غادر وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، وقوى أخرى، جيبوتي، بعد تأخرهم لما يقرب من 24 ساعة لأسباب غامضة. وأوضحت مصادر مطلعة، ل "العربي الجديد"، أن الوفد غادر في حوالى السادسة مساء بالتوقيت المحلي، ولم يتسلم المشاركون توضيحاً من الأممالمتحدة حول سبب تأخرهم. في المقابل، نفى رئيس سلطة الطيران المدني المصرية، محمود الزناتي، عبور طائرة الأممالمتحدة، التي تنقل الحوثيين من صنعاء إلى جنيف، مباشرة للأجواء المصرية، مؤكداً أنه: "لا توجد لدينا مشكلة في عبور الطائرة للأجواء المصرية مباشرة، سواء كانت قادمة بشكل مباشر من صنعاء أو أي مطار آخر، بينما لا يمكن أن تهبط طائرات قادمة من اليمن بمطار القاهرة، أو أية مطارات مصرية، إلا بعد هبوطها في مطار بيشه في المملكة (العربية السعودية) مثل كل رحلات الخطوط اليمنية، التي تنفذها منذ فترة من وإلى مطار القاهرة عبر مطار بيشه جنوب المملكة". وقال: "لم نتلق أية طلبات بهبوط هذه الطائرة بمطار القاهرة، أو أية مطارات مصرية، كما لم نتلق أو نرفض طلب عبورها الأجواء المصرية بشكل مباشر". وكانت أنباء قد ترددت مؤخرا عن رفض مصر عبور طائرة الأممالمتحدة للأجواء المصرية، حيث كانت تنقل الحوثيين من صنعاء إلى سويسرا لحضور مؤتمر جنيف حول اليمن، بإشراف الأممالمتحدة. إلى ذلك، واصلت مقاتلات التحالف العربي شن العشرات من الغارات الجوية في محافظة صعدة، شمالي اليمن، معقل الحوثيين، ومحافظات أخرى، فيما لا يزال وفد الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، في جيبوتي، حيث غاب عن افتتاح المشاورات في جنيف. وأفادت مصادر تابعة للحوثيين في صعدة، وأخرى محلية، أن التحالف شن غارات في مديريات "مجز"، و"سحار"، و"ساقين"، و"شدا"، و"رازح"، ومناطق أخرى في المناطق القريبة من الحدود مع السعودية. وبحسب الأنباء، فقد سقط العديد من القتلى والجرحى بعضهم من المدنيين، في الضربات التي تم تكثيفها منذ أيام، بمحافظة صعدة، مع استمرار إطلاق قذائف كاتيوشا ومدفعية من جانب الحوثيين باتجاه السعودية. وشن التحالف غارات على مزرعة في محافظة الحديدة غربي البلاد، وبحسب مصادر محلية فقد شوهدت عربات تابعة للحوثيين تنقل المصابين. كذلك شن التحالف العديد من الغارات في محافظة الجوف، شمالي البلاد، لليوم الثاني على التوالي، بعد سيطرة الحوثيين والموالين لصالح على مركز المحافظة، يوم أمس. واتهمت مصادر محلية الحوثيين، اليوم، بتفجير "دار تعليم القرآن الكريم"، في مدينة الحزم، والتي سيطروا عليها الأحد. في محافظة مأرب، شن التحالف العديد من الغارات على مواقع للموالين للحوثي وصالح، بعد محاولتهم التقدم في منطقة "الجميمة"، وتفيد الأنباء بسقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم لم يحدد عددهم. وأعلن الحوثيون أن القوات الموالية لهم سيطرت على موقع تابع للقبائل في منطقة "نخلا"، وهو ما نفته مصادر قبلية. وفي تعز، اندلعت اشتباكات عنيفة في شارع "الستين" بين الموالين للحوثي وصالح وبين المقاومة الشعبية التي شنت هجوماً وتقدمت باتجاه إدارة الأمن، التي يسيطر عليها الحوثيون في المدينة، في محاولة لفك الحصار عن المناطق التي تقع تحت سيطرة المقاومة وسط المدينة. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع انطلاق محادثات "جنيف" برعاية الأممالمتحدة، حيث جرى الافتتاح بحضور الوفد الحكومي ووفود دبلوماسية ودولية، بينما غاب الممثلون عن وفد الحوثي وحزب المؤتمر وأحزاب أخرى، بسبب تعرقل وصولهم. وبحسب مصادر مقربة من الحوثيين، فإن المشاركين الذين غادروا صنعاء، مساء أمس، ظلوا قرابة 24 ساعة في جيبوتي، وتقول الأنباء المتوفرة، إن التأخر جاء بسبب رفض السماح للطائرة، التي تقلهم، بالعبور من أجوائها باتجاه جنيف.