أكد مكتب المدعي العام الإيطالي في بيان له يوم أمس الأربعاء أن الادعاء في ميلانو طالب بإجراء محاكمة فورية لرئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بتهمة دفع مال مقابل ممارسة الجنس مع فتاة قاصر وإساءة استخدام سلطاته للضغط على الشرطة لإخراجها من الحجز. واشار الادعاء في ميلانو إلى أن برلسكوني دفع المال مقابل ممارسة الجنس مع «عدد» من الفتيات القصر من بينهن راقصة النوادي الليلية المغربية كريمة المحروقي التي كانت في ذلك الوقت عمرها يقل عن 18 عاما وهو سن الرشد. وفي هذا الصدد ينفي برلسكوني ارتكابه أي مخالفات ويقول إنه لم يدفع مالا قط مقابل الجنس. لكنه أقر بأنه اتصل بالشرطة لصالح المحروقي وقال إنه أخطر بأنها على صلة قرابة وثيقة بالرئيس المصري حسني مبارك. ويقول محاموه إنه لم يرتكب بذلك خطأ وأنه كان يحاول تفادي أزمة دبلوماسية محرجة. ويعني طلب المحاكمة الفورية لبرلسكوني أن الادعاء مقتنع بأن لديه ما يكفي من الأدلة في القضية وعدم انتظار جلسة الاستماع التي يعقدها البرلمان ويزيد ذلك من الضغوط على رئيس الوزراء البالغ من العمر 74 عاما وعلى حكومة يمين الوسط التي يرأسها. وفي هذه الأثناء أعلن الادعاء في ميلانو عن طلبه بينما كان برلسكوني في روما يشرح خطته لإنعاش الاقتصاد الايطالي. وخطوة الادعاء هي مرحلة واحدة في معركة قضائية قد يطول أمدها. وذكر الادعاء أن برلسكوني مارس نفوذه بطريقة غير مشروعة على مسؤولين لإخراج المحروقي واسمها الفني «روبي» من الحجز حين كانت شرطة ميلانو تحتجزها بتهمة السرقة. وسيكون أمام القاضي نحو خمسة أيام لاتخاذ قرار بشأن الطلب المقدم من ادعاء ميلانو وإن كان يمكن أن يستغرق الأمر بضعة أيام أخرى. وفي حالة موافقته على الطلب يمكن أن تبدأ محاكمة برلسكوني خلال بضعة أشهر. ومن جانبه أشار برلسكوني إلى أن مدعين يساريين تحركهم دوافع سياسية يلاحقونه ويحاولون تدميره ورفض حتى الآن التحقيق معه في قضية روبي. وجاءت هذه الفضيحة في وقت صعب بالنسبة لرئيس الوزراء الذي ضعفت قبضته على السلطة نتيجة حدوث انقسام داخل حزبه تسبب في تقليص أغلبيته في البرلمان.