في الثالث من فبراير الجاري وقبل سقوط أبو الهول المصري خرجت مظاهرات حاشدة في مختلف المحافظات اليمنية ،مظاهرات منددة بالنظام تقودها أحزاب اللقاء المشترك ومظاهرات مؤيدة لنظام يقودها المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن ، كانت مظاهرات سلمية ومنظمة ومرتبة ترتيبا عاليا ،الجميع أشاد بذلك وظهر اليمنييون فيها أكثر حكمة وحرصا على البلد من الانزلاق في دوامة العنف والتخريب والدمار، وكانت مظاهرات أقرب الى الاستعرض واظهار من هو صاحب الاغلبية في الشارع. المواطن اليمني البسيط كان يؤمل بعد هذا الاستعراض للمعسكرين للحاكم والمعارض أن يدخلا في حوار مباشر وواضح وشفاف لا يستثنى منه أحد.غير أن سقوط ابو الهول المصري ونظامة ادى الى تحول كبير في الشارع حيث خرج العشرات من الشباب اليمني الطافشين من الفساد والمفسدين مبتهجين بسقوط الرئيس المصري ليلة الاعلان عن تنحيتة ليلة الجمعة قبل الماضية ومرددين الهتافات المؤيدة للثورة المصرية والمنددة أيضا بالنظام اليمني. خرجت هذه المظاهرات بداية في صنعاء وتعز ، وأتسعت دائرة هذه الاحتجاجات الشبابية لتعم محافظات ومدن أخرى خاصة عندما تم مواجهتهم بالقوة كما في عدن وصنعء وتعز ووصل الحال للأسف الى سقوط قتلى وجرحى وظهرت معالم الدمار والخراب في عدن واغلقت العديد من المحلات في العديد من المدن اليمنية، ويعلم الله وحدة ما سيكون في قادم الأيام ، كل هذا واحزاب اللقاء المشترك لم تحدد مصيرها بشكل صريح من مبادرة رئيس الجمهورية ، وكأنها تريد أن تصل الى السلطة على أكتاف ودماء الشباب الذين يتساقطون يوميا في اثناء المظاهرات الاحتجاجية التي كان المشترك والحزب الحاكم سببا فيها بسبب عدم وصولهم الى حوار فعلي منذ العام 2009م. وللاسف لدينا مجالس صورية للنواب والشورى لا تهش ولا تنش وايضا جمعية للعلماء لا يتقون الله للأسف في هذا الشعب المسكين المغلوب على أمرة ، لأن من ذكرتهم كان حريا بهم القيام بواجبهم أمام الله وأمام الشعب بان يقدموا النصيحة لولي الأمر وتقديم المعالجات لمختلف أزماتنا ومشاكلنا المتراكمة بدأ من ازمة الحراك الى أزمة التمرد الحوثي الى ازمة انعدام الثقة بين المعارضة والحزب الحاكم الى جانب المشكلات الأخرى التي يعاني منها المجتمع اليمني كالفساد وضعف النمو الاقتصادي والبطالة التي يعاني منها الشباب وتعيين المشائخ والأميين في المناصب على حساب الكفاءات... الخ. ونقول للعلماء وأعضاء مجلسي النواب والشورى بأن الشعب اليمني لن يسامح تخاذلهم وسيلعنهم كما سيلعنهم التاريخ جراء تطبيلهم مع الحاكم أو مع سعيهم وراء رغباتهم الشخصية. كما نقول لرئيس الجمهورية بأن عليه اليوم وليس غدا أن يقدم مبادرته للشباب المحتجين في الشوارع والميادين ، وليس للمعارضين المتمصلحين خاصة أنه أكد في خطابه في الثاني من فبراير الجاري أمام أعضاء مجلسي النواب والشورى بأنه ليس عيبا أذا قدمت التنزلات العديدة نزولا عند رغبة المواطن. لهذا نتمنى من فخامته أن يقود هو بنفسه ثورة التغيير لتطهير النظام من الفاسدين وما أكثرهم واجراء اصلاحات جذرية حقيقية،بالأضافة الى معالجة مشاكل الاراضي في مختلف المحافظات ومشاكل التمرد الحوثي ، وتشكيل لجنة من القانونيين والقضاة الذين يشهد لهم بالنزاهة لمعالجة جميع المظالم الموجودة بما فيها مشاكل الثأر في مختلف المحافظات وبفترة زمنية محددة ،الى جانب التوجيةالصارم لوقف تصاعد لهيب الأسعار وزيادة مرتبات الموظفين مدنيين وعسكريين بما يواكب الأسعار الموجودة بعيدا عن الاستراتيجية التي أثبتت السنوات الماضية أنها مجرد ضحك على الذقون ، والاعلان عن توزيع الأراضي لمختلف موظفي الدولة مدنيين وعسكريين بدون استثناء بدلا من استحواذ قلة فاسدة على كل الثروات والخيرات ، وان يشكل حكومة تكنوقراط من الكفاءات التي عرف عنها النزاهة والنظافة ومن مختلف الأطياف السياسية، وتكون مهمتها الأعداد لانتخابات نزيهة وشفافة، بالأضافة الى أستقالته من المؤتمر الشعبي العام ليكون هو راعي الحوار باعتباره رئيسا لكل اليمنيين وليس للمؤتمريين فقط. هذا هو من سيهدأ الشباب المحتجين قبل أن تهب رياح الدمار التي بدأت شرارتها تتصاعد وليس بنصب الخيام في ميدان التحرير، أو بقمع المحتجين وضرب الصحفيين.