الفنان التشكيلي يسلم محمد أحمد بامطرف، له مشواره الفني المتميز الذي بدأه في التسعينات من القرن الماضي، وهو مهندس معماري وخريج معهد الفنون الجميلة بعدن، شارك في العديد من المعارض الداخلية والخارجية، وأقام معارض شخصية منها معرض في فندق عدن وفي مكتبة باذيب ومعرض مشترك مع الفنان الألماني بيرف هنتمان. كما شارك في الملتقى الطلابي التاسع لجامعة جنوب الوادي بدولة مصر العربية والملتقى الطلابي العاشر في جامعة جنوب الوادي. وحصل على دورة في النحت والتصميم في "معهد الفنون" ودورة في النحت البرونزي على يد نحات ألماني، ودورة في الجرافيك على يد فنان فرنسي ودورة في الجدريات "معهد الفنون". مارس هذا الفنان التشكيلي أعماله الفنية بحرية المسؤولية وسلطة الإبداع في بناء الأشكال وفي تشكيل جغرافيا العناصر والوجوه بصورة متعددة الأبعاد والمضامين حسب درجة معرفته لجوانب الصورة. وهو بذلك لا يحاول فصل جغرافيا الوجوه عن جغرافيا السهول والوديان والجبال، فالتضاريس عنده ممتدة من حافة الوجه إلى بطن الجبل مروراً بثنايا البسط والحرائر والأقمشة، وكل هذه التضاريس بالنسبة له، تقبع ليس بعيداً عن رائحة اليد والذرى أنامله عندما يمرر ريشته فوق التعرجات والذرى والمساحات وفوق قمم الأهداب وزوايا الوجنات والخطوط في الجبهة ونهايات الحواجب وثنايا البساط الناعمة اللينة.. بحثاً عن الدفء والطمأنينة والارتواء.. ومن سيطرة الأنامل على كل هذه الخطوط اللينة لتضاريس الوجه والجبل والبساط تطلق شرارة التعبير عنده من حالة التكامل بين الأرواح. روح الإنسان، وروح الشيء، وروح السهل والفراغ، متقمصاً في ذلك شكل الموسيقى والإيقاع والتدرج والهارمونيا بين لون التراب ولون الوجه والسهل وألوان الصوف المشغول باليد الحنون، في محاولة منه لتلحين أغنية تراثية من اليمن. المحصلة إن التأمل الواعي لأعمال الفنان التشكيلي يسلم با مطرف، ومنها أعمال الزخرفة وحالات التصوفية التشكيلية واللونية والحركية يصل بنا إلى الإدراك العقلاني لدور الخزف عنده في التعبير عن مشاعر الإنسان وولائه وارتباطه بالأرض والتاريخ وعن التزامه بالوطن والتراث والتقاليد والقيم عبر فهم جديد لكل هذا. وهو وراء ذلك يقودنا إلى إدراك ومعرفة ما لا يمكن معرفته بالبساطة وبالتلقي المباشر. إذ أن كل لون من ألوانه المعبرة عما يدور في خياله يقودنا إلى إدراك ومعرفة ما لا يمكن معرفته بالبساطة وبالتلقي المباشر. لذلك، فما يهمنا من تجربة هذا الفنان التشكيلي يسلم با مطرف هي تلك الصور والمساحات والرسوم التي تختزن شحنة عالية من الإحساس المحبوس فيه والتي تبرز مواهب هذا الفنان وعمله المتواصل مع جماليات المناظر واللحظة التي يعيشها في الحياة والمكونة لومضة جديدة هي ولادة لوحة قادمة.