إنها شلالات تمتد على طول (2700م ) بشكل نصف دائري ، ومن أصل( 275) شلالا تشكل مجتمعة شلالات (إيغواسو)، ويعتبر منحدر (عنق الشيطان) الأطول إذ يبلغ علوه 80م . تقع شلالات (إيغواسو) بين ولاية (بارانا) البرازيلية ومقاطعة (ميسيونيس) الأرجنتينية وتحيط بها حديقتان وطنيتان (BR / ARG) تغطيهما غابات مطيرة شبه استوائية ، تأويان المئات من أنواع النباتات والحيوانات النادرة والمعرضة للانقراض حيث تلتقي الأرجنتين بالبرازيل . وتتساقط سلسلة من الشلالات فوق هلال من الجروف نحو خانق ضيق في لجة من الرغوة والزبد ، يلقي نهر (إيغواسو ) بنفسه من فوق حافة هضبة بارانا إلى الخانق في الأسفل مطبقا سحبا من الرذاذ تبقى معلقة عاليا فوق الشلالات وترقص أقواس قزح الزاهية الألوان رقصة بالية مفعمة بالحيوية فوق الغلالة الضبابية عندما تتغلغل أشعة الشمس داخل سحب الرذاذ تتدفق المياه في حركة دوامية وتسقط مضطربة فوق الجروف الهلالية الشكل على امتداد خط طول يضم زهاء(275) شلالا تفصلها عن بعضها البعض جزر صغيرة ومنكشفات صخرية وفيما يهوي البعض منها عموديا فوق الجرف و يتحطم بعضها الآخر فوق (الأفازير) الصخرية المتدرجة فكأنها أشبه (بمحيط يصب في هاوية) بحسب وصف عالم النباتات السويسري روبرت شوداد ولدى اقتراب النهر من الشلالات ، ينعطف انعطافة كاسحة ويتسع مجراه ، وتهدر مياهه هديرا كقصف الرعد يمكن سماعه من مسافة (24) كيلوا مترا حين يصل موسم الأمطار الصيفي الماطر إلى ذروته ، وتتدفق من النهر فوق الجروف كل ثانية كمية من المياه تكفي لملء ما يقارب أربع برك سباحة أولمبية ويسقط شلال يونيون ، وهو أعلى شلالات (إيغواسو) في هوة رائعة تعرف باسم (حلق الشيطان) وقد حفرها النهر بمحاذاة صدع جيولوجي ينعطف عند نهايته مجرى النهر بزوايا قائمة قبل أن يندفع عبر الجنادل ليتحد مع نهر بارانا،و تحوم في المكان آلاف من طيور السمامة وتنقض بسرعة نحو سطح الماء . يوجد في كل من الأرجنتين والبرازيل متنزه وطني متاخم للشلالات و يوفر المنتزة البرازيلي ( كوريتيبا) ، مشهدا بانوراميا رائعا لشلالات بكاملها ، وهذا المشهد يكون بغاية الروعة عند تباشير ضوء الصباح ويمكن مشاهدة الشلالات من قرب أكثر من الناحية الأرجنتينية ولا يقتصر تمتع زوار المتنزه على شلالات (إيغواسو) فحسب ، فهناك فرصة نادرة للسير عبر غابة مطيرة مشابهة لتلك الموجودة في الأمازون .