ضبابية الفكر العربي أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن بشأن حال الفكر العربي المعاصر وما وصل إليه من ضبابية واضحة واختراق لمعالمه الأصيلة نتيجة لجملة من الأسباب والمتغيرات السياسية الدولية التي فرضت حالة من التخبط الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني عموماً في سياق حركة (العولمية) التي عصفت بالعالم وجعلت منه (قرية صغيرة). ولاشك في أن المثقف العربي أو لنقل (قادة فكر المجتمع العربي) بشكل عام لازالوا يعانون من الصدمة النفسية التي أحدتها (إعصار العولمة الثقافي) من خلال مختلف مفاعيله وأدواته التي أحدثت شرخاً كبيراً في (جدار العقل) و (مفاصله الرئيسية) واغتصبت الكثير من خصوصيته ومعتقداته وتاريخه وموروثاته الحضارية والإنسانية لتدخله في زقاق مشكلات كونية لا نهاية لها وتعقيدات وتباينات فكرية جاءت من رحم هذه المشكلات التي رسخت التعقيدات والتباينات لتغرق المثقف العربي في مستنقع تحالفات سياسية (مجنونة) أبعدته عن مهمته الأساسية في الحفاظ على ثوابتنا وخصوصية فكرنا وثقافتنا العربية الرائدة، والسباقة في سياق حركة المد الفكري والحضاري للإنسانية عموماً. ولا يمكن تجاوز كل هذه المعضلات والارتقاء إلى مساحات أكثر إشراقاً ونماء لواحات الفكر العربي المعاصر الا بتضافر كل الجهود والإمكانات والطاقات العربية وعلى مختلف الصعد والمحاور نحو ترسيخ مفاعيل وآليات العمل العربي المشترك والاعتراف بواحدية الثوابت والاتجاه في ظل احترام الديمقراطية والحريات وحق المعتقد الفكري وفق خصوصيتنا وبيئتنا وهويتنا الثقافية بما لا يجافي احترام ثقافات الشعوب وحقها في تعزيز وترسيخ قيمها ومعتقداتها وأدبياتها. المثقف العربي وقضيته الأولى تزداد الضغوط والهموم على المثقف العربي وبشكل متنامٍ وسريع يستنزف طاقاته الفكرية والإبداعية في ظل مشكلات سياسية واقتصادية واجتماعية لا نهاية لها، وعلى الدوام يظل المثقف العربي مسكوناً بهذه الهموم يبحث عن السبل الممكنة لتجاوز هذه المشكلات التي تتسع بأتساع هذا الكون .. وكأنه يعيش في التحدي للولوج الى مساحات أفضل تسمح له بتحسين حياته الخاصة وتفعيل دوره الحضاري في الانتصار لقضاياه المجتمعية ومكانته في رسم ابتسامة على شفاه شعبه وأمته. إن المثقف العربي مطالب دائماً وابداً بالخروج والتحرر من جملة مشكلاته وهمومه الحياتية الشخصية بكل السبل والغوص والإبحار المستمر في محيط مشكلته (الأم) قضية الشعب العربي الفلسطيني .. آخر الشعوب القابعة تحت نير الاحتلال .. على المثقف العربي أن يواصل السير على هذا الدرب وأن لا يتوقف ابداً عن أي شكل من أشكال العطاء لأخوانه الفلسطينيين مهما بلغ حجم التحديات والعقبات. فضائيات تروج للفياجرا قنوات عربية كبيرة تسهم في تنمية وعي الإنسان وإدخاله مساحات لاكتساب والعلم والتثقيف والمعرفة وتذهب به في بعض فقراتها إلى عالم الخيال والمتعة والترفيه بلغة إنسانية خلاقة، وعلى النقيض تماماً وفي الاتجاه المعاكس نجد قنوات كثيرة أفرطت في عرض منتجاتها من (اللحم الرخيص) وكان هذه القنوات تلعب دور شركات دعاية وإعلان للترويج لبعض أنواع الفياجرا. محبوب الحمير حقاً إننا في زمن الابتذال والإسفاف و(الفن الرخيص) فها هو يخرج من بين فنانينا المحترمين جداً فنان يهيم في عالم الحمير والأغنام الحساسة حيث يغني أغنية بحجم أسمه (الصغير) ومطلعها يقول: بحبك يا حمار .. أعتقد أن هذا (المترب العاطفي) أصبح محبوباً لكل الحمير. لجنة استماع بالتلفزيون والإذاعة في كل بلاد الله هناك لجنة للاستماع للفنانين الجدد في التلفزيون والإذاعة على السواء .. مهمة هذه اللجنة كما نعرف الاعتراف بالأصوات الغنائية الشابة والسماح لها بإذاعة أغانيها عبر شاشة التلفزيون وأثير ومكرفونات الإذاعة .. أتساءل هل هناك لجنة استماع في التلفزيون والإذاعة المحلية .. طبعاً الإجابة .. لا يا ولدي ! المرأة .. تتفوق في القصة اليمنية لاحظت تفوقاً كبيراً للمرأة اليمنية في مجال القصة عددياً .. فالمبدعات اليمانيات في هذا السياق يتنافسن ويتسع أفق عطائهن الإبداعي بنسق فكري يغلب عليه طابع (الجرأة) والاقتحام لدواخل وعي المجتمع الإنساني بشكل يجافي نظرة العادات المتخلفة والرؤى المحنطة.. وثبات رائعة للمرأة اليمنية والفتاة في هذا السياق الأدبي العتيق والجميل وهو أقدم مظاهر العمل الإبداعي. عرفات .. في ذاكرة المثقف العربي أختلف مع الذين يقولون إن المفكر السياسي والمجاهد الجسور ياسر عرفات غادر واقعنا السياسي والثقافي والإنساني فعرفات يظهر كل يوم في خيوط الشمس .. إنه النور والذي ينساب في دمائنا العربية وابتسامات الأطفال التي تمنحنا الشعور بمعاني الحياة .. إنه عرفات القضية والمصير العربي الفلسطيني .. عرفات الذي مات مبتسماً شامخاً كغصن الزيتون الأخضر .. مات وهو يفتش عن دروب الحياة الكريمة لشعبه وأمته. ياسر عبدالباقي ومازن توفيق .. توهجات المبدعان المثقفان ياسر عبدالباقي ومازن توفيق .. فارسان نبيلان في حقل الشعب والقصة يمتطيان صهوة البذل والكفاح للارتقاء بأوضاع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن .. أتمنى لهما الثبات لمواصلة المسيرة. الأفلام .. تبحث عن دور سينما في اليمن الواقع الفني والإبداعي في العالم يعج بالأفلام والمسرحيات ومظاهر العمل الفني والثقافي والإبداعي المختلفة .. في بلادنا اللهم لا حسد يحدث عكس هذا تماماً .. لا أفلام ولا مسرحيات ولا يحزنون الا في الربيع .. إذا كان لديك جهاز للبث السينمائي فلن يكون هناك دور للعرض أو البث الا في بعض الأماكن التاريخية (تراث سينمائي) وهو يعاني من أمراض الشيخوخة وربما الزهايمر .. فمتى يكون لنا دور عرض سينمائية ومسرحية .. متى يكون الاهتمام حاضراً؟!. العمل النقابي في مجال الفن تحسين أوضاع الفنان اليمني في مختلف مساقات العمل الإبداعي مرتبط إرتباطاً وثيقاً بتنامي دور العمل النقابي في حياته كغيره من فئات المجتمع .. فالحقوق الخاصة بهم لا يمكن أن تأتي على طبق من فضة او ذهب ولكن يمكن الوصول إليها عبر بوابة الكفاح النقابي والنضال والسعي الحثيث للارتقاء بأوضاع الفن اليمني بشكل عام الذي تراجع بشكل مخيف بسبب تدني مستوى وعي الفنان.