دعا زعيم قازاخستان المخضرم إلى إجراء انتخابات رئاسية في الثالث من أبريل نيسان قبل عامين تقريبا من انتهاء فترة ولايته الحالية ليجهض أي تحد محتمل لحكمه المستمر منذ 22 عاما من داخل نخبة سياسية مضطربة. وبات من شبه المؤكد أن يفوز الرئيس نور سلطان نزارباييف في الانتخابات المبكرة ليمدد فترة ولايته إلى ثلاثة عقود كسبا للوقت حتى يجهز خليفة له سهل الانقياد ليدير أكبر اقتصاد في آسيا الوسطى حجمه 140 مليار دولار وليدرأ عن نفسه احتجاجات مماثلة لما يواجهه زعماء في العالم العربي. وأعلن نزارباييف وهو عامل سابق في مصنع للصلب طبق اصلاحات للسوق ولكنه لا يطيق أي معارضة لحكمه يوم أمس الجمعة عن موعد الانتخابات المبكرة وذلك بعد أيام من رفضه خطة دعت اليها أحزاب المعارضة وأيدها البرلمان و55 في المئة من الناخبين ليحكم البلاد دون منازع حتى عام 2020 . وسارعت الولاياتالمتحدة بالترحيب بخطوة نزارباييف التي وصفت في وقت سابق الاستفتاء بأنه «انتكاسة للديمقراطية». وبخوضه انتخابات مبكرة سيقضي نزارباييف مؤقتا على صراع على النفوذ يدور خلف الكواليس. ويقول بعض المحللين ان موالين يخشون من تحد وشيك من داخل الدوائر الضيقة المحيطة بالرئيس. وقال المحلل أيدوس ساريم "انه يحتاج الى تهدئة النخبة». ويمكن لنزارباييف ان يخوض الانتخابات للفوز بالرئاسة بعدد غير محدود من المرات. وأصبح عضوا في المكتب السياسي في الحزب الشيوعي السابق ويحكم قازاخستان منذ عام 1989 قبل عامين من استقلالها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. ويرى كثير من المستثمرين الأجانب الذين ضخوا ما يزيد على 150 مليار دولار في قازاخستان خلال حكم نزارباييف ان غياب خطة واضحة لخلافة الرئيس أكبر خطر على الاستقرار السياسي في الدولة الغنية بالنفط. ودعا نزارباييف كذلك الى إجراء الانتخابات في وقت تجتاح فيه موجة من الغضب بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والشرق الاوسط. وتأتي أحدث موجة من الغضب في مصر بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس التونسي.