الكاتب القدير عبدالرحمن الراشد .. تحية طيبة قرأنا مقالك بعنوان "صالح والحوثيون والاستيلاء على صنعاء"، والذي تحدثت فيه عن نقاط مهمة وطرقت ما لم يطرقه قبلك .. ولكن للأهمية القصوى لابد من هذه التوضيحات: إن رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ووزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب لم ينقلبا لصالح الحوثي، كما ذكرت، بل هما في الجهة المغايرة تماماً. وبالنسبة لرئيس الوزراء فقد تعرض لضغوط شديدة.. أما وزير الداخلية فقواته داخل صنعاء لا تكفي لمواجهة جماعة مسلحة بسلاح ثقيل وقد حاول الوزير مع هادي أن يسمح للجيش يدافع عن صنعاء إلا أن هادي رفض. وعندما دعا الشرطة للتطبيع مع الحوثيين، فقد كان قراراً حكيماً حرصاً على عدم سقوط المؤسسات خصوصاً أن الوحدات العسكرية كان جزء منها قُد سُلم للحوثي بأمر من وزير الدفاع وهادي. ثانياً.. إن الرئيس هادي ليس ضعيفاً وليس بلا مهارة.. ولم يتواطأ مع الحوثي ولم يسهل استيلائه على صنعاء.. بل كاد أن يحارب مع الحوثي من أجل إسقاط العاصمة.. هادي رجل فدائي قوي ولكنه يفعل كل ذلك لأجل الحوثي ويتهم سلفه.. لقد شارك وزير الدفاع المقرب من هادي بدعم حروب الحوثيين مع صعدة إلى صنعاء.. شارك إلى جانب الحوثي، وأثناء حرب عمران قام وزير الدفاع محمد ناصر أحمد بزيارة تفقدية إلى المقاتلين الحوثيين وظهر بصورة يتمشى مع قائد الحوثيين الميداني. الرئيس هادي رجل قوي وأقوى مما يتصور البعض.. لكنه قوي في الهدم ومخلص من أجل الهدم.. ولو اقتضى الأمر أن يخرج بنفسه للمشاركة مع الحوثي بالمعارك ضد الجيش والمواطنين لفعل. الرئيس هادي سلم صنعاء للحوثيين تسليماً تاماً وبقاؤه في صنعاء لهدف وحيد وهو عمل غطاء لهذا التسليم حتى يكتمل استيلاء الحوثي على العاصمة وكافة المؤسسات. وهذا الكلام نكتب عنه منذ أكثر من عام ونحذر.