وجه اللواء علي محسن صالح قائد الفرقة الاولى مدع قائد المنطقة الشمالية الغربية كلمة الى الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك يوم امس الاحد.. وتحدث فيها اللواء المنشق عن نظام الرئيس علي عبدالله صالح ةالموالي لشباب الثورة عن عدد من القضايا الراهنة في اليمن . نشوان نيوز ينشر نص خطاب اللواء علي محسن صالح : بسم الله الرحمن الرحيم خطاب اللواء الركن/علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع إلى جماهير الشعب بمناسبة عيد الأضحى المبارك 10 ذي الحجة 1432ه. الحمد لله القائل (ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلا) والصلاة والسلام على سيد الأنام المبعوث رحمة للعالمين. يا جماهير شعبنا اليمني الحر الأبي...أيها الشباب والشابات... يا أحرار وحرائر اليمن في كل ساحات الوطن. الأخوة المؤمنون والمؤمنات بكل أقطار أمتنا العربية والإسلامية ، وأينما كنتم على وجه هذه البسيطة. تحية طيبةً عطرةً مباركةً... إنه لمن دواعي سرورنا وغبطتنا أن نتوجه إليكم بالتهاني القلبية الصادقة بحلول عيد الأضحى المبارك أعاده الله على شعبنا ووطننا وقد انتصرت ثورته السلمية ، وعلى أمتنا العربية والإسلامية باليُمن والبركات ، وجنبها النوائب والفتن إنه على كل شيء قدير. يا جماهير شعبنا اليمني الأبي منذ اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية جمع على عبدالله صالح بين كل مكائده وبين المناورات السياسية ، واستخدام القوة المفرطة، والخطف والتنكيل والترويع والقتل ،والعقاب الجماعي لأبناء شعبنا بافتعال أزمة الوقود والقطع المتواصل للكهرباء ، إضافة إلى التضليل الإعلامي الذي يحرض على القتل ، ويعتسف الحقائق ويشجع على الكراهية ، ويثير الانفعالات لبعض المواطنين البسطاء الذين ينساقون وراء الأباطيل ولا يملكون القدرة على التمييز بين الزيف والحقيقة، ولا يفرقون بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية . وبعد مذبحة جمعة الكرامة طالبناه فوراً أن يثبت براءاته بتقديم القتلة إلى العدالة فرفض ، وعندما تبين لنا أنه متورط في الجريمة تخطيطاً وتنفيذاً ، أعلنا قادة الجيش دعمنا حمايتنا للثورة السلمية ، وكان ذلك تعبيراً عن ولائنا للشعب والوطن بعد الله ، وإخلاصاً لشرف العسكرية اليمنية ، وعقيدتها القتالية، وعلى المستوى المدني استفزت مذبحة جمعة الكرامة ضمائر كوكبة كبيرة من القيادات في المؤتمر الشعبي والحكومة والسلك الدبلوماسي والعلماء والأكاديميين والمفكرين والسياسيين والمثقفين والمشائخ والوجهاء والأعيان والقبائل، فتبرأت من النظام وأعلنت انضمامها لثورة الشباب ، ومع ذلك لم يعتبر علي عبدالله صالح مما حدث ، بل أخذ كعادته يشكك بوطنية المنضمين ، فمعيار الوطنية لديه هو الولاء لشخصه، لا للشعب والوطن. ولقد استخدم علي عبدالله صالح كل الأساليب الممكنة لتشويه الثورة، وجمع بين الخطاب الكاذب المضلل الذي يشوه الحقائق ، والخطاب المستجدي للعواطف، كما جمع بين العنف المستور والعنف المكشوف، وكلما أمعن في العنف ، تزايد زخم الثورة، وصلب عودها وتزايد الإصرار على تحقيق أهدافها، وهذا ما أدركه الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي عندما تقدموا بمبادرتهم ودعمها الأصدقاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي، والتي قابلها علي عبدالله صالح بالتسويف والمماطلة ، حيث طالب بتعديلها أكثر من مرة، وحصل فيها على ضمانات لم يحصل على مثلها أقرانه الطغاة في دول الربيع العربي، ومع كل ذلك وقعت المعارضة على المبادرة أولاً على أمل أنها ستحقن دماء الشعب وستخفض كلفة الثورة ، ثم وقعت عليها قيادة المؤتمر ، بينما امتنع هو عن التوقيع، معتقداً أنه يستطيع أن يوقع عليها متى شاء ، بعد استنفاذ ما لديه من عتاد عسكري، ويكون قد اشبع غرائزه في القتل والانتقام من الشعب الذي طالب بخلعه ورحيله، فعلي عبدالله صالح يتعامل مع المبادرة الخليجية كقارب نجاة احتياطي ، ليس إلاّ ، ولم يقبل بعد بالتسوية التي نصت عليها، حتى وإن انتقلت السلطة كاملة إلى حزبه. وبعد حادثة النهدين ، أخذت آلته الإعلامية توزع التهم جزافاً ، يمنة ويسرة ، من غير تحقيق شفاف ومحايد يكشف حقيقة ما جرى داخل الدائرة الضيقة المسيطرة في دار الرئاسة والمؤمنة بسياجات أمنية متعددة لم يتخذها رئيساً مثله في العالم ، وكل ذلك لتبرير الإمعان في ممارسة العنف والإفراط في استخدام القوة ضد أبناء شعبنا وهذا هو ما يفعله الآن ، فهاهو بعد عودته المشئومة من الرياض تحت جنح الظلام ، عاد ليواصل إطلاق مدافع كتائبه بكثافة ليمطر الحصبة وصوفان وساحة الاعتصام والمناطق المجاورة ومواقع الفرقة الأولى مدرع ونهم وأرحب في صنعاء وكذلك مدينة تعز الوادعة مدينة الثقافة والفكر والأكثر مدنية، باستهداف شخصي على هذه المدينة التي يحرقها ليل نهار في هذه الأيام المباركة ، هذه المدينة التي أكرمته طيلة حكمه ، ها هو يرد لها الجميل بالقذائف والصواريخ والطائرات وبالقتل والتمثيل الوحشي لأبنائها، وليحدث في هذه الأماكن ما أحدث من الخراب والدمار الذي يستوجب مثوله أمام العدالة ، يقتل كل هؤلاء الشهداء ويسفك كل هذه الدماء غير عابئ بأبناء شعبنا الأحرار وبالمواقف الإقليمية والدولية والمجتمع الدولي وقرار مجلس الأمن الذين يطالبونه بنقل السلطة والتنحي ، فالرجل يراهن على كتائبه المسلحة لا على القبول الشعبي، متجاهلاً أن إرادة الشعوب لا تقهر ، وأنه وصل إلى السلطة في غفلة من التاريخ ، وأن وصوله كان خطيئة كبرى دفع اليمنيون ثمنها غالياً ، ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير ، أتحمل أنا شخصياً ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدراً كبيراً من المسئولية لأننا سكتنا عن الخطيئة ، وقبلنا أن نكون جزءا من النظام الذي نتج عنها . واليوم نشعر بعذاب الضمير، ونحن نرى دماء جيل الشباب الأعزل تراق في مسيراتهم السلمية، وأرواحهم تحصد برصاص كتائب عديم الحكمة، الذي ساهمنا بصناعته، وها نحن نقف اليوم مع المطالب المشروعة للشباب وجماهير شعبنا ودعمها ومساندتها مادياً ومعنوياً حتى تحقق أهدافها ، ولدينا الاستعداد النفسي والمعنوي للمثول أمام قضاء الثورة العادل في حال طلب منا ذلك كشهود أو تحت طائلة القانون وهذا عهد منا لأبنائنا الشباب ولجماهير شعبنا ولكل من طالته مظالم نظام علي عبدالله صالح في المحافظات الجنوبية والشمالية. يا جماهير شعبنا اليمني الأبي...يا أحرار وحرائر العالم إن الوضع الراهن في اليمن اليوم ليس أزمة بين أطراف تتصارع على السلطة كما يحاول علي عبدالله صالح وإعلامه المضلل أن يصوره ، وإنما هو ثورة حقيقية تطالب بإسقاط نظام انقلابي على ثورتي سبتمبر وأكتوبر يستعصي إصلاحه عن طريق التسويات والمساومات والتوافقات ، ولا بد لهذه الثورة أن تحقق أهدافها في التخلص من هذا النظام وكل مساوئ الماضي والإرث الثقيل له ، وأن تفضي هذه الثورة إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية تساوي بين كل اليمنيين في المواطنة والثروة والتنمية والكرامة الشخصية ويجب أن يتسم النظام السياسي القادم بالمرونة والقابلية للإصلاح والتطوير عن طريق التوافق بين الأحزاب وقوى الشباب أو بواسطة الاستفتاءات ، ويجب ان يشعر كل اليمنيين أن هذا النظام منهم واليهم، وانه ليس غريباً عنهم ، وهذا ما قامت عليه ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي انحرفت عن مسارها الصحيح من خلال الممارسات الخاطئة، ويجب أن نضع حداً لدورات العنف التي أثبتت التجارب أن سببها الرئيسي هو عدم مرونة النظام السياسي وتصلبه أمام ضرورات الإصلاح ومطالب الشعب ، ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بالشكر الجزيل للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي كافة، لمواقفهم الأخوية معنا، والذين قدموا من خلال أنظمتهم السياسية نموذجاً يفتخر به في التنمية والبناء والأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية وبناء دولة المؤسسات ، والشكر موصول للأصدقاء في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي لمواقفهم الإنسانية مع ثورتنا السلمية.. هذه الدول التي هي اليوم منارات للحرية والديمقراطية والتقدم والرقي، من خلال ما قدمته كنماذج للأنظمة السياسية الديمقراطية الرائعة، واحترام حقوق الإنسان . أيها الشباب والشابات ... يا أحرار وحرائر اليمن في كل ساحات الوطن ...يا جماهير شعبنا اليمني الأبي لقد أتاحت لنا وحدة 22مايو 1990م السلمية التي كان صناعها الحقيقيون هم أبناء المحافظات الجنوبية وقياداتها والمخلصين من أبناء اليمن كافة، أتاحت لليمنيين فرصة تاريخية عندما ارتبطت بالديمقراطية والتعددية السياسية ، وللأمانة والتاريخ لم تكن القيادة حينها جاهزة للديمقراطية، وكانت تلك التجربة بحاجة إلى قائد وطني يرعاها ويحافظ عليها ويوفق بين أطرافها، ولسوء طالعنا شاءت الأقدار أن تتحقق الوحدة وعلي عبدالله صالح رئيساً لدولة الشمال فحصل بذلك على مكانة لم يرقى إلى مستواها استثمرها لخلط كل الأوراق ، والوقيعة بين كل الأطراف، ودفع بالبلاد سريعاً نحو حرب 1994م وبدلاً من أن يحافظ على الوحدة ويبني دولة موحده نموذجية يقتدي بها الآخرون ، عمد إلى بناء أسرة متسلطة، وحكم المحافظات الشمالية بالاستبداد والمحافظات الجنوبية بالاستعمار، وذهبت الديمقراطية أدراج الرياح وأصبح التداول السلمي للسلطة أكذوبته الكبرى ، بالرغم من أن الرؤساء السابقين لليمن بشطريه جميعهم ومعهم رفاق دربهم المناضلين قدموا أرواحهم من أجل تحقيق الوحدة ، لكن علي عبدالله صالح فرط بها ، ولم يكبر مع كبر حدث الوحدة ، عندها لم يجد الشعب بداً من رفع شعار التغيير ضد التشطير الذي كان يقود صالح اليمن إليه ، فهب اليمنيون قاطبة من أجل الحفاظ على وحدتهم وتحقيق التغيير . أما الشرعية الدستورية التي يرددها كقميص عثمان ، ويتذرع بها لقتل أبناء شعبنا، فليست سوى القوة الغاشمة المنفلتة من أية ضوابط قانونية أو أخلاقية أو وطنية ، القوة التي وضعت البرلمان والحكومة والقضاء والإعلام والبنك المركزي وكل موارد الدولة في قبضته شخصياً ، فعن أي شرعية دستورية يتحدث هذا الرجل. أيها الشباب... أيتها الشابات... يا أبناء شعبنا اليمني الحر في الشمال والجنوب في الداخل والخارج. أنتم اليوم على موعد مع التاريخ... وليس أمامكم من خيار سوى خيار الحرية والحياة الكريمة، ولا يمكن لأياً كان أن يتحكم بأقداركم وان يحول وطنكم إلى مزرعة انتم فيها عبيد. لقد خرجتم إلى الساحات ، وكسرتم حاجز الخوف وأسقطتم علي عبدالله صالح يوم الثامن عشر من مارس، يوم جمعة الكرامة، ومنذ ذلك التاريخ ونظامه ينضح بحقده وزيفه ونزعة انتقامه، لكنه لم يعد يستطيع أن يحكم ، ولا أمل له في ذلك ، وأضحى العالم كله يعرف اليوم هذه الحقيقة، ويعبر عنها بطرق مختلفة ، ولا بد للثورة السلمية أن تنتصر ، وليس أمامها إلى أن تنتصر بسلميتها ، وكلما ارتفعت فاتورة الانتصار ، سقطت الضمانات وارتفعت فاتورة هزيمة القتلة . وإننا إذ نؤكد التزامنا نصاً وروحاً بالقرار 2014 الصادر عن مجلس الأمن الدولي ، إلاّ أننا نطالب المجتمع الدولي أن يحمي قراره من خروقات وتجاوزات علي عبدالله صالح وكتائبه، وأن استمرار مماطلته وعدم التوقيع وتسليم السلطة يهدد نسيج اليمن الاجتماعي والثقافي والسياسي والجغرافي، ويعقد الأمور وعندها سيصعب الحل. أيها الأحرار... أيتها الحرائر... يا أبناء شعبنا اليمني العظيم. هناك من يعتقد أن ثورتكم المباركة معرضة لاحتمالات السرقة بعد سقوط النظام ، ومثل هذه المخاوف لا تنطلق من فراغ، فثورة سبتمبر سرقت، وكذلك ثورة أكتوبر ، ووحدة 22مايو السلمية سرقت أحلامها، وعلى ثورتكم السلمية الحالية أن تعيد كل هذه المسروقات إلى أبناء شعبنا، وأن تحصنها وتحصن نفسها من احتمالات السرقة في المستقبل، ومن باب المساهمة في تحصين الثورة قد أعددنا رؤية عملية واضحة لم نتحيز فيها لفئة أو جهة أو حزب فاليمن كلها بلادنا، واليمنيون هم عشيرة واحدة، وجميعهم سيجدون أنفسهم إن شاء الله في هذه الرؤية، بما في ذلك المرأة والمهمشون ، ونطالب كل مكونات الثورة الشبابية الشعبية السلمية المساهمة في إنضاج هذه الرؤية، فاليمن بيتنا جميعاً ، وعلينا جميعاً أن نشارك في ترتيب هذا البيت ، وليس أمامنا خياراً آخر ، وعلينا أن نقبل ببعضنا البعض ، وان نساعد أنفسنا قبل أن نطلب مساعدة الآخرين ، والمهم أولاً إسقاط بقايا هذا النظام، وهذا هو هدفنا وغايتنا جميعاً... أيها الأحرار والحرائر في المؤتمر الشعبي العام وأحرار القوات الخاصة والحرس الجمهوري والأمن المركزي وكل أحرار الوطن. نناشدكم الله ونناشد ضمائركم أن تحكموا عقولكم، وتقفوا مع مطالب أبناء شعبكم وإخوانكم في عموم ساحات الوطن ، وان لا تنجروا وراء رغبات الفرد المتسلط، الذي لا يزال حتى اللحظة يطالب بضمانات له ولأسرته، وسيترككم في نهاية المطاف لتواجهوا مظالم جرائمه وتتحملون المسئولية الجنائية والدينية والتاريخية عنه ، وسيحاول أن يفلت من العقاب بعد أن يستنفذ كل وسائله وستبقون أنتم لوحدكم في مواجهة مظالم أبناء شعبكم، إنه يريد أن يشوه تاريخكم ومواقفكم مع أبناء شعبكم ووطنكم. ختاماً: نكرر التهنئة لكافة جماهير شعبنا بهذا العيد المبارك ، سآئلين المولى عز وجل أن يعيده على شعبنا وقدت تحققت آماله وتطلعاته بانتصار ثورته السلمية وبناء دولته المدنية الديمقراطية الخالية من الإرهاب والتمايز في المواطنة والحقوق والواجبات ، وليكون اليمن منارةً مشرقةً بالحرية والديمقراطية ، وقلعة راسخة للعدل والمساواة، وبلدة طيبة عامرة بالأمن والأمان والخير والازدهار ، كما نسأله سبحانه الرحمة والغفران لكل شهداء ثورتنا الأبرار وأن يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ، إنه سميع مجيب. وكل عام وأنتم بخير... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته السبت 5/11/2011م