سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المصري: وزارة الداخلية لا تستطيع تحقيق النجاحات الأمنية بدون علاقة إيجابية ومتميزة بين الشرطة والمجتمع في الندوة الأمنية بصنعاء حول احترام كرامة المواطن وتعزيز مكانة الشرطة
أكد المشاركون في ندوة (احترام كرامة المواطن وتعزيز مكانة الشرطة) التي عقدت يوم أمس الأحد بصنعاء ونظمها مركز الدراسات والبحوث الأمنية في أكاديمية الشرطة أهمية وضع وتنفيذ استراتيجية تضمن تعاون المواطن مع رجل الشرطة ، وتوظيف أكبر قدر ممكن من طاقات المجتمع لإنجاح مهام الشرطة. وأشاروا في توصياتهم إلى أن ذلك يتحدد على وجه الخصوص في ضرورة تعزيز الثقة بين الشرطة والمجتمع لترسيخ مبدأ التكامل بينهما، كما أوصوا بتبني قيادة وزارة الداخلية موضوع اللجنة الوطنية للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، والعمل على سرعة إشهارها حسب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم (368). كما أكدت الندوة أهمية توعية ضباط وأفراد الشرطة بالنصوص القانونية الإجرائية ومحاسبة الخارجين على مقتضياتها، واستلهام الروح الإنسانية عند تنفيذهم للأنظمة والقوانين، بما يحفظ للمواطن كرامته ويرعى حقوقه، وكذلك تضمين التشريعات والنصوص ذات الصلة بكفالة حق المواطن في الكرامة الإنسانية، وضمان السبل الكفيلة بصيانة هذا الحق وحمايته من أي انتهاك ، وأوصت كذلك بتوحيد المفاهيم والأفكار حول حقوق المواطن وطبيعتها والقيم الأساسية التي تتضمنها تلك الحقوق والحريات بما يتلاءم مع الأهمية التي توليها الدولة بهذا الشأن وتؤكدها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بصورة دائمة. وأكدت التوصيات ضرورة العمل على رفع المستوى المهني والمعيشي لرجل الشرطة لما لذلك من علاقة برفع روحه المعنوية وتعزيز شعوره بالرضا الوظيفي، الأمر الذي يدفعه إلى تقديم خدمات أمنية متميزة تساعد على بناء جسور الثقة المتبادلة بين المواطنين ورجال الشرطة ، مع التأكيد على دور القيادات الأمنية في هذا الجانب، بالإضافة إلى تفعيل اهتمام وسائل الإعلام والتوجيه بمفهوم التربية الأمنية للمواطنين، ومفهوم حقوق الإنسان لإيجاد رأي عام متعاون مع الشرطة، وتضمين المناهج الدراسية بعض القيم والاتجاهات والمفاهيم الايجابية نحو العملية الأمنية وأهميتها في حياة المجتمعات ، مع التركيز على تفعيل دور الإعلام الأمني ورفده بكافة الوسائل التي تمكنه من القيام بدوره. وأوصت الندوة بإعداد برامج توعوية تهدف إلى التعريف بمضامين الكرامة الإنسانية وأحكامها التشريعية ، وتشمل التوعية أفراد المجتمع والمؤسسات الرسمية ، والعاملين في أجهزة العدل والأمن على وجه الخصوص، وكذلك دراسة ومعالجة العوامل المساعدة في الانتقال إلى الممارسة العملية لمضامين الكرامة الإنسانية في تعامل الأجهزة الأمنية المعنية مع المواطنين وفقا لما كفله دستور الجمهورية اليمنية ونصت عليه الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها اليمن. وأشارت توصيات الندوة إلى ضرورة تحسين خدمات الشرطة المقدمة للجمهور، وتعزيز مبدأ الشفافية وسيادة القانون ، وبناء قدرات منتسبي الشرطة بما يتوافق والتحديات الأمنية على الصعيدين الوطني والدولي، وتعزيز الحماية القانونية لمنتسبي الشرطة ضحايا الجريمة وضحايا الحوادث الأمنية. وكان وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري قد أكد- في افتتاح الندوة التي شارك فيها 380 مشاركا يمثلون أجهزة الأمن والعدل ووزارة حقوق الإنسان والتعليم العالي ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الأبحاث والدراسات وعدد من المفكرين والمهتمين والناشطين في مجال حقوق الإنسان - أهمية هذه الندوة في ردم الهوة بين المواطنين والشرطة بما يكفل تجسيد مقولة الشرطة في خدمة الشعب على أرض الواقع على الوجه الأمثل، لافتا إلى أن وزارة الداخلية لا تستطيع تحقيق النجاحات الأمنية من دون علاقة إيجابية ومتميزة بين الشرطة والمجتمع ، مستعرضا بعض تجارب النجاحات الأمنية التي تحققت بفضل التعاون والتكامل بين الشرطة والمجتمع، وفي مقدمتها النجاح المبهر لليمن في استضافة وتنظيم بطولة خليجي 20. وقال إن المواطنين لعبوا دورا مهما ورئيسيا في كافة التفاصيل الأمنية المرتبطة بهذا الحدث الرياضي المهم، بالإضافة إلى الدور الفاعل الذي يقوم به المواطنون في مساندة أجهزة الأمن في تأمين وحماية المسيرات والمظاهرات التي تشهدها حاليا بعض المحافظات في اليمن. وأضاف وزير الداخلية بهذا الصدد أن الأجهزة الأمنية تقف خلالها على الحياد وعلى مسافة واحدة منها سواء كانت مسيرات مؤيدة أو معارضة .. مؤكدا أن الأجهزة الأمنية ومنتسبيها يتعرضون لخسائر بشرية وإصابات خلال تأمينهم لهذه المسيرات وحرصهم على أن تظل في الإطار السلمي ومنع أعمال العنف والفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة التي يحاول البعض القيام بها خلال هذه المسيرات ، حيث استشهد 3 وأصيب 10 من منتسبي الأجهزة الأمنية وهم يقومون بتأمين هذه المسيرات والمظاهرات. وأشاد وزير الداخلية بالدور الكبير الذي يضطلع به المواطنون في إنجاح العمل الأمني بمختلف مجالاته ، وخاصة حملات منع حمل السلاح، وضبط جرائم المخدرات، لافتا إلى أن البلاغات التي تلقتها من المواطنين كانت أساس نجاح الأجهزة الأمنية في ضبط عشرات الأطنان وملايين الأقراص من المخدرات بأنواعها المختلفة. من جهته أشار مدير مركز البحوث والدراسات الأمنية في أكاديمية الشرطة العقيد الدكتور عبدالرحمن بدر الدين إلى أهمية عقد هذه الندوة والدور المهم الذي ينبغي أن تضطلع به في تحسين مستوى العلاقة بين المواطنين ورجال الشرطة ، مشيدا بجهود قيادة وزارة الداخلية في دعم ورعاية وتشجيع إقامة مثل هذه الندوات التي تصب في مصلحة تطوير العمل الأمني وفق أحدث الأساليب العلمية والمنهجية. وكانت الندوة قد ناقشت عددا من أوراق العمل المتعلقة باحترام كرامة المواطن وتعزيز مكانة الشرطة، حيث ناقش المشاركون في الندوة خلال الجلسة الأولى التي رأسها القائم بأعمال رئيس أكاديمية الشرطة مدير كلية الدراسات العليا اللواء الدكتور علي الشرفي ثلاث أوراق عمل تضمنت الورقة الأولى احترام الكرامة الإنسانية في المواثيق الدولية، فيما تناولت الورقة الثانية احترام الكرامة الإنسانية في التشريع اليمني، وركزت ورقة العمل الثالثة على الإطار الدستوري والقانوني لمهام الشرطة، وفي الجلسة الثانية التي رأسها نائب رئيس الأكاديمية العقيد الدكتور عبد الله القيسي ناقش المشاركون ورقة العمل الرابعة، التي تمحورت حول التكامل بين المواطن والشرطة في تعزيز أمن المجتمع، فيما ناقشت ورقة العمل الخامسة التوعية الإعلامية ودورها في صون كرامة الإنسان، فيما ركزت ورقة العمل السادسة على دور التوعية في تعزيز مكانة الشرطة في المجتمع. وقد أثرى المشاركون بالندوة النقاشات والأطروحات والمداخلات الجادة والمسؤولة التي أغنت موضوع الندوة.