اغتال مسلحون مجهولون قيادياً في "المقاومة الجنوبية" بمدينة عدن، جنوبي اليمن، مساء اليوم الأحد، في حادثة اغتيال هي الثانية التي تشهدها المدينة اليوم، فيما نفذ الحوثيون وحلفاؤهم في صنعاء حملة اعتقالات للعشرات من معارضيهم في العاصمة اليمنيةصنعاء. وأوضحت مصادر في "المقاومة" بعدن، أن القيادي في "المقاومة" والحراك الجنوبي، حمدي نصر الشطيري اليافعي، اغتيل برصاص مسلحَين اثنين يستقلان دراجة نارية، في منطقة "العلم"، قبل أن يلوذا بالفرار. وتعد حادثة اغتيال الشطيري هي ثاني عملية اغتيال تشهدها مدينة عدن خلال أقل من 12 ساعة، إذ شهدت المدينة صباحاً اغتيال مدير عمليات أمن عدن، العقيد عبدالحكيم السنيدي، برصاص مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية في منطقة "المنصورة" أثناء خروجه من منزله. وشهدت عدن حادثة ثالثة، تمثلت بهجوم مسلحين أطلقوا الرصاص على مقر قيادة محافظة عدن المؤقت، وتحديداً مكتب وكيل المحافظة، أحمد سالمين، الذي لم يكن موجوداً في المكتب، وأسفر الهجوم عن إصابة مدير مكتبه، ويدعى أحمد عمر، وشخص آخر يدعى محمد الجعيملاني. وتأتي هذه الحوادث بعد أيام من بدء السلطات المحلية في عدن و"المقاومة" الجنوبية تنفيذ خطة انتشار أمني في المدينة، إلا أن حادثتي الاغتيال مؤشر على استمرار التعقيدات الأمنية. وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن حادثتي الاغتيال والهجوم على مكتب وكيل المحافظة، ترجّح مصادر محلية وقوف تنظيم "القاعدة" وراء العمليات، أو بعضها على الأقل، حيث كان التنظيم قد حذّر، حسب المصادر، في منشورات سابقة، من العمل مع الأجهزة الأمنية. وفي مدينة تعز، أعلن المتحدث باسم المجلس التنسيقي ل"المقاومة الشعبية"، رشاد علي الشرعبي، أن 33 قتيلاً من عناصر مليشيات الحوثيين والرئيس السابق، بالإضافة إلى مدنيين اثنين وثالث من "المقاومة"، سقطوا في المواجهات الدائرة بالمدينة خلال ال24 ساعة الماضية. وأوضح الشرعبي، في بيان مساء الأحد، أن 33 من الحوثيين قتلوا وأصيب 25 آخرون وسقط قتيل واحد من "المقاومة" وأصيب 23 في المواجهات التي دارت في منطقة "وادي الضباب" ومنطقة "الكمب" بالقرب من منزل الرئيس السابق ومنطقة "ثعبات". وأشار الناطق باسم المجلس إلى أن "المقاومة" أفشلت محاولات المليشيا المتكررة لاستعادة منطقة "ثعبات" ومنزل "المخلوع"، واستخدمت خلال هجماتها مختلف أنواع الأسلحة بالتزامن مع القصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات والكاتيوشا، كما أفشلت محاولة لاختراق جبهة حيي "الدحي" و"المرور". وواصلت المليشيات، حسب الشرعبي، قصفها العشوائي بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر من مواقع تمركزها في "الجند" وجبل "أومان" والمركز التدريبي ب"الحوبان" مستهدفة أحياء "الأجينات" و"المدينة القديمة" و"الموشكي"، و"الحوض" و"البعرارة" وقلعة "القاهرة" التاريخية، وقتل اثنان وأصيب خمسة من المدنيين جراء هذا القصف. وفي صنعاء، نفّذ الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح، حملة اعتقالات، الأحد، طالت العشرات من الأشخاص، في مناطق "السنينة" و"شارع الستين" و"مذبح". وحسب شهود عيان تحدثوا، فقد انتشر الحوثيون ب"أطقم" وسيارات مدرعة في مداخل قرب منطقة "السنينة" و"شارع الستين" بالتزامن مع تنفيذ الاعتقالات. وكان الحوثيون وحلفاؤهم كثفوا حملات الاعتقال التي تطاول معارضيهم في الفترة الأخيرة، في ما بدا محاولة للحد من نشاط المعارضين وضمن إجراءات استباقية لمنع تفجر أي مقاومة مسلحة ضد الجماعة في صنعاء.