تحل علينا الذكرى الخامسة والعشرين لأحداث 13 يناير 1986م المشؤومة التي تنكأ الجراح وتعيد للذاكرة مآسي الأحداث الدموية التي سجل فيها الرفاق أكبر وأبشع جريمة قتل وإبادة تلطخت فيها أيادي القتلة بدماء الأبرياء رجالاً وأطفالاً ونساء حيث كان هذا اليوم المشؤوم من أخطر دورات الصراعات الدموية التي كان يعتمد عليها الرفاق للحفاظ على كراسي السلطة ومصالحهم الخاصة كل خمس سنوات على أقل تقدير إبان الحكم الشمولي للجزء الجنوبي من الوطن. إن أحداث 13يناير 1986م كانت الكارثة والفاجعة الكبرى حيث امتزج فيها الصراع السياسي بالمناطقي واتسعت دائرة الصراع واختلطت الأوراق وأصبحت التصفيات الجسدية على الهوية في الطرقات وتم مداهمة المساكن للاعتقالات استعداداً للقتل الجماعي وشحن الجثث بالحاويات لدفنها وإخفائها. ظهرت آنذاك مجاميع غير مألوفة متعطشة للدماء كأنها عصابات متخصصة في التصفية الجسدية والإبادة الجماعية استهدفت النخبة المتميزة خصوصاً المثقفين المدنيين الأبرياء ورجال العلم والسياسة والفكر وعلى وجه الخصوص تلك النخبة المثقفة من فصائل العمل الوطني الديمقراطي اتحاد الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية التي دخلت مع الجهة القومية ( التنظيم السياسي الحاكم ) في اتفاقية وحدة العمل السياسي والحزبي على طريق تأسيس وبناء الحزب الطليعي (الحزب الاشتراكي) الذين لا علاقة لهم بالقوة والعنف ولا لغة السلاح وكانت الجرائم المرتكبة كبيرة بحجم الضحايا الأبرياء الذين تجاوز عددهم العشرة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى وخلفت الكثير من الأرامل واليتامى ولا تزال آثارها شاهدة حتى اليوم على ما اقترفته أيادي الغدر والخيانة بحق الوطن والشعب وهي من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم. وفي ظل الوحدة اليمنية المباركة المشروع النهضوي الحضاري الحديث تحققت الكثير من النجاحات والإنجازات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية الاجتماعية ودارت عجلة التغيير والتطوير التي فتحت الفضاءات الواسعة للتعددية الحزبية والسياسية والتحولات الديمقراطية ولملمة الجروح وساد الأمن والاستقرار في ربوع الوطن اليمني الكبير وعادت كافة القوى الوطنية الخيرة المهاجرة بمختلف اتجاهاتها وانتماءاتها السياسية إلى المرافئ الدافئة للمشاركة في العملية السياسية والبناء التنموي الشامل.. ومن بعد سبات طويل برزت الأصوات النشاز تنعق للخراب وتسعى للقتل والدمار بإثارة الفتن والصراعات الدموية بحنين لماض أليم اعتادت العيش عليه ولكن هيهات هيهات ونقول لهم ليس في كل مرة تسلم الجرة ولن يسمح لأي كائن أن يتطاول على ثوابت الوطن ومصالحه العليا أو المساس بأمنه واستقراره حيث ستتحطم كل المحاولات البائسة على صخرة الأجهزة الأمنية وقواتنا المسلحة البطلة بقيادة ابن اليمن البار قائد مسيرة الوحدة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية. الأمر الذي يستوجب حشد الهمم للاصطفاف الوطني لما فيه المصلحة العليا للوطن بفتح صفحة جديدة بيضاء ترسم عليها خارطة طريق وطنية للبناء والتنمية الشاملة تصفي النفوس من الضغائن والأحقاد وتكرس ثقافة الحب والإخاء والعيش المشترك على أساس من الوفاق والاتفاق تحت ظل شجرة الحرية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ( ثوابتنا الوطنية ) هذه أماني وتطلعات الغالبية العظمى من أبناء الشعب نحو الوطن المعطاء يمن العزة والكرامة والقوة.