حذر زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين)، عبد الملك الحوثي، يوم الأحد، السلطات اليمنية من الدخول في حرب في مواجهة جماعته، وذلك بعد أسبوع من اندلاع مواجهات مع الجيش في محافظة عمران، شمالي العاصمة صنعاء. وقال الحوثي، في الذكرى العاشرة لمقتل شقيقه ومؤسس الجماعة، حسين بدرالدين الحوثي، "نحذر ثم نحذر ثم نحذر من الزج بالجيش في حرب سياسية جديدة"، بالتزامن مع افتتاح ضريح ضخم لمؤسس الجماعة، في منطقة مران، كان مثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف الحوثي في كلمته عبر قناة "المسيرة"، "نؤكد على أن الزج بالجيش في الصراعات الداخلية يعد انقلاباً على مبادئ الحوار الوطني". كذلك أشاد الحوثي بموقف وزير الدفاع، اللواء محمد ناصر أحمد، والرئيس عبد ربه منصور هادي، وذلك "لعدم انجرارهم وراء بعض القوى في الزج بالجيش في حروب داخلية". وأضاف: "نذكر الحكومة أن حبر اعتذارها عن الحروب الست لم يجف بعد". كما جدد الحوثي دعوته إلى تغيير لجنة الانتخابات، لأن اللجنة الحالية، أصبحت "مخترقة لصالح حزب معين وأصبح لعلي محسن الأحمر (مستشار هادي) تأثير كبير فيها"، حسب قوله. في غضون ذلك، وصلت إلى محافظة عمران الواقعة شمالي اليمن بين صنعاء وصعدة، كتيبتان تابعتان لقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) لإسناد لواء الجيش الذي يخوض مواجهات مع مسلحي الحوثيين منذ الثلاثاء. وذكرت مصادر محلية في عمران، ل"العربي الجديد"، أن الحوثيين نقلوا بدورهم، عتاداً كبيراً من مقر سيطرتهم في صعدة إلى عمران، يضم 90 مدفعية كانوا استولوا على جزء منها خلال جولات الحروب الست مع الحكومة (2004، 2010). كما أكدت مصادر محلية في عمران، يوم الأحد، أن مواجهات عنيفة تدور في أكثر من منطقة بين الجيش ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين). وقالت المصادر، ل"العربي الجديد"، إن الحوثيين قصفوا يوم الأحد مقر حزب الإصلاح في منطقة "الجنات" في المحافظة، وهو منزل تابع لآل الأحمر. وأضافت أن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح في المواجهات والقصف المتبادل بمختلف الأسلحة. تفكيك ثلاث خلايا في هذه الأثناء، أعلن مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن الأجهزة الأمنية نفذت عمليات نوعية ضد ثلاث خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة "إحداها موجودة في مديرية أرحب، في منطقة بني حكم وقرية بيت العذر". وأضاف أن هذه الخلية كانت مكلفة بتصنيع المتفجرات وتجهيز السيارات المفخخة. كما أشار إلى تفكيك خليتين موجودتين في أمانة العاصمة في حي شملان وشارع تونس، تضم "عدداً من العناصر الإرهابية التي كانت مكلفة بتنفيذ عمليات الاغتيالات والاستهداف لرجال الأمن والجيش وإقلاق الأمن والسكينة العامة للعاصمة". وأوضح المصدر أنه على أثر المعلومات بوجود الخلايا، "نفذت الأجهزة الأمنية والاستخبارية صباح الأحد عمليات نوعية واستباقية استهدفت تلك الخلايا الإرهابية، نتج عنها تدمير ثلاث سيارات تابعة لعناصر التنظيم، إحداها مفخخة، وتدمير براميل تحتوي على مواد متفجرة وأنواع مختلفة من الأسلحة والذخائر كانت بحوزة عناصر الخلية، بالاضافة إلى مصرع عنصرين إرهابيين وإصابة عنصرين آخرين، وإلقاء القبض على مجموعة من العناصر الإرهابي". وأكد المصدر مقتل 2 من عناصر القاعدة وإصابة 4 آخرين بالإضافة إلى اعتقال أعداد أخرى يجري التحقيق معها. وقتل 2 من الجنود وأصيب 4 آخرون أثناء المداهمات. وفي السياق، أكدت مصادر رسمية يمنية مقتل قيادي في تنظيم القاعدة مسؤول عن خلية اغتيالات طالت سياسيين وأجانب في صنعاء. وذكر موقع وزارة الدفاع أن القيادي في القاعدة صالح التيس، المكنّى أبو ياسر، متورط في اغتيال أحد ممثلي جماعة أنصار الله (الحوثيين) في مؤتمر الحوار، أحمد شرف الدين، في يناير/ كانون الثاني العام الجاري، ومواطنين ودبلوماسيين أجانب. وفي حين لم يوضح موقع الدفاع المزيد من التفاصيل، أكد مصدر أمني ل"العربي الجديد"، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "التيس" قتل خلال العملية الأمنية التي نفذتها وحدات من قوات مكافحة الإرهاب في منطقة شِعب أرحب، شمالي العاصمة صنعاء. وأضاف المصدر أن "التيس" مسؤول عن خلية اغتيالات وأن قتلى آخرين سقطوا إلى جانبه. كما تمكنت قوات الأمن من اعتقال 3 على الأقل. وكانت مصادر محلية في أرحب أكدت أن قوات الأمن نفذت العملية في حوالى الساعة 1.30 فجراً وحاصرت المنزل الذي يوجد فيه مشتبه بهم بالانتماء إلى "القاعدة"، واشتبكت معهم حتى الثامنة صباحاً. وأضافت: إن "المنزل كان يتردد عليه أشخاص غرباء من خارج المنطقة". ووقعت العملية بعد ساعات من غارات جوية نفذها الطيران اليمني في منطقة "بيت حكم" في أرحب مستهدفة أحد المشتبه بانتمائه إلى "القاعدة" يدعى توفيق الحكمي، لكنه لم يصب بأذى. وذكرت مصادر غير رسمية أن ضابطاً في جهاز الأمن القومي (أحد فرعي الاستخبارات) قتل في ظروف غامضة في منطقة أرحب. ولم يعرف المزيد من التفاصيل حول ضحايا العملية وظروف مقتل الضابط. وكانت قوات الأمن اليمنية أعلنت في وقت سابق عن مقتل متورط باغتيال فرنسيين في صنعاء بعد ملاحقة مع قوات الأمن.