مرسي بهر الشعوب العربية في خطابه بطهران وبدا كما لو أنه الزعيم الحلم وهو يتحدث عن سوريا وسرعان ما تدحرج إلى الصمت ولا فعل رأينا، حتى خرج علينا بتصريح يثبت أنه متأخر جداً في التعامل مع الملف الأهم الذي لا يحتمل التأجيل ولا النعومة وطول البال. إنها سوريا.. لا تحتمل التأجيل.. إيران تقول إن حرب الأسد هي حربها، ومرسي لا يزال يعتبر إيران جزءاً من الحل لا المشكلة، وهي المشكلة ذاتها، في وقت لا مساحة فيه للنفاق السياسي.. ولو لم يكن بشار وكيلاً لإيران لما صمد كل هذا.. غير أن الشعب السوري العظيم تلملم من المستحيل في بلد لا حزب ولا جماعة فيه غير حزب الأسد.. وقدم خيره أبنائه في محاربة منظومة إقليمية عنصرية هي السرطان الذي ينخر الجسد العربي.. تلك المنظومة الإيرانية الصهيونية .. مع ذلك يخوض الشعب السوري وحيداً حرباً نيابة عن العرب ولا عرب، سوى تركيا التي فعلت ما فعلت لكي تصمد الانتفاضة السورية.. غير أن صعود رئيس من رحم الثورات العربية لأعلى هرم في الوطن العربي وهو مصر، دون أن يكون لذلك نتائج مباشرة في سوريا هو قمة الفشل.. لا يدافع أحد عن مرسي لأن ما دفعنا هنا هو ذلك القتل، وهذا رئيس مصر، مهما فعل فإنه قادر على تغيير قواعد الصراع والمطلوب منه ليس أكبر مما يستطيع، ولكن أكبر مما يفكر ويرى الآن.. والوقت يتسرب ويموت الشعب السوري يومياً وتزداد عصابات طهران خبرة في القتل.. وما لم تضاعف الجهود لأقصى المستويات فإن الجحيم الذي يحترق فيه أهلنا في سوريا لن يستثني بلداً عربياً.. ذلك أنها لم تكن على قدر المسؤولية، وهي في أزهى حالاتها الثورية.. لا ترعى إيران علاقات ولا تعيق النعومة الدبلوماسية العربية ذرة في الدعم الإيراني المفتوح لإبادة شعب، فكل أمر بالنسبة لإيران يسير في اتجاهه، الكذب والتضليل وفرق الموت التي لا تتوقف.. إن اعطاء المزيد من الوقت للقتل في سوريا لا يعني فشل الثورة السورية، بل إبادة شعب ومصرع أحلام قيام دول أو إنسان في هذه المنطقة التي غضت الطرف عن كل ذلك، واهمة بالخطوط التي رسمت كحدود بين دويلات عربية، قد تتوحد ولكن بالمأساة التي قد تعم إذا استمر التفلت من المسؤولية.. لابد أن يستوعب مرسي وكل من له مسؤولية أن نظام الكهنوت في إيران وأي نظام يعتمد على الدجل والزيف، هو أضعف وأجبن مما يظنون، وقوته قائمة على تضليل الداخل والخارج وسكوت الناس عن جرائمه.. كما يحدث الآن للآسف.. ولا يردعه إلا الجد. أتق الله يا مرسي.. شعبٌ يذبح وأنت تسبح فيما لم يعد مجدياً ولا فائدة منه إلا إعطاء الوقت للقتل، أرأيت لجنتك الرباعية للاتصال حول الوضع في سوريا، وهي لم تمنع رئيس الأركان في الجيش الإيراني من التصريح بأنهم هم من يخوض الحرب ضد شعب سوريا.. إذا كانت لم تمنع هذا التصريح فكيف ننتظر منك!.. وأنت مصر ورئيس من رحم الربيع العربي وأنت نجاحه وفشله.. فماذا فعلت..؟