أفادت مصادر صحفية أمس بأن الحكومة الأفغانية وافقت على إطلاق سراح أربعة من متمردي حركة طالبان المعتقلين، في محاولة لتسوية أزمة الرهائن الكوريين الجنوبيين ال22 المحتجزين لدى طالبان. ويواصل برلمانيان أفغانيان -أحدهما عبد السلام رقيتي الذي كان من قادة طالبان في السابق- وعدد آخر من الشيوخ والزعماء المحليين، التباحث مع طالبان للإفراج عن الرهائن. ومددت الحركة إلى أجل غير مسمى مهلة قتل الرهائن الكوريين الذين تحتجزهم منذ 19 يوليو الجاري. من جهته صرح حاكم ولاية غزني معراج الدين باتان أن الخلافات بين خاطفي الرهائن أدت إلى تمديد مهلة قتلهم إلى أجل غير مسمى بعدما انقضت ظهر الجمعة. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن باتان قوله إن الخاطفين مددوا المهلة لإتاحة وقت للمباحثات بينهم لأنهم لا يزالون يرفضون الاجتماع بمندوبي الحكومة الأفغانية. وقال عضو فريق التفاوض مع طالبان خواجه محمد صديقي إن الخاطفين مختلفون في وجهات النظر وإنهم يريدون مزيدا من الوقت لتسوية هذه الخلافات. من جانب آخر قال مسؤول بارز في الحكومة الأفغانية ينتمي لجماعة الوساطة إن بعض الخاطفين يؤيدون قبول فدية مالية مقابل إطلاق الرهائن. وكان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تعهد بعدم مبادلة سجناء برهائن بعدما تعرض لانتقادات بعد الإفراج عن خمسة من أعضاء طالبان في مارس الماضي مقابل الإفراج عن صحفي إيطالي. ولكن كرزاي والوزراء الأفغان التزموا الصمت طوال محنة الرهائن الكوريين الجنوبيين. وسبق الإفراج تهديد حكومي باستخدام القوة ضد طالبان إذا فشلت المفاوضات في إطلاق الرهائن دون شروط. وقال منير منغل نائب وزير الداخلية "نؤمن بالمحادثات وإذا فشل الحوار سنلجأ إلى وسائل أخرى". وأجاب ردا على سؤال عما إذا كان هذا يعني استخدام القوة، قائلا بالتأكيد. وحددت طالبان سلسلة من المهلات الزمنية للحكومة الأفغانية كي توافق على الإفراج عن عدد من سجناء الحركة ولتطلق هي بدورها الرهائن الكوريين. وقال المتحدث باسم طالبان قاري محمد يوسف أمس الأول إن الحركة لن تصدر أي مهلة زمنية أخرى، كما ذكر أن كابل قدمت ضمانات بالإفراج عن سجناء طالبان ضمن اتفاق تبادل. وتجري التطورات في ملف الرهائن بالتوازي مع مقتل جنديين أميركيين وإصابة 13 آخرين في هجوم شنته حركة طالبان في ولاية نورستان شرق أفغانستان. وأعلنت قوات إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) في بيان أن مروحية مقاتلة من طراز أباتشي هبطت اضطراريا في ولاية كونر المحاذية لباكستان. وأكد حاكم الولاية تميم نورستاني أن جماعة من طالبان التي رفعت من وتيرة هجماتها على قوات التحالف الغربي جنوب وشرق أفغانستان، شنت هجوما على هذه القوات في مقاطعة كامديش عاصمة الولاية مما أشعل مواجهة شرسة بين الجانبين. وكانت قوات إيساف التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد أعلنت أن ثلاثة من جنودها قتلوا الجمعة في جنوب وشرق أفغانستان. وأورد بيان إيساف أن جنديا قتل في الجنوب حيث المعارك يومية، في حين قتل آخران في الشرق خلال معارك عنيفة أسفرت أيضا عن جرح 13 جنديا. ويرتفع بذلك عدد القتلى من جنود ايساف والتحالف في أفغانستان منذ مطلع السنة الحالية إلى 124 مقابل 191 جنديا أجنبيا قتلوا عام 2006 في إطار المهمة بأفغانستان وفي السياق قال متحدث باسم قوة حلف شمال الأطلسي إن 50 مسلحا من طالبان قتلوا، منهم 25 سقطوا في مقاطعة كامديش.