فاز المرشح بترو بوروشنكو، اليوم الإثنين، بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية التي جرت أمس، من الدورة الأولى، فيما أبدى خصومه في موسكو قبولاً مبدئياً بنتائج الانتخابات، واستعدادهم للحوار. وأعلنت اللجنة الانتخابية في أوكرانيا، أنّ بترو بوروشنكو فاز بنسبة 54 في المئة بعد فرز نصف الأصوات، فيما يرتقب أنّ تعلن النتائج النهائية للانتخابات في وقت لاحق اليوم الإثنين. وأضافت اللجنة أنّ رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو احتلت المرتبة الثانية، بفارق كبير بحصولها على 13,12 في المئة من الأصوات، فيما حلّ النائب القومي أوليه لياشكو ثالثاً بحصوله على 8,49 في المئة. أما المرشح الموالي لروسيا سيرغي تيغيبكو، فقد حصل على نسب قليلة جداً من أصوات المقترعين. وفور إعلان هذه النتائج، أكد بوروشنكو أنّه لن "يسمح لأحد" بتحويل شرق أوكرانيا الى ما يشبه الصومال، وذلك في إطار عرضه لأولويات واستراتيجية حكمه لوقف الحرب في الشرق الانفصالي ولقيادة بلاده على طريق الاندماج الأوروبي. وقال بوروشنكو إنّه سيبقي الحكومة الحالية ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك في منصبه. وأضاف بوروشنكو "لا أنوي تغيير الحكومة" الحالية. وأوضح أنّه من المرجح أن يقوم بأوّل زيارة له الى الخارج إلى بولندا في الرابع من يونيو/ حزيران في مناسبة الاحتفالات بالذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال البلاد. وكان بوروشينكو قد أعلن فوزه بالرئاسة في أوكرانيا يوم أمس ليتولى مهمة صعبة للتعامل مع الحركات الانفصالية في الشرق الأوكراني. كما أظهرت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع حصول بوروشينكو (48 عاماً) على نحو 55 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى، التي لم يتمكن خلالها الملايين من التصويت في شرق أوكرانيا المضطرب. وألقى بوروشينكو قطب صناعة الشوكولاتة بثقله وأمواله وراء التمرد الذي أطاح بالرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفويتش قبل ثلاثة أشهر. وبعد انتخاب بوروشنكو رئيساً للبلاد، أعلن الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش الذي لجأ إلى روسيا منذ إقالته في فبراير/شباط، أنّه "يحترم" خيار الشعب. وقال "بمعزل عن المنطقة أو نسبة المشاركة لقد تم الاختيار، واحترم هذا الخيار الذي جاء في أصعب وقتٍ يواجهه وطننا". وحاولت روسيا أنّ تبدي مرونة أكثر في التعامل مع نتائج الانتخابات، وقال وزير خارجيتها سيرجي لافروف إنّ موسكو "مستعدة للحوار" مع السلطات الجديدة في أوكرانيا، غير أنّه حذر من أنّ مواصلة العملية الأوكرانية لمكافحة الإرهاب في الشرق، سيكون "خطأً فادحاً". وقال لافروف إنّ روسيا أدركت تصريحات بوروشينكو حول أهمية تطبيع العلاقات مع موسكو والحاجة إلى بدء حوار مع المناطق الشرقية، وأضاف "نحن مستعدون لبدء حوارٍ مع ممثلي كييف، ومع بيترو بوروشينكو". وأكد "لسنا بحاجة إلى أيّ وسطاء"، في إشارة إلى الدور المحتمل للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مثل تلك المحادثات. وفي الشرق الأوكراني المضطرب، أُغلق المطار الرئيسي في دونيتسك بعدما تعرض لهجوم من قبل عشرات الانفصاليين المسلحين، وفق ما أعلن متحدث باسم المطار. وقال المتحدث دميترو كوزينوف "عند الساعة الثالثة من فجر اليوم، وصلت مجموعة من المسلحين. لم يحصل إطلاق نار لكنهم طالبوا الجنود الذين يحرسون حول المطار بالانسحاب"، مضيفاً أنّ المطار أوقف عمله عند الساعة السابعة صباحاً.
