةِ ميدان الصينيين في تسعة وثمانين، وثورة المجر الفاليسية، من القرن الماضي؛... يجدُ القارئ المتفحصُ أن هناك تغييرات قد حدثت؛ سواءً نجحتْ تلك الثورات نجاحاً لم يكتمل نصابُ كماله بحسابات الواقع، أو حتى أخفقتْ إخفاقاً كاملاً. وقد رأينا أين هي الصين الآن، وغيرها من البلدان. فربما نكون هناك يوماً. إني متفائل بكِرِم؛ فأسمي عبدالكريم!
ج:
إذن...
.. هناك ثوراتٌ لم تنجح نجاحاً كامل النصاب؛ إلا أنهُ - بالمقابل - لا توجد ثورةٌ واحدةٌ، في كل هذا التاريخ في الدنيا قد فشلتْ؛ رغم عدمِ نجاحها النجاح الذي كان مأمولاً بها، ومُتوخى منها، ومعولاً به عليها وعليها به؛ بدايةً!
وربما كان ذلك هو ما قصدهُ الزعيم عادل إمام، في مسرحية الزعيم، حين خطب أمام الرئيسِ الضيف: (.. ولو أن الرجل الواحد، باليدِ الواحدةِ؛ أمسك الفأس الواحد، وضرب الشجرة الواحدة، ضربةً واحدةً؛ لتسقط الشجرةُ الواحدةُ في البحيرةِ الواحدةِ.. أكيد حتْكُون في طرْطشةْ)!
أزعم أن الطرطشة، التي قصدها عادل إمام؛ إنما هي التغييرُ الذي حدث، والذي فهمه الرئيس الضيف، في مسرحية'الزعيم'.
إحساسٌ مُبكر بالأشياء.
ولكن علينا أنْ نكرر الطرطشة في كل مرة تهدأ فيها البحيرةُ الواحدة!
5
.. وقد يصلُ المرء إلى حقيقةِ الأشياء التي وصلت إليها قضيتنا في اليمن إلى مربط الفرس. ومربطُ الفرسِ هذا، هو السر في بقاءِ زمنٍ طال مكثه فينا لثلث قرن، أو يزيد؛ وهو نفسُ السر الذي يدورُ عليه الجدالُ بين المفترقين: الجيش؛ والحوار.
فبالجيش استقوى، فاشترى، وباع فينا؛ وبانعدام الحوارِ ضاع الحمارُ، وضيعنا في الصيفِ اللبن!.. ولهذا فإن اختصار الثورة بمربعي الهيكلة والحوار هو آخر الفشل، وآخر النجاح؛ إذا أردتم.
ولا بُد مِن الطرْطشة!
6
خاتمة:
.. كتب لي صديقي'تأبط شراً'خطاباً، وأرسله لي مع الحمام الزاجِل - الزجْل: الرمْي بالشيء. تأْخذه بيدك فترْمِي به. زجل الشيء يزْجُله، وزجل به زجْلاً: رماه ودفعه - من أرضِ خادمِ الحرمين الشريفين - حفظه الله - يقول:
(.. " وعسى أنْ تكْرهُوا شيْئاً وهُو خيْرٌ لكُمْ " والخروجُ من أرضٍ إلى أُخرى لعله خروج منْ حظ إلى آخر. نتقدمُ بالأسبابِ، والثقة دائماً بِربِ الأسباب.
... ما يحصلُ في السعِيدةِ هو المخاضُ العسير'والأخير' لولادةِ عِملاق! ووالله أن هذا هو ما أؤمنُ به. تكاثرُ الفتنِ جعل الصراع الفكري شديد؛ وصدق منْ قال " إن مع العُسْرِ يُسْرا فإِن مع العُسْرِ يُسْرا " وصدق منْ وعد؛ إِنهُ سوف يبدلُ كل عُسْرٍ بيسرين! ولا زالتِ السعِيدةُ في مخاضها العسير. ولك أنْ تتخيل اليُسْران، فتطيبُ نفسُك فرحاً بالمولودِ الجديدِ، الذي ننتظرهُ على أحر من الجمر. تخيلْ لو أن الثورة نجحتْ منْ أولِ ضربة؛ كيف سيكونُ الوضعُ وعُبادُ الأشخاص، وأصحابُ المشاريع الصغيرة، لا زالوا متواجدين؟ إِن الله يريدُ بنا خيراً أفضل مما نريدهُ لأنفسنا، ولإوطاننا..
.. إِن الشدائد ما ابْتُلِي بها إِلا كل إنسانٍ عظيمٍ في ذاته؛ وعلى قدرِ ذاته، تكونُ حجمُ الشدائد، ولا توجدُ عظمةٌ بدونِ شِدة؛ والشدةُ تخلقُ العظمة؛ على مستوى الأفرادِ، وعلى مستوى الدول.. أنظرُ الى حالِ اليمن الآن، وأتذكرُ التاريخ الإمريكي، وأين أصبحوا!
فهلْ أطمحُ لهذه المقارنة ؟!
نعم، والله..
وواثقٌ مِنْ ذلك، مثل ثقتي بوجودي على الأرض!
.. أو فاعتبرها - يا سيدي - إستراحة محارب. فلكلماتك تاثيرٌ عميقٌ؛ ودائرةُ تأثيرك تفوقُ دائرة معارفك، ومحبيك بكثير. خُذْ أنفاسك، وتلاقطها، واستوهبْ من حب اليمنِ طاقةً جديدةً؛ تدفعك للنضال. أمثالُك - يا سيدي - قليلون؛ واليأسُ أوِ التعبُ، لا يوجدُ في قاموسِ منْ يحملُ روحك، وإرثك، وتاريخ أُسرتِك الكريمة. لا توجدُ عندي عنصرية ضد أحدٍ؛ ولكني أطمحُ أنْ أر منْ يعيدُ للسعيدةِ مجْدها.
... وصدق الرسولُ حينما قال..." كان هذا الأمْرُ فِيْ حِمْير، فنزعهُ اللهُ مِنْهُمْ، وصيرهُ فِيْ قُريْش؛ وسيعُودُ إِليْهم "...
بِشوقٍ أتركك، وبلهفةٍ أنتظرُ قراءتك.
اخوكم المخلص
تأبط شراً)
7
خاتمةُ الخاتِمة:
حُزْنُ المآذِنْ!
' تأملاتٌ سادِرة'..
(هتف الْفُؤآدُ
و ماْ اسْتكاْن أوِ اسْتقرْ
قدْ فت فِيْ رُوْحِيْ لِتغْفُو أوْ تقِرْ
عاْد الوِقاحُ إِلىْ الْمدِيْنةِ ياْ عُمرْ
و تربعُواْ سُرُر الْمُلُوْكِ.
تمنْطقُواْ سُبُح التُقاْةِ
و سُودُوا الصبْح الْأبرْ
والشمْسُ فِيْ إِشْراقِها كُبِيتْ وما
فِيْ النجْمٌ فيْضٌ مِنْ برِيقٍ قدْ سفرْ
فالريْحُ عاْتِيةٌ وما فِيْ الموْجِ عطْفٌ
والْحرِيْقُ علىْ النخيْلِ أتىْ الثمرْ
والدارُ راحتْ داْرُناْ كمْ ضمنا
غُرفٌ بدْتْ مِنْ حُزْنِهاْ يبْكِيْ الْحجرْ
كُناْ بِهاْ نلْقىْ الصباح بِقهْوةٍ
و كُؤُوْسُهاْ مِنْ سُكرِ الصدْقِ اخْتمرْ
والرنْدُ ما ثجتْ ولا عِطْرُ الكواذِي يِممتْ شطْر الوُجُوهِ ورِيْفها الريحُ الأبرْ وشقاْئِقُ النعْماْنِ زاور طِيْبُهُ
و الْورْدُ فِيْ حزنٍ مِن القيْظِ اسْمهرْ
والصف والْأنْفاْلُ قدْ ضجتْ فلاْ فِيْ الصف قدْ بقِيتْ ولا عُشْرُ العُشُرْ
قُرْءآنُنا حزنتْ بِنا آياتُهُ فالآي ألْغامٌ
وإِرْهاْبٌ
وشرْ
حُُزْنُ النبِي تجمعتْ أطْرافُهُ
هلْ هذا دِيْنُ مُحمدٍ خيْرِ البشرْ
فالْحقْلُ تقْصِفُهُ الجرادُ وصرْصرتْ
فوْق النخِيْلِ تمائِمُ البُومِ الأشرْ
فِيْ قلبِيْ مِئْذنةٌ بِها حُزْنُ المساجِدِ كُلها
فِيها المسارِجُ أُطْفِئتْ.
بيْيِيْ اكْفهرْ
بكِي الْهزاْرُ وشجهُ مِنْ شجْوِهِ
دمْعٌ لهُ عُصْفُورةُ الوآدِي مطرْ
والعُش أضْحى مصْيفاً
فِيهِ العناكِبُ أُتْرِفتْ
والعنْدلِيبُ تكسرتْ ألْحانُهُ وتراً وترْ
دعْنِيْ لِأبْكي علنِيْ
أنْ لوْ بكيْتُ سأنْتظِرْ
عل المدامِع والمواجِع كالزنابِقِ تُعْتمرْ
فالجُرْحُ لمْ يشْف
ولا شوْقِي انْتهى
والقلْبُ مكْسُورٌ
وكسْرُهُ ما جبرْ
ماْ بِيْ عِتاْبٌ أوْ عذاْبٌ
بلْ جهنمُ أوْ سقرْ
ذرْ عنْك لوْمِي إِنهُ قلْبُ المُعاتِبِ يصْطلِيْ
ولقدْ عُمِيْ.
فدعُواْ الْعِتاْب لِمنْ فجرْ
قلْبِيْ لك الإِعْذارُ يا قلْبِي مِن الحجاجِ يبْطُشُ أوْ توانى أوْ عذرْ؟
إن الْعِتاْب لِمنْ هوىْ
أوْ منْ هوىْ.
ماْ لِيْ بِكُمْ كلفٌ ولا بقِي الأثرْ
قِلْبِيْ لهُ حُسْنُ الكلامِ مُؤدباً
إِلاْ لِمنْ أعْطىْ فأحْسن أوْ شكرْ
هلْ فِيْ الْقِيامةِ حوْلنا شك بقىْ
فالشمْسُ قدْ قُدتْ وقدْ شُق الْقمرْ
أُجْهِدْتُ فِيْكُمْ منْ غضاضاتِي
وأقْصىْ طاقتِيْ
لو أنْ أر منْ قدْ كبرْ
منْ هيْثمٍ أوْ أيْهمٍ
هزم الصغائِر خيْرُهُ مُسْتبْسِلاً صقراً ظفرْ) –
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان.
وسامحونا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.