قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الخميس ان الانتخابات التي وعد باجرائها بحلول سبتمبر أيلول لن تجري ما لم تسمح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بالتصويت في قطاع غزة الذي تسيطر عليه. وكانت منظمة التحرير الفلسطينية قد وعدت يوم السبت باجراء الانتخابات في محاولة فيما يبدو لتفادي اي موجة من الاحتجاجات الشعبية التي تذكيها الانتفاضات في مناطق أخرى من الشرق الاوسط. لكن عباس قال انه لا يستطيع تقسيم الاراضي الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحفي «هذا غير مقبول اطلاقا بالنسبة لنا. الانتخابات تشمل الضفة وغزة وبدون هذا لا نستطيع اجراءها. وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة الذي يعيش به 1.5 مليون نسمة. وتسيطر السلطة الفلسطينية بقيادة عباس على الضفة الغربيةالمحتلة التي يسكنها 2.5 مليون نسمة. وتفصل أراض اسرائيلية بين المنطقتين اللتين ستشكلان دولة فلسطينية واحدة اذا تم توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل. وجاءت تصريحات عباس بعد محادثات مع رئيس تيمور الشرقية خوسيه راموس أورتا الذي يزور الضفة الغربية وتهدف فيما يبدو الى القاء اللائمة على حماس لرفضها السماح للشعب الفلسطيني باختيار قيادة جديدة. كما تزامنت تصريحات عباس مع مظاهرة صغيرة في رام اللهالمدينة الرئيسية بالضفة الغربية شارك فيها نحو الف محتج احتشدوا في ميدان بوسط المدينة مطالبين بانهاء الانقسام الفلسطيني. وخلافا لتونس ومصر والبحرين او اليمن لا توجد فيما يبدو مشاعر قوية مناهضة للحكومة بين الفلسطينيين في الضفة. ومصادر الغضب الرئيسية هي الخلاف الذي لا ينتهي بين حماس وحركة فتح التي يقودها عباس وعدم احراز تقدم نحو السلام الذي سينهي الاحتلال الاسرائيلي بما يمنحهم دولة في نهاية المطاف. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس ان تراجع عباس يثبت أن حماس كانت على حق وان هذا مثال جيد على حالة الارتباك التي تعيشها السلطة الفلسطينية. وقال ان الانتخابات ليست الحل السحري للازمة الفلسطينية وان هناك حاجة الى دراسة شاملة واعادة تقييم للوضع الفلسطيني برمته حتى تتسنى اعادة التنظيم. وأضاف أنه يمكن أن تأتي الانتخابات كنتيجة لاعادة التنظيم هذه وليس كمقدمة لها. وتسيطر حماس على المظاهرات في غزة ولا يسمح باقامة تجمعات حاشدة للمعارضة. ولا تسمح الضفة الغربية بتجمعات مؤيدة لحماس على أراضيها. وقال نبيل ابو ردينة مساعد عباس «المتظاهرون قد يقولون ( نريد انتخابات). نحن مستعدون للانتخابات. المتظاهرون قد يقولون (أوقفوا التفاوض مع الاسرائيليين). لا توجد مفاوضات مع الاسرائيليين. وتابع قائلا لرويترز يوم الاربعاء «لماذا ترفض حماس؟ لم لا ينتقد أحد حماس بسبب هذا وقال «متى تحدث مشكلة يجب الرجوع الى الشعب. هذه هي الديمقراطية وهذا هو ما نفعله لكن حماس ترفض التعاون. لا نستطيع أن نجري الانتخابات في الضفة الغربية وحدها. سيقولون اننا نحاول تقسيم البلاد واقامة دولتين». وقالت السلطة الفلسطينية يوم السبت انه يجب أن تلهم روح التغيير في مصر الفلسطينيين بالاتحاد وقال ياسر عبدربه مساعد عباس ان القيادة قررت اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل سبتمبر. غير أن حماس سارعت الى رفض العرض. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم ان عباس المدعوم من الغرب والذي يتولى الرئاسة منذ عام 2005 لا يتمتع بالشرعية اللازمة للدعوة للانتخابات. وقال برهوم فور سماعه الاعلان من رام الله ان حماس لن تشارك في الانتخابات ولن تكسبها شرعية وتابع أن الحركة لن تعترف بالنتائج. وأجريت اخر انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية عامي 2005 و2006 حين فازت حماس بالسلطة. ولم تدم حكومة الوحدة طويلا وطرد مقاتلو حماس قوات فتح من غزة وانتزعوا السيطرة على القطاع.