شهد عدد من المناطق السورية أمس، تظاهرات في جمعة "التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم" وقررت دول مجلس التعاون إغلاق سفاراتها في دمشق، فيما سقط قتلى جدد في عمليات أمنية واشتباكات تجاوزوا ال،40 في وقت أعلنت تركيا أنها تبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا وسحب السفير من دمشق، الأمر الذي أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يبحثه بشكل جماعي حالياً، في حين حث مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان المجتمع الدولي على كسر الجمود حول الملف السوري، وحذر من أن أي سوء تقدير قد يؤدي إلى تصعيد من الصعب التعامل معه، ما يفرض العمل بحذر . وسجل العدد الأكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها (شمال)، وحاولت قوات الأمن تفريق بعض التظاهرات عبر إطلاق الرصاص، ما تسبب بوقوع إصابات . وخرجت تظاهرات في القامشلي (شمال شرق)، وحمص (وسط)، وفي دمشق . وتعرضت أحياء عدة في مدينة حمص لقصف القوات النظامية، بعد خروج تظاهرات حاشدة في المدينة، وتعرضت مدينة الرستن في ريف حمص لقصف عنيف استهدف المنازل، وشهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة، وقتل 15 شخصاً، بينهم 7 في ريف دمشق، وواحد في ريف حمص، وآخر في دير الزور (شرق)، وشخصان في حماة (وسط)، وفي درعا (جنوب)، قتل 4 منشقين . في غضون ذلك، أعلن أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، ليل الخميس/ الجمعة، أن دول المجلس قررت إغلاق سفاراتها في دمشق، احتجاجاً على "تمادي النظام السوري في القتل والتنكيل بالشعب السوري" . دولياً، كشف دبلوماسيون أن مبعوث عنان دعا مجلس الأمن الدولي إلى الوحدة وكسر الجمود لدعم جهوده لإنهاء العنف في سوريا . وقال عنان في مؤتمر صحفي عقده في جنيف إن فريقاً من الأممالمتحدة سيزور سوريا في عطلة نهاية الأسبوع الحالي (الاحد) لإجراء محادثات مع الرئيس الأسد . وتمنى عنان أن يتم منح الوفد جميع التسهيلات اللازمة . وأشار المبعوث الدولي إلى أنه ينبغي معالجة الوضع بحذر شديد، وأي سوء تقدير يؤدي إلى التصعيد سيكون من الصعب التعامل معه . وقال الدبلوماسيون إنه قال في اجتماع مغلق للمجلس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إنه كلما زادت قوة رسالتهم في دعم جهوده للتفاوض بشأن وقف إطلاق النار، كانت فرصه في تغيير محركات الصراع أفضل . ودعاهم إلى توحيد موقفهم حيال النظام السوري . وأضاف أنه "يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للآمال حتى الآن"، وأن "مقترحاته الواردة في ست نقاط" تبقى مطروحة للبحث . وقال عنان للصحافيين في جنيف "نعم نميل إلى التركيز على سوريا لكن أي سوء في التقدير يؤدي إلى تصعيد كبير سيكون له تأثير في المنطقة وسيكون من الصعب للغاية التعامل معه" . وأضاف أن محادثاته مستمرة مع الحكومة السورية بشأن وقف العنف . وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان إنه سيوفد فريقاً إلى دمشق الأسبوع الحالي لبحث اقتراح بنشر مراقبين دوليين هناك . وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تبحث إقامة "منطقة آمنة" أو "عازلة" على الحدود مع سوريا . وأضاف أنه قد يسحب السفير التركي من دمشق بعد عودة الرعايا الأتراك في سوريا إلى أرض الوطن، بعدما دعت وزارة الخارجية التركية كل رعاياها في سوريا للعودة بأسرع ما يمكن، لافتة إلى أن أنشطة قنصليتها في دمشق ستتوقف في 22 مارس/ آذار . وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تحاول من خلال اتصالاتها مع الحكومة السورية، دفع دمشق إلى التعاون بشكل كامل مع عنان . وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بأن "هناك معارضين يضعفون المعارضة بشكل خطر، طالما أنهم مستمرون في التمزق، نفعل ما بوسعنا لجمعهم حول المجلس الوطني" . وتابع أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتجاوز الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ليحث على الانتقال السياسي . وقال مايكل مان الناطق باسم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن جدول أعمال التكتل لا يتضمن إجراء مشتركاً لسحب سفرائه من سوريا، و"ستبقي الممثلية على وفد الاتحاد الأوروبي في دمشق" . من جهة أخرى، عبّرت الولاياتالمتحدة عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوية الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، وحذرت من أنها قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات .