الرئيس رحل، لم أر الفرحة على وجه أحد في ساحة التغيير بهذه المناسبة، تعبت القنوات ومكبرات وهي تحاول أن تجمع عشرات يحتفلون برحيل الرئيس الذي يطالب اليمنيون برحيله منذ عام في الساحات، لكي تقدم مادة إعلامية للمشاهدين عن اليمن. لقد استطاع، القاتل المخلوع، والغرب، وحلفاء الشر، والأصدقاء الجبناء، والثوار اللؤماء، أن يصلوا بنا إلى حالة يأس للدرجة التي لم تعد فيها الأحزان تحزننا ولا الأفراح تفرحنا... المشترك بدأ بإخلاء الساحة ساحة التغيير التي هي في ظلام دامس، حتى الكهرباء العمومية لا تصل إليها، والمعتصمون يرتعدون خوفاً من الخطوة القادمة التالية للكهرباء، والتي ينويها المشترك لإخلاء الساحة.. لم تعد لديهم بيوت ولا حتى ما يوصلهم إلى البيوت.. لقد باعوا كل شيء، واستلفوا كل شيء.. ولم يعد بيدهم شيء.. لقد صنع صوت الرصاص في حوالى الساعة الثانية عشرة فرحة عارمة في صدورهم، فعودة الحرب ربما تصنع فرصاً ومخارج أخرى غير هذا المخرج "المدعّس" الذي سيعيدهم إلى البيوت كمدانين تعرضوا للسجن لمدة عام وعادوا ولم تعد حتى ملامحهم.. وشكراً لتوكل كرمان التي يشعرنا وجودها بالقوة، لقد بدأت اليوم ببناء خيمتها بالطوب، ما يعني أنها لن تذهب مع المشترك الذي يقول إن الثورة انتصرت، وإنهم وصلوا السلطة وإن المسألة مسألة وقت وخطط لتطفيشنا من الساحات، وحوار مع الحوثي، وشباب الإصلاح في الساحات. أما الثوار الذين خرجوا بأوامر من ضمائرهم، إن لم يتم تطفشيهم فسيقتلهم بقايا النظام أو الإصلاحيون أو الحوثيون.. بقاء الساحة ليس مطلباً أبدياً، ولكن إخلاء الساحة عن طريق التطفيش هو طغيان أكبر من طغيان علي عبدالله صالح.. تحاوروا مع الشباب والناس، وليس مع أعضاء أحزابكم.. هناك بند في المبادرة الخليجية بلجنة للتحاور مع الشباب، هل سيتحاورون مع أحزابهم؟ أنا لم أخرج للتدعس سنة في الشوارع وأخسر كل ما أملك حتى دمي وشعري ولون وجهي، في انتظار أن يصل المشترك للسلطة ويبدأ بتطفيشي من الساحة.. بدون أي احترام على الأقل. أيها الحقراء.. أيها المرضى.. لقد سقط علي عبدالله صالح مدحوراً عندما استهان بكم وبنا.. وأنتم سوف تحترقون إذا استهنتم بنا.. والله أن حقدنا عليكم سيكون أضعاف حقدناعلى صالح، لأنكم أصدقاء.. مستعدون لكم، إن فكرتم بالقفز على أحلامنا، وسرقة جهودنا.. ومستعدون للتحول إلى حاقدين ونحن راضون عن أنفسنا... وأنتم الآن تقومون بدور المتحول من مظلوم إلى ظالم دون شعور..