توفي الزعيم الشيعي البارز عبد العزيز الحكيم رئيس "المجلس الإسلامي العراقي" عن 59 عاما، في أحد مستشفيات إيران حيث نقل منذ فترة أيام لتلقى العلاج بعد إصابته بالسرطان. وانتقل الحكيم إلى إيران منذ أشهر بعد اكتشاف اصابته بسرطان في الرئة وأدخل بشكل طارئ الأسبوع الماضي إلى أحد مستشفيات طهران إثر تدهور حاد في صحته. وتكرر تدهور صحة الحكيم خلال الأسابيع الماضية. وقال عباس العامري مدير مكتب النائب همام حمودي العضو البارز في المجلس الأعلى إن "الوفاة حدثت في أحد المستشفيات الخاصة في طهران". وأضاف أن "جثمان الحكيم سينقل غدا إلى بغداد بعد مروره بمدينة البصرة (جنوب)، ثم إلى مدينة النجف حيث مثواه الأخير". وقطعت قناة العراقية الحكومية الرسمية وفضائية الفرات التابعة للمجلس الأعلى بث برامجها واقتصرته على القرآن. وعرف الحكيم كأحد رجال الدين والسياسة الشيعة واسعي التأثير، وهو يرتدي زيا عربيا وعمامة سوداء، فيما يعتبره الشيعة رمزا ل"سلالة أهل البيت". وولد الحكيم في النجف (جنوب) وهو نجل آية الله محسن الحكيم. وكغالبية علماء الشيعة، غادر إلى إيران عام 1980 خلال الحرب العراقيةالإيرانية (1980-1988) برفقة شقيقه محمد باقر الحكيم الذي تولى رئاسة المجلس الأعلى بعدها. وعاد الحكيم إلى العراق بعد دخول الاحتلال الأمريكي إليه في مارس 2003. وتولى رئاسة المجلس الأعلى بعد مقتل شقيقه محمد باقر الحكيم في أغسطس من العام نفسه. وتولى الحكيم نهاية عام 2003، رئاسة مجلس الحكم الذي شكله "الحاكم المدني" للاحتلال الأمريكي بول برايمر، كأول تشكيلة حكومية بعد سقوط نظام صدام حسين. وعرف الحكيم بتقديم الشكر للرئيس الأميركي السابق جورج بوش عندما استقبله في ديسمبر 2006، حيث شكره على "مساعدة" العراق على التخلص من النظام الدكتاتوري، في إشارة لنظام صدام حسين. ويمثل فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى، ومارس الفيلق عمليات مسلحة استهدفت السنة بالأساس وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير آلاف آخرين. وألحق الحكيم عناصر الفيلق بقوات الأمن العراقية، وهو ما مكنه من إحكام سيطرة الشيعة على المؤسسات العسكرية في البلاد. كما أن الفيلق مسؤول عن أعمال العنف التي اجتاحت العراق خلال عامي 2006 و2007. وفرض المجلس الأعلى سيطرة مطلقة على المحافظات الشيعية العشر التي تنتشر في وسط وجنوبالعراق. والحكيم معروف بعلاقاته الوثيقة مع إيران وكان يرأس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق الذي تأسس في 1982 في إيران كحركة معارضة عراقية في المنفى. وتترك وفاة الحكيم أزمة كبيرة داخل المجلس خاصة وأنه رشح نجله عمار لخلافته، فيما يعارض قياديون كبار بالمجلس الأعلى ذلك. موضوع متعلق اختفاء عبد العزيز الحكيم شائعة عن مرضه المُمِيت