وصل قطار كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة لكرة القدم إلى محطته الأخيرة حيث يقام النهائي المرتقب بين منتخب اليابان بطل القارة في ثلاث بطولات سابقة ونظيره الاسترالي الوافد الجديد على الكرة الآسيوية والذي يأمل أن يتوج باللقب الآسيوي لأول مرة في تاريخه ليكون خير هدية للشعب الاسترالي من جيل من اللاعبين شارف عدد كبير منه على الاعتزال. ولاشك في أن مباراة اليوم أفضل ما يطلق عليها أنها مواجهة بين الخبرة والنضج الكروي من جهة والشباب والسرعة الفائقة من جهة أخرى فالمنتخب الاسترالي صاحب أعلى معدل عمري في البطولة « 30 عاماً» يدخل المباراة معتمداً على خبرة عدد كبير من اللاعبين أمثال مارك شوارزر حارس فولهام الإنكليزي «38 عاماً» ولوكاس نيل مدافع غلطة سراي «32 عاماً» وتيم كاهيل لاعب وسط إيفرتون «31 عاماً» وهاري كيويل لاعب وسط غلطة سراي «32 عاماً». في مواجهة منتخب اليابان الأصغر منه عمراً «متوسط أعمار لاعبي المنتخب الياباني يبلغ 25 عاماًٍ» والذي يعتمد على عناصر صغيرة السن وسريعة تتسم بالأداء القتالي وبالقتال طوال المباراة، ومن أهم وجوه هذا المنتخب الشاب المدافع يوشيدا لاعب فينلو «22 عاماً» وشيزوكي هوندا لاعب سيسكا موسكو «24 عاماً» وماكوتو هاسيبي لاعب وسط فولفوسبورغ الألماني «26 عاماً» وأتسودو يوشيدا مدافع شالكه الألماني «22 عاماً». كما أن مواجهة اليوم هي صدام بين أقوى قوتين هجوميتين في البطولة حالياً إذ أن المنتخبين سجل كل منهما 13 هدفاً في المنافسات حتى الآن، علماً بأن دفاع المنتخب الاسترالي هو الأقوى إذ لم تهتز شباكه سوى مرة واحدة مقابل ستة أهداف استقبلتها شباك المنتخب الياباني. المنتخبان والسمات الأساسية وبعيداً عن متوسط أعمار المنتخبين وخبرة المنتخب الاسترالي الملقب ب«السكرووز» وشباب اليابان فإن كلا المنتخبين قد اتسمت مشاركتهما بالعديد من السمات والصفات قد يعطينا استعراضها انطباعاً هاماً عن الشكل الذي من الممكن أن تسير عليه مباراة اليوم المرتقبة. المنتخب الياباني اتسم لاعبوه بالكفاح والقتال وعدم اليأس منذ بداية البطولة حتى الآن والغريب أن الفريق فيما عدا مواجهته التي فاز فيها على السعودية بخماسية نظيفة، يمكن القول إنه واجه أوقاتاً عصيبة في جميع مبارياته كما أنه تعرض لجميع المصاعب التي كان من الممكن أن تخرج اللاعبين عن تركيزهم وتقصيهم مبكراً من البطولة. ففي أولى مباريات اليابان في البطولة ظل المنتخب الأردني متقدماً طوال المباراة، ولم ييأس اليابانيون بل ظلوا على كفاحهم وضغطهم الهجومي حتى تمكنوا من إدراك التعادل في الدقيقة 92.استمرت اللحظات العصيبة في المباراة الثانية لليابانيين في الدور الأول والتي كانت أمام المنتخب السوري إذ أن المنتخب الياباني وجد نفسه متعادلاً أمام نظيره السوري بهدف لهدف بالإضافة إلى طرد حارسه كواشيما، ولم ييأس اليابانيون وتمكنوا للمرة الثانية على التوالي من تسجيل هدف الفوز والحسم في الدقيقة 82 عن طريق هوندا في الدقيقة 82. وفي الدور ربع النهائي دخل المنتخب القطري مباراته أمام اليابان بقوة كبيرة وتمكن من إحراز هدف التقدم في الدقيقة 13، واستطاع محاربو الساموراي سريعاً العودة إلى اللقاء بإحرازهم هدف التعادل عن طريق شينجي كاغاوا في الدقيقة 28، ورغم ذلك عاود المنتخب القطري التقدم عن طريق فابيو سيزار في الدقيقة 63 ومرة أخرى يجد المنتخب الياباني نفسه مطالباً بالتعادل ثم الفوز في الوقت الذي يلعب فيه بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع مايا يوشيدا، ورغم ذلك تمكن اليابانيون من العودة إلى اللقاء عن طريق شينجي كاغاوا في الدقيقة 70 ثم تسجيل هدف الفوز قبل نهاية اللقاء بدقيقة واحدة بقدم ماساهيكو إينوها. وتكرر الأمر مجدداً مع اليابانيين أمام كوريا الجنوبية في نصف النهائي فتقدم الكوريون في الدقيقة 23 قبل أن يتمكن ريوشي مايدا من إحراز هدف التعادل في الدقيقة 36، وهو ما يعطي انطباعا هاماًُ عن أن المنتخب الياباني يمتلك القدرة على العودة من بعيد وتحويل تخلفه إلى انتصارات رائعة، ولكن في نفس الوقت فإن استعراض مسيرة المنتخب الياباني تثبت أن الفريق استقبلت شباكه هدفين أو هدفاً على الأقل في كل المباريات التي خاضها في ما عدا مباراة السعودية، وهو ما يجعل الشكوك تزداد حول قدرة الدفاع الياباني وحارس مرماه كاواشيما في الحفاظ على نظافة شباكهم في المباراة المرتقبة أمام استراليا. من جهة أخرى فإن المنتخب الاسترالي يمكن القول إنه أدى بطولة قوية بكل المقاييس فالوافد الجديد على الكرة الآسيوية لم يتعرض لأي حالة تأخر في مبارياته السابقة إلا تلك التي حدثت أمام كوريا الجنوبية في المرحلة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة، يومها تقدم المنتخب الكوري بهدف في الدقيقة 24 قبل أن يتعادل ميلي جدنياك لأستراليا في الدقيقة 62. افتتح المنتخب الاسترالي مسيرته بفوز بالغ السهولة على الهند برباعية نظيفة سجلها على التوالي تيم كاهيل في الدقيقة 11 وهاري كيويل في الدقيقة 25 و بريت هولمان في الدقيقة 45 ثم تيم كاهيل مرة أخرى في الدقيقة 65، وعبر الاستراليون مباراة البحرين في المرحلة الثالثة من مباريات المجموعة بصعوبة بالغة بعد الفوز بهدف دون رد أحرزه ميلي جدنياك في الدقيقة 37. وعانى المنتخب الأسترالي كثيراً في ربع النهائي وكاد أن يودع البطولة أمام المنتخب العراقي حامل اللقب إلا أن خبرة نجمه ولاعب وسطه هاري كيويل منحت المنتخب الاسترالي تذكرة الترشح لنصف النهائي بعد أن أحرز هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 117. وفي نصف النهائي لم يجد ال»سكرووز» أي صعوبة تذكر في تخطي المنتخب الأوزبكي بعد أن ألحقوا به هزيمة هي الأكبر والأثقل في البطولة حتى الآن بسداسية نظيفة أحرزها 5 هاري كيويل في الدقيقة الخامسة وساشا أوغنينوفسكي في الدقيقة 38 بينما تمكن ديفيد كارني من إحراز الهدف الثالث في الدقيقة 65. وفي الدقيقة 74 سجل بريت إميرتون الهدف الرابع قبل أن يسجل كارل فاليري وروبي كروس الهدفين الخامس والسادس في الدقيقتين 82 و83 على التوالي. ولاشك في أن المنتخب الأسترالي يمتلك أقوى خط هجوم في البطولة الآن برصيد 13 هدفاً كما أنه تمكن من هز شباك كل المنتخبات التي لعب أمامها، إلا أننا يجب أيضاً أن نوضح أن الاستراليين إذا لم يتمكنوا من إحراز أهداف في الشوط الأول فإن الأمور تزداد صعوبة بالنسبة لهم في الشوط الثاني فأمام الهند سجلوا ثلاثة أهداف في الشوط الأول وهدفاً واحداً فقط في الشوط الثاني، وأمام كوريا الجنوبية أحرز المنتخب الاسترالي هدفاً وحيداً في الشوط الثاني، بينما اكتفى بالدفاع في الشوط الثاني أمام البحرين ليحافظ على تقدمه، وفي مباراة العراق كان أداء الاستراليين باهتاً جداً على الصعيد الهجومي طوال المباراة وخاصة في الشوط الثاني وفي الشوطين الإضافيين. نستشف من ذلك أن المنتخب الاسترالي إذا لم يتمكن من إحراز هدف مبكر أمام اليابان أو التسجيل على الأقل في الشوط الأول فإنه سيواجه أوقاتاً صعبة في الشوط الثاني خاصة أن الساموراي يجيد التسجيل في الدقائق الأخيرة وهو الأمر الذي قد يرجح كفته في المباراة النهائية اليوم. مواجهات المنتخبين السابقة التقى المنتخبان في السابق في ثماني مواجهات. أولى هذه المواجهات كانت في نهائيات الألعاب الأولمبية عام 1956 في ملبورن وانتهى اللقاء بفوز استراليا بهدفين دون رد، أما المواجهة الثانية فكانت في كأس كيرين في اليابان عام 1994 وانتهت بتعادل المنتخبين بهدف لهدف. المواجهة الثالثة كانت في نصف نهائي كأس القارات عام 2001 وانتهت بفوز اليابان بهدف دون رد، أما المواجهة الرابعة فكانت في كأس آسيا-أوقيانوسيا عام 2001 أيضاً وانتهت بفوز اليابان بثلاثية نظيفة. التقى المنتخبان في نهائيات كأس العالم عام 2006 في إطار مباريات المجموعة السادسة وانتهى اللقاء بفوز أستراليا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. سادس المواجهات التي حدثت بين المنتخبان كانت في إطار ربع نهائي كأس آسيا الماضية في فيتنام وتعادل المنتخبان (1-1) قبل أن يفوز اليابانيون (4 - 3) بركلات الترجيح. في إطار تصفيات كأس العالم الماضية وقع المنتخبان في المجموعة الأولى ضمن التصفيات النهائية وتقابلا في مباراتين (ذهاب وعودة ) وانتهى اللقاء الذي أقيم في اليابان بالتعادل السلبي أما في لقاء العودة ففازت أستراليا (2 - 1). بصورة عامة فاز المنتخب الاسترالي في ثلاث مواجهات مقابل فوزين لليابان وتعادل المنتخبان في ثلاث مواجهات. أحرز المنتخب الاسترالي في مرمى اليابان تسعة أهداف مقابل ثمانية أهداف أحرزها الساموراي في مرمى الكانغرو الاسترالي. الاسترالي تيم كاهيل يعتبر هو هداف مباريات المنتخبين إذ أنه سجل أربعة أهداف في مرمى اليابان هدفان منها كانا في لقاء المنتخبين خلال كأس العالم قبل الماضية أما الهدفان الآخران فكانا خلال تصفيات كأس العالم الماضية.